24 نوفمبر، 2024 9:02 م
Search
Close this search box.

سياسة الرجوع للخلف .. السجال يعاود أدراجه من جديد بين أميركا وإيران وكأن شيئًا لم يحدث !

سياسة الرجوع للخلف .. السجال يعاود أدراجه من جديد بين أميركا وإيران وكأن شيئًا لم يحدث !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الوضع عاد إلى ما كان عليه مسبقًا، فالسجال وجد طريقه مجددًا للعلاقات “الأميركية-الإيرانية”، حيث قال الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، صباح أمس؛ إن “واشنطن” حددت 52 هدفًا إيرانيًا سيتم قصفها؛ إذا استهدفت “طهران” أي أميركيين أو أصول أميركية، ردًا على اغتيال القائد العسكري الإيراني، “قاسم سليماني”.

وقال “ترامب”، على (تويتر): “إن إيران تتحدث بجرأة شديدة عن استهداف أصول أميركية محددة؛ ردًا على الغارة الأميركية التي أدت إلى مقتل سليماني”.

وأضاف الرئيس الأميركي؛ إن بلاده: “حددت 52 موقعًا إيرانيًا” وإن بعضها “على درجة عالية للغاية من الأهمية لإيران وللثقافة الإيرانية، وإن تلك الأهداف وإيران ذاتها ستُضرب بسرعة كبيرة وبقوة كبيرة”.

وتابع “ترامب”: “الولايات المتحدة الأميركية لا تريد أي تهديدات أخرى !”، مشيرًا إلى أن الأهداف، الإثنين والخمسين، تمثل 52 أميركيًا إحتجزوا رهائن في “إيران” في “السفارة الأميركية” بـ”طهران”، عام 1979.

من أبرز الوقاحات..

ردًا عليه؛ أكد وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، اليوم، أن: “تهديد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بقصف 52 موقعًا ثقافيًا إيرانيًا، يُعد من أبرز الوقاحات بتهديد المعالم الثقافية في العالم”.

وقال “ظريف”، خلال كلمة في “المكتبة الوطنية”، اليوم الإثنين: “الهجوم على المعالم الثقافية في بلادنا، إذا وقع، فهو هجوم على الإنسانية والتاريخ، وجريمة لا تُغفر وفق القوانين الدولية”، مضيفًا أن: “تهديد الرئيس، ترامب، بقصف 52 موقعًا ثقافيًا إيرانيًا يُعد من أبرز الوقاحات بتهديد المعالم الثقافية في العالم”، وذلك حسب وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، (إرنا).

وتابع: “تهديد، ترامب، بقصف معالمنا الثقافية يُعد رمز للإرهاب الثقافي الدولي؛ واستمرار لإنتهاك القوانين الدولية من قِبل نظام هذا الرئيس، وستبلور نفور من الولايات المتحدة”.

وذكر وزير الخارجية الإيراني أن: “الصمت الدولي حيال السلوك الأحادي الجانب والتهرب من القانون الدولي من قِبل، ترامب، ظهر واضحًا في الفترة الماضية”، مؤكدًا على أن رد الفعل السلبي لـ”أوروبا”، حيال الانسحاب الأميركي من “الاتفاق النووي”، أدى إلى تهديد “أميركا” للدول الأوروبية.

تجاهل نهج الضغوط القصوى..

من جهته؛ قال الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إنه: “يجب على الإيرانيين ألا يسمحوا لنهج الضغوط القصوى، الذي يتبناه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالإضرار بالوحدة الوطنية قبل الانتخابات البرلمانية”.

وفي خطاب بثه موقعه الرسمي على الإنترنت مباشرة، أضاف “روحاني”: “يجب ألا ندع ترامب ينجح في خلق فجوات بين المؤسسة والناس، يجب أن نبقى متحدين، لا تديروا ظهوركم لانتخابات، 21 شباط/فبراير، ليكن الإقبال كثيفًا”.

وأوضح، أن: “استهداف وحدتنا واستقرارنا؛ هو إستكمال لخطة ترامب، بعد ضرب الاتفاق النووي واغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني”.

رفض التفاوض بإسقاط العقوبات..

وسبقت تهديدات “ترامب”، رده السريع بالرفض على عرض بالتفاوض؛ قدمه وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”.

وكتب “ترامب”، على حسابه الرسمي بموقع (تويتر)؛ أن: “وزير الخارجية الإيراني يقول إن إيران تريد أن تتفاوض مع الولايات المتحدة، لكن مع إزالة العقوبات”.وأضاف “ترامب”: “لا.. شكرًا”.

وكان “ظريف” قد أبدى، خلال مقابلة صحافية؛ استعداد بلاده للإنخراط مجددًا في مفاوضات مع “الولايات المتحدة” لحل القضايا العالقة بينهما، ولا سيما “الملف النووي”.

وقال “ظريف”، في المقابلة؛ إنه بوسع إدارة “ترامب”، “تصحيح ماضيها”؛ عبر رفع العقوبات التي أعادت فرضها على نظام “طهران”، والعودة إلى طاولة المفاوضات. “نحن ما زلنا على طاولة المفاوضات، وهم، (الولايات المتحدة)، الطرف الوحيد الذي غادرها”.

يبني تصريحاته على عناوين “فوكس نيوز” !

وقوبلت تلك التغريدة، من جانب “ترامب”، برد وزير الخارجية الإيراني، عبر حسابه على (تويتر)، داعيًا “ترامب” إلى: “بناء سياسته الخارجية وتصريحاته وقراراته على الحقائق، وليس على عناوين قناة (فوكس نيوز) أو مترجميه المتخصصين بالفارسية”، مرفقًا نسخة من حواره مع مجلة (دير شبيغل) الألمانية باللغة الإنكليزية: “حتى يقرأها ترامب”، على حد تعبيره.

وعرض “ظريف” سؤالًا من مجلة (دير شبيغل)؛ عما إذا كانت “إيران” تستبعد أي احتمال للتفاوض مع “الولايات المتحدة” بعد مقتل “قاسم سليماني”، القائد السابق لـ (فيلق القدس) الإيراني، الذي قُتل إثر غارة أميركية استهدفت موكبه في العاصمة العراقية، “بغداد”، في 3 كانون ثان/يناير الجاري.

ورد “ظريف” على سؤال المجلة الألمانية قائلًا: “لا، لا أستبعد أبدًا احتمالية أن تُغير الناس مواقفها وتعترف بالحقائق. بالنسبة لنا، لا يهم من يجلس في البيت الأبيض، بل كيف يتصرفون”، مضيفًا أن: “إدارة ترامب يمكنها أن تُصحح ماضيها وترفع العقوبات وتعود إلى طاولة المفاوضات”.

وصول التوتر لأعلى مستوياته..

ووصلت درجة التوتر بين، “إيران” و”الولايات المتحدة”، لأعلى مستوياتها منذ عقود بعد أن قتلت “واشنطن” القائد العسكري الإيراني البارز، الجنرال “قاسم سليماني”، في هجوم بطائرة مُسيرة في “بغداد”، في الثالث من كانون ثان/يناير 2020، مما دفع “إيران” لإطلاق صواريخ على قواعد في “العراق” تضم قوات أميركية بعد أيام.

وكان التوتر يتصاعد بالفعل بين الدولتين، منذ أن أعلن “ترامب”، في 2018، انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي”، الذي أبرم بين “إيران” والقوى العالمية، في عام 2015، وأعاد فرض العقوبات التي قلصت صادرات “النفط” بشدة وأضعفت الاقتصاد الإيراني.

ويرى “ترامب” أن “الاتفاق النووي”، الذي أبرمه سلفه، “باراك أوباما”، عام 2015، “كارثي”، وفتح في الوقت نفسه أمام “إيران” الباب أمام اتفاق جديد، يمنعها من إمتلاك سلاح نووي.

ويعالج أيضًا مسألتي ميليشياتها في المنطقة وصواريخها (الباليستية)، مع بقاء العقوبات أثناء المفاوضات.

وتعهد “ترامب” بألا تحصل “طهران” على قنبلة نووية، ما دام رئيسًا لـ”الولايات المتحدة”.

وفي وقت سابق؛ من كانون ثان/يناير الجاري، انسحبت “إيران” عمليًا من “الاتفاق النووي”، عندما أزالت القيود التي كانت مفروضة عليها بموجب الاتفاق على برنامجها النووي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة