23 ديسمبر، 2024 9:36 ص

سوق “أدوات المحرم” الإيراني .. تحت سيطرة الصين تركيا وألمانيا !

سوق “أدوات المحرم” الإيراني .. تحت سيطرة الصين تركيا وألمانيا !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أتشح سوق “ناصر خسرو” في العاصمة، “طهران”، بالسواد. حيث تُرى الرايات والخيام والملابس السوداء والسلاسل والطبل والدفوف في كل مكان بالسوق، اللهم إلا بعض الريش الملون الذي يضفي القليل من تنوع الألوان على السوق الأسود.

وكالعادة يتحول سوق “ناصر خسرو”، في أيام “المحرم”، مؤقتًا إلى سوق أدوات المحرم. ومع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، خلال العام الجاري، يقول الباعة بالسوق: “تراجعت نسب المبيعات عن الأعوام الماضية بمقدار النصف، فضلاً عن الإقبال على إيجار أدوات العزاء. ومما لا شك فيه لا يقتصر هذا الوضع على المشتري فقط”؛ وإنما يقول الباعة أيضًا: “نستأجر المحلات مدة شهر، وقد تضاعف الإقبال على الإيجار، مقارنة بالعام الماضي. كنا نستأجر المحلات العام الماضي، مدة شهر في سوق ناصر خسرو؛ مقابل 15 مليون طومان، لكن هذا العام ندفع إيجار أكثر من الضعف”.

والتجول في السوق، خلال العام، ليس بالإزدحام الذي يرضي البائع والمشتري. بحسب صحيفة (شهروند) الصادرة عن “جمعية الهلال الأحمر” الإيرانية.

الرموز المذهبة بـ 200 مليون طومان في سوق طهران..

يقول أحد الباعة في سوق “ناصر خسرو”: “تسبب الغلاء في تراجع أعداد المشترين للعام الجاري، بنسبة 40%، مقارنة بالعام الماضي. والمشتري الرئيس بالنسبة لنا هم سكان جنوب طهران، لكن لو أراد سكان الشمال شيئًا فإنهم يتصلون هاتفيًا ويطلبون ما يريدون دون الحاجة إلى نزول السوق. مع هذا أحيانًا يأتي سكان بعض الأحياء الجنوبية ويريدون شراء طبلة للموكب، ولذا ففي الغالب يكون المشتري من هذه الطبقة أو أصحاب النذور.. وتبحث مواكب التعزية للعام الجاري عن أدوات مستأجرة أو مستعملة؛ وقلما ينجحون في الحصول عليها”.

يضيف أحد الباعة القدماء في سوق أدوات العزاء، حيث يعمل في هذا المجال منذ 25 عامًا، قائلًا: “يتراوح سعر سلسة الأطفال العادية، في سوق ناصر خسروا، بين 7 – 10 آلاف طومان، في حين تبدأ أسعار السلاسل الأفضل بمبلغ 16 ألف وحتى 30 ألف طومان. وتبدأ أسعار السلاسل النحاسية بمبلغ 150 ألف طومان ذات الاستعمال الفردي غالبًا”.

من جملة الأدوات الأخرى؛ يمكن الإشارة إلى دف الأطفال بسعر 7 آلاف طومان، ويتراوح سعر طبلة الأطفال بين 10 – 20 ألف طومان. والرايات تبدأ بسعر 35 ألف طومان وحتى 600 ألف، بحسب الخامة والجودة. وتحتل الطبلة المرتبة الثانية من حيث أدوات العزاء الأكثر مبيعًا بعد الرايات.

وأغلى أدوات العزاء سعرًا، هي الرموز، حيث يبلغ سعر الرموز الصغيرة، 7 قيراط، في الغالب 800 ألف طومان؛ وترتفع القيمة إلى 12 مليون طومان إذا كان الرمز مذهبًا. يقول أحد الباعة، ويعتبر نفسه صانع رموز: “يرتبط سعر الرمز المُذهب بمعدل الذهب، ويتجاوز سعر الرمز عيار 23 قيراط، مبلغ 200 مليون طومان”.

واردات أدوات العزاء من الخارج !

الطريف أن الجزء الأكبر من أدوات “عزاء المحرم” يتم استيرادها من الخارج، وقد تسبب غلاء “الدولار” مؤخرًا في تراجع واردات هذه الأدوات بشكل كبير.

يقول الباعة: “تُستورد معظم الآلات الموسيقية، مثل الطبلة والدف والزيلوفون، من الصين وتركيا والهند. وغالبًا ما تأتي الأقمشة السوداء من تركيا أو الصين. وإزدادت حاليًا أسعار الأقمشة المستوردة بشكل ملحوظ، ووصل سعر قميص الحرير التركي حتى مليون طومان. على عكس الأقمشة الصينية لأنها تحتوي على الكثير من ألياف النايلون ومن ثم زيادة نسبة العرق، ويتراوح سعر دستة القميص الصيني بين 100 -250 ألف طومان”.

وبالتأكيد يستأخر الخياطون، المحلات، استعدادًا لتلقي الطلبيات وحياكة الرايات وتسليمها للمشتري. ويعض المواكب تقدم طلبيات خاصة وتنتظر حتى الإنتهاء من الطلبية.

وتختلف الأسعار بحسب نوع الأقمشة والمقاسات. ويبلغ سعر أغلى علم في السوق 650 ألف طومان. وسألنا البائع عن أسباب ارتفاع الأسعار، فأجاب: “إزدادت الأسعار بنسبة 40%، مقارنة بالعام الماضي.. لماذا ؟.. لأن كل شيء غالي. فقد تضاعف سعر القماش المخملي الذي نستخدمه، لكننا نحاول عدم رفع الأسعار بشكل كبير حتى يتسنى لنا البيع”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة