بغداد – كتابات
يستمر قائد (فيلق القدس)؛ ومسؤول الملف العربي في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، في ممارسة ضغوطه على الأحزاب والبرلمان العراقي لتمرير شخصية تتمتع بمقبولية لديه إلى منصب رئيس الوزراء خلفًا لـ”عادل عبدالمهدي”.
وفق المعلومات المتاحة، فقد وصل “سليماني” إلى العاصمة العراقية، “بغداد”، في جولة يصطحبه خلالها، “أبومهدي المهندس”، “الرئيس الفعلي”، لـ (الحشد الشعبي) والمتحكم في فصائله المسلحة؛ من أجل التأثير بشكل مباشر على عملية اختيار رئيس الحكومة المقبل.
“سليماني” وضع شروطًا أساسية على مائدة الأحزاب؛ على رأسها أن يتم اختيار شخص يدين بالولاء المطلق لـ”طهران” وعملًا بمبدأ المرشد الأعلى، “علي خامنئي”: “السمع والطاعة”.
من بين الشروط كذلك، أن يكون من أبناء المكون الشيعي في صورة مستقل؛ على عكس الحقيقة.
إذ إنه على رأس الخطة التي وضع بنودها “سليماني” أمام أتباعه في قيادات الأحزاب، أن يتم اختيار شخصية واقعة تحت النفوذ الإيراني وخاضع مباشرة لتوصيات قائد (فيلق القدس)، لكن بأسلوب يخدع المتظاهرين من خلال تقديمه كشخصية مستقلة مدافعة عن حقوق الثوار ومطالبهم.
بينما في الجهة المقابلة؛ خرجت تسريبات تتحدث عن رفض القوى الحاكمة من الأحزاب التخلي عن مصالحها، واللجوء إلى مناورات معقدة للإلتفاف على استحقاق تعيين رئيس وزراء مستقل.
فقد كشفت تقارير صحافية غربية، رفض الأحزاب الكبيرة فكرة تكليف شخصية مستقلة تشكيل الحكومة الجديدة، ولو بشكل مؤقت؛ خوفًا من إلتفاف الشارع المحتج حول أي رئيس وزراء مستقل لتصفية مصالح الطبقة السياسية الحاكمة الآن، خاصة من يتبعون “إيران”.
وهو ما يفسر ترشيح شخصيات مستهلكة لتشكيل الحكومة الجديدة، رغم علم تلك الأحزاب أن الشارع لن يتقبلها، ومن بين تلك الأمثلة؛ دفع (منظمة بدر)، التي يتزعمها، “هادي العامري”، أحد أبرز رجالات “إيران” في “العراق”، بوزير النفط الأسبق، “إبراهيم بحرالعلوم”، كمرشح تسوية، لتشكيل الحكومة الجديدة، وسط اعتراضات عديدة، أبرزها جاءت من “ساحة التحرير”.
لكن ما أفسد هذا الترشيح، الذي وقف خلفه كذلك “عمار الحكيم”، زعيم (تيار الحكمة)، هو ظهور شقيقه، “محمد حسين بحرالعلوم”، الذي يشغل منصب ممثل “العراق” الدائم لدى “الأمم المتحدة”، مهاجمًا المتظاهرين، ومدعيًا أنهم قتلوا بعضهم البعض في الساحات؛ وأن القوات الأمنية بريئة من دمائهم.
بينما كشفت المعلومات المتاحة، أن رجال “إيران” في “العراق” وضعوا خطة لإسقاط مرشحي ساحات التظاهر لتشكيل الحكومة، والذي يتبناه زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، القادر على تحريك كتلة برلمانية كبيرة لدعم هذا الخيار، (سائرون).
الخطة تقوم على قائمة مرشحين من شخصيات “جدلية” لا يمكن قبولها، لطرحها في مواجهة أي مرشحين تدعمهم ساحات التظاهر و”مقتدى الصدر”، بهدف التوصل إلى مرشح تسوية.
وهي خطة سياسية مألوفة في مثل هكذا أحداث، تعتمد على تفجير كثير من بالونات الاختبار، وإحراق أسماء الكثير من المرشحين، قبل الكشف عن المرشح الحقيقي.
إذ تقول التسريبات إن زعيم (ائتلاف دولة القانون)، “نوري المالكي”، اتفق مع رئيس هيئة (الحشد الشعبي)، “فالح الفياض”، تنفيذًا لخطة “قاسم سليماني”، على إدخال قائمة المرشحين الذين يمكن إحراق أسمائهم لإسقاط مرشح قوي يأتي من طرف آخر، إعمال القاعدة “الشطب المتبادل”.
فمثلُا سيتم طرح “فالح الفياض” بشكل مباشر إذا دعم “الصدر” وساحات التظاهر خيار ترشيح الفريق البارز في قوات مكافحة الإرهاب، الذي تم إبعاده، “عبدالوهاب الساعدي”، لتشكيل الحكومة الجديدة.
فنزوله إلى ساحة الترشيحات سيربك حسابات المشهد السياسي بالكامل؛ لصعوبة مواجهته بسبب سجله الناصع وشعبيته الجارفة ومواقفه البطولية في دحر الإرهاب ورفضه ما يمارس بحق المتظاهرين.