12 يوليو، 2025 10:16 م

شم النسيم وذكرى أيوب من ضمنها .. سيناء بلا إحتفالات أو فرحة !

شم النسيم وذكرى أيوب من ضمنها .. سيناء بلا إحتفالات أو فرحة !

كتب – عمر رياض :

يعتبر ساحل البحر فى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء المصرية، الملجأ الوحيد للإحتفال بطقوس أعياد الربيع.

مثل باقى محافظات مصر يبدأ الإستعداد لـ”شم النسيم “فى مساء الأحد مع نهاية “أسبوع الآلام”.. تجهز الأسر ما يلزم من “الترمس” و”البيض”، وربما انواع مختلفة من الأسماك “المملحة”، حيث تشتهر العريش بتمليح “سمكة البوري” البحرية “الفسيخ”.

بداية مراسم الإحتفال..

فى صباح الإثنين.. تبدأ المحال والمقاهي على ساحل البحر بإخراج الكراسى والشمسيات مبكراً، وهو ما يجعل اليوم على غير عادة ايام الصيف الساحلية، التي يأتي السكان أو المصطافين بأعداد أقل، يحملون معهم فى معظم الأوقات أدواتهم، ان لم يكن بعضهم مستأجراً لسكن بالساحل. لكن بسبب زحام اليوم الموسمى تزداد الطلبات على الخدمات المقدمة بأسعار رخيصة.

يمتد الطقس على مايقرب من 10 كيلو مترات، هي طول ساحل العريش العاصمة، وكانت مدن ساحلية اخرى في محافظة “شمال سيناء” تشهد الاحتفال، لكن بكثافة أقل، مثل “الشيخ زويد” و”رفح”.

بالتوازى كانت التجارة تنتعش والخدمات والمواصلات، حيث يعد عيداً حقيقياً لأصحاب الرزق من العاملين.

إنقلاب الوضع.. بإجراءات أمنية..

منذ أربع سنوات اختفت عدد من الطقوس الاحتفالية خاصة تلك التى يتشارك فيها المسلمين والأقباط، مثل الإحتفال بعيد الربيع “شم النسيم”، ذلك بعد بداية فرض الحظر الأمني الجزئى.. فمع نهاية حكم الرئيس السابق “محمد مرسي” لمصر أغلق “كوبرى قناة السويس”، ممر العبور الوحيد لشبه جزيرة سيناء، بسبب تهديدات أمنية على حسب ما ذكرت بيانات وصحف وقتها وكان من المفترض ان تعود المحافظة لحالتها الطبيعية – التي تتميز بالهدوء – بعد شهور قليلة من فرض الإجراء، إلا ان ذلك لم يحدث واخذت الأمور في التدهور خاصة بعد تهجير سكان الشريط الحدودي فى رفح.

فرضت التمركزات الأمنية بطول الساحل حالة من الحذر والخوف من الخروج  للنزهة على الساحل، كما منعت الإجراءات الأمنية الشديدة عبور الزائرين فى مثل هذا الوقت من كل عام، وراح الأمل يقل يوم بعد يوم فى عودة الحياة كما كانت.

فى منتصف شهر شباط/فبراير الماضى، كانت ذروة الأحداث بتهجير أقباط شمال سيناء، بسبب ما يتعرضون له من قتل على أيدي مسلحي الخلافة.

تصفية الأقباط بالتهجير..

بدأت الموجة منذ عامين بتصفيات لعدد من المسيحيين معظمهم من الفقراء ومتوسطي الحال، لتصل إلى ذروتها خلال شباط/فبراير الماضي، قبل ان تتخذ الكنيسة المصرية قراراً بنقلهم إلى محافظة الأسماعيلية المجاورة لسيناء.

الأمر الذى قضى على عدد أخر من الاحتفالات الدينية خاصة بالمسيحين كان يشهدها ساحل العريش في مثل هذه الأيام.

إختفاء “أربعاء أيوب”..

في يوم الثلاثاء السابق على “عيد الفصح” أيضاً يخرج الآلاف من سكان “شمال سيناء” لإحياء ذكرى “أربعاء أيوب”.

وكما يطلق عليها فى العامية المصرية “أربعة أيوب”، وهو اليوم الذى يعد طقساً لطلب الشفاء على غرار شفاء “النبى أيوب”.

حيث يعتقد على حسب ما يتواتر من قصص الأنبياء أن “أيوب” شفي من مرضه على الشاطئ الممتد بين العريش فى مصر وغزة فى فلسطين، لذلك يشترك سكان غزة فى إحياء هذا الطقس أيضاً، كما يذكر البعض أن الذكرى يتم إحيائها فى لبنان أيضاً.

فى يوم “أربعة أيوب”، يتوافد الناس على الشاطئ قبل غروب الشمس، فهو ليس يوم للأستحمام العادي يتوافد فيه الناس مبكراً، حيث يعتقد أن أيوب شفي فى لحظة غروب الشمس ومن أجل تلك اللحظة ينتظر السكان طوال اليوم.

لذلك تخلوا مياه البحر من الناس حتى لحظة الغروب، يقف السكان بطول الشاطئ دون أن تلمس أقدامهم المياه فى انتظار تلك اللحظة، ويمكن للناظر بطول الساحل ان يرى مشهد، لا يمكن تكراره، مع العدد الكبير الذي يقف فى لحظة واحدة.

وفى لحظة الغروب ينزل السكان للمياه.. يظهر المشهد بطول الساحل كتلاقى موجة من البشر مع موج البحر، ويبدأ الدعاء أيضاً بالشفاء للمرضى والإنجاب وطلب الصبر على ما لم يتحقق من أمنيات.

حيث يعد “النبى أيوب” رمزاً للصبر وفق ما يرى المشاركون في احياء الذكرى.

حالة الطوارئ..

منذ ثلاث سنوات فرضت حالة الطوارئ على “محافظة شمال سيناء” وتم تطبيق حظر التجوال منذ إعلان الحرب على الإرهاب، ليختفي طقس الإحتفال تدريجياً بسبب الإشتباكات التي طالت الساحل وتطورت حتى صارت حرباً حقيقية تمنع الناس من الحركة وليس الإحتفال فقط، كما تمنع أيديولوجيات المسلحين إقامة مثل هذه الطقوس، وهذا سبب آخر للخوف وتوقف الاحتفال.

ويرى عدد كبير من السكان أن الدولة أخطأت بفرض حالة الطوارئ على شبه جزيرة سيناء خلال ثلاث سنوات، حيث نتج عنها تفريغ للشارع ليحتله المسلحون وزج بالسكان لقلب الحرب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة