خاص : ترجمة – بوسي محمد :
هيمنت إدعاءات التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية على أحداث عام 2017، لذا ستكون انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتحدة أول إختبار حقيقي لجهود شركة (فيس بوك)، ولمعرفة هل هي بالفعل متورطة في التدخل الروسي أم هذا كذب وإفتراء.
وقد شهدت قضية تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية تطوراً لافتاً، بعد إعتراف مستشار الأمن القومي السابق للرئيس دونالد ترامب، “مايكل فلين”، بالكذب على المحققين أثناء مثوله أمام قاض في واشنطن.
وقد واجهت الشبكات الاجتماعية الكثير من الإتهامات حول إستغلال منصاتها لنشر المعلومات التضليلية السياسية، لترجيح كفة “ترامب” أما غريمته “هيلاري كلينتون” آنذاك.
إعتراف الـ”فيس بوك”..
في بداية العام الجاري، أنكرت إدرة شركة (فيس بوك) مزاعم التدخل الروسي، وبعد ذلك إعترفت باستخدام روسيا لها للتأثير في الانتخابات الأميركية، عن طريق استخدام إعلانات مضللة، حسبما أشارت صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وبحلول نيسان/إبريل 2017، غيرت شركة (فيس بوك) سياستها، ونشرت نتائج تحقيق مطول في “عمليات المعلومات والفيس بوك”؛ جنباً إلى جنب محاولات للتلاعب في الخطاب المدني وخداع الناس.
ليأتي شهر أيلول/سبتمبر 2017 وتكشف شركة (فيس بوك) عن مدى التدخل الروسي للمرة الأولى، مشيرة إلى أنها وجدت ما يقرب من 500 حساب وهمي، وصفحات وهمية أنفقت 100.000 ألف دولار على الإعلانات المضللة، وعدد الأشخاص الذين شاهدواها 126 مليون شخص، وفقاً لأحدث تقدير.
يُشار إلى أن موقع الـ”فيس بوك” تزداد صعوبة مهامه في توفير منصة آمنة، عن طريق التخلص من أطنان من المنشورات غير اللائقة، بدءاً من المواد الإرهابية العنيفة إلى صور الإعتداء على الأطفال وغيرها، وذلك بعد تزايد أعداد مستخدميه.
وتسعى شركة (فيس بوك)، في خطواتها المستقبلية، إلى زيادة فريقها الأمني إلى 20 ألف شخص خلال العام القادم، في محاولة لتحسين تطبيق معايير المجتمع، وأضافت أنها تحذف 66 ألف منشور يحتوي على خطاب يحض على الكراهية أسبوعياً، وطالبت من مستخدميها المساعدة في ذلك من خلال الإبلاغ عن المنشورات غير اللائقة.
“تويتر” ترصد 2700 حساب تابع للأمن الروسي..
على جانب آخر، أصدر موقع التدوين العالمي (تويتر)، قائمة بأكثر من 2700 حساب، يعتقد أنها تديرها وكالة أبحاث الإنترنت، أو ما يُعرف باسم “جيش المتصيدين – Troll Army”، في “سان بطرسبرغ”، وهو قسم تابع لـ”وكالة الأمن الاتحادي الروسي” يقوم بمهمة شن الهجمات الإلكترونية على المواقع الحكومية للخصوم، وإختراق الحسابات والبريد الإلكتروني، ونشر الشائعات وتضليل الحقائق لدعم الموقف الروسي وتوجيه الرأي العام ضد الخصوم.
في أيلول/سبتمبر الماضي، أكدت الشركة الأميركية المتخصصة في مجال الإعلان المرتبط بخدمات البحث على الإنترنت (غوغل)، أنه ليس لديها أي دليل على منصاتها الإعلانية يفيد بوجود حملة دعائية روسية بشأن الانتخابات الأميركية، وبعد ضغوط متزايدة من جانب الكونغرس الأميركي، إعترف الرئيس التنفيذي لشركة (غوغل)، “ساندر بيتشاي”، بأن شركته أرتكبت بعض الأخطاء.
وقالت (الغارديان)، أنه رغم إعتراف “فيس بوك” بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وتوعدها بتوسع خططها من أجل توفير منصة آمنة، هناك مخاوف كبيرة لا تزال تنتظر 2018، وتهدد بتصدر القضية مجدداً عناوين الصفحات الأولى في العام الجديد.
وعلق النائب الديموقراطي، “داميان كولينز”، قائلاً: “يبدو أنه لم يتم عمل أي إجراء من قبل (فيس بوك) للبحث عن نشاط روسي حول استفتاء الاتحاد الأوروبي، غير الإعلانات الممولة من تلك الحسابات، التي تم تحديدها بالفعل في إطار التحقيق الذي يجريه مجلس الشيوخ الأميركي”.
وتستطرد “الغارديان”، أن الانتخابات النصفية لرئاسة الولايات المتحدة تعتبر أول إختبار جاد لإلتزام “فيس بوك” بتثبيت برنامجها. وقد وعدت الشركة بإجراء تغييرات على منتجاتها الإعلانية السياسية لزيادة الشفافية.