7 أبريل، 2024 3:24 م
Search
Close this search box.

نتانياهو وترامب .. يوقعان غانتس في “مصيدة القرن” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يترقب المحللون السياسيون اللقاء المُنتظر، غدًا الثلاثاء، بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، ومنافسه في الانتخابات المقبلة، “بيني غانتس”.

وهناك شبه إجماع علي أن مفاوضات الرئيس الأميركي مع ضيفيه الإسرائيليين، غدًا، ستنصب على “صفقة القرن” لحل القضية الفلسطينية. إلا أن كبار المسؤولين في حزب (أزرق-أبيض)، الذي يترأسه، “غانتس”، يرون الأمور بصورة مختلفة تمامًا.

إذ يقولون إن ما يُسمى، بـ”صفقة القرن”، ليست خطة لتحقيق السلام بين “إسرائيل” والفلسطينيين، ولكنها مجرد صفقة مصالح بين “نتانياهو” و”ترامب”، والخاسر الأكبر فيها هو “غانتس”؛ بحسب المحلل الإسرائيلي، “بن كسبيت”.

صفقة المصالح المتبادلة..

يتفق المحلل الإسرائيلي مع كبار مسؤولي حزب (أزرق-أبيض)؛ على أن الرئيس الأميركي يسعى لإنقاذ “نتانياهو” من أزمته السياسية ومن هزيمته المتوقعة في الانتخابات المقبلة. وفي المقابل يُقدم “نتانياهو” المساعدة للرئيس، “ترامب”، في انتخابات 2020، وهو يبُذل كل ما في وسعه للتأثير على الناخبين الإنجيليين للتصويت لصالح “ترامب”.

ولكن الأمر في نظر، “بن كسبيت”، لا يتوقف عند ذلك؛ فاللقاء المُرتقب يهدف إلى إظهار، “ترامب”، أمام شعبه؛ وكأنه زعيم سياسي قوي، حتى أثناء الجلسات التي يجريها “مجلس الشيوخ” بشأن الإطاحة به.

وعلى الجانب الآخر، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يُحبط كل المساعي التي يبذلها حزب (أزرق-أبيض) لرفض طلب الحصانة المُقدم من قِبل “نتانياهو”.

تغطية إعلامية متباينة !

في “الولايات المتحدة الأميركية” ستكون شاشة التلفاز منقسمة، غدًا الثلاثاء، بين مناقشات الإطاحة بالرئيس والقمة التاريخية التي ستنعقد في “البيت الأبيض”.

أما في “إسرائيل”؛ فستنقسم الشاشة لثلاثة أجزاء: على اليمين سيتم عرض مناقشات الإطاحة بالرئيس، “ترامب”، وعلى اليسار ستُعرض مناقشات طلب الحصانة لـ”نتانياهو”؛ وفي الوسط سيظهر “نتانياهو” وكأنه صاحب السيادة في “البيت الأبيض”.

تنسيق مريب للإيقاع بـ”غانتس” !

إن “غانتس”، الذي كان يتقدم شيئًا فشيئًا للفوز بمنصب رئيس الوزراء، في الانتخابات المقبلة، يجد نفسه منقادًا إلى “البيت الأبيض”، غدًا الثلاثاء، وهو نفس اليوم الذي سيناقش فيه “البرلمان الإسرائيلي” تشكيل لجنة لرفض طلب الحصانة المُقدم من “نتانياهو”. وهو ما يعني أن “ترامب” و”نتانياهو” قد تآمرا على “غانتس”.

يضيف “بن كسبيت”؛ أن “غانتس” على يقين من أن كل ما يجري قد تم التنسيق له بين ثلاثة أشخاص: إذ يُنسق “نتانياهو”، من جهة، مع رئيس الكنيست، “يولي أدلشتاين”، الذي جعل مناقشة موضوع الحصانة، في يوم الثلاثاء؛ ومن جهة أخرى يُنسق “نتانياهو” مع “البيت الأبيض”، الذي وجَّه الدعوة لرئيس الحكومة ورئيس المعارضة الإسرائيليين في نفس اليوم تحديدًا.

بين خيارين كلاهما مُر !

والآن بات “غانتس” أمام معضلة، إذ يجب عليه أن يقرر ماذا سيفعل بشأن مناقشة طلب الحصانة لـ”نتانياهو”.

فإذا أصرَّ على إجراء المناقشات، يوم الثلاثاء، فسيبدو وكأنه سياسي أخرق يحاول النيل من رئيس الحكومة المتواجد خارج البلاد في مهمة تاريخية.  أما إذا أرجأ تلك المناقشات؛ فقد لا يمكنه بعد الآن إحباط مساعي “نتانياهو” لنيل الحصانة قبل إنطلاق حملة الانتخابات المقبلة.

التآمر على منافس “نتانياهو” !

يشير “بن كسبيت”؛ إلى أن “نتانياهو”، الذي كان على وشك الخروج من اللعبة السياسية؛ بات الآن متحكمًا في المجريات السياسية والتاريخية؛ في حين يقوم أتباعه بتجهيز نعش الوفاة السياسية لخصمه، “غانتس”.

ولو كان بمقدور أحد أن ينظر لما يحدث داخل “البيت الأبيض”، لأمكنه رؤية كل من، “ديفيد فريدما”، و”غارد كوشنير”، وجماعة الضغط الموالية للمستوطنين اليهود، وجميعهم يجهزون الحفرة التي سيقع فيها “غانتس”.

فيما يرى كبار المسؤولين في حزب (أزرق-أبيض)؛ أن ما يجري الآن من تدخل أميركي سافر في الشأن الداخلي الإسرائيلي هو الأسوأ عل الإطلاق، لا سيما قبيل إجراء الانتخابات الإسرائيلية.

فمن بين 365 يومًا في العام؛ اختار “البيت الأبيض” دعوة “نتانياهو” و”غانتس”، يوم الثلاثاء، تحديدًا، وهو اليوم نفسه الذي سيتم فيه تشكيل لجنة لمناقشة طلب الحصانة.

هدية غير مسبوفة لإسرائيل..

لكن كل تلك التحديات التي يواجهها، “غانتس”، ما هي إلا مجرد مقدمات؛ فبحسب مقربين من “نتانياهو”، فان خطة السلام التاريخية التي أعدها، “ترامب”، هي في حقيقة الأمر هدية غير مسبوقة للجانب الإسرائيلي.

إذ ستتيح الخطة، لـ”نتانياهو”، أن يضم كل المستوطنات الموجودة بـ”الضفة الغربية”؛ وجعلها تحت السيادة الإسرائيلية. وإذا رفضها الفلسطينيون فسيكون الرد المؤكد هو قيام “نتانياهو” بضم منطقة “غور الأردن”.

وعندئذ سيبدو “نتانياهو” كملك “إسرائيل”، بشكل رسمي، وسيسترد من جديد أصوات ناخبي حزب (الليكود)، الذين تخلوا عنه، في انتخابات أيلول/سبتمبر 2019، وسيحسم الانتخابات لصالحه.

الأفضل لـ”غانتس” عدم التوجه لواشنطن !

في ظل تلك الاحتمالات، هناك من دعا، “غانتس”، يوم الخميس الماضي، لرفض دعوة الرئس، “ترامب”، لزيارة “البيت الأبيض”؛ وهي الدعوة التي يرى البعض أنها جاءت بإيعاز من “نتانياهو”.

سيبدو، “غانتس”، وكأنه ممثل كمبارس أو ضيف بلا قيمة في احتفال رسمي. ولن يفوت “نتانياهو” الفرصة لإهانة “غانتس”؛ والتقليل من شأنه، وإظهاره على الملأ وكأنه أحد المساعدين له، ولذا من الأفضل لـ”غانتس” أن يبقى في “إسرائيل” ولا يتوجه لـ”واشنطن”، بحسب المقربين من زعيم حزب (أزرق-أبيض).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب