خاص: كتبت- نشوى الحفني:
رُغم ما يحدث تجاه المحتجين بالجامعات الأميركية لإيقاف الحرب ضد “غزة” من اعتقالات وصّلت حتى الآن إلى اعتقال (2000) من المحتجين، ورُغم تصميم الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، على عدم تغييّر سياسته في المنطقة، صّوت مجلس مدينة “ريتشموند” في ولاية “كاليفورنيا” على سّحب الاستثمارات من الشركات التي تعمل في “إسرائيل” بأغلبية (05) مقابل (01)، لتُصبح ثاني مدينة أميركية تسّحب استثماراتها بعد “هايوارد”.
وقالت عضو مجلس مدينة ريتشموند؛ “سهيلة بانا”، التي شاركت في صياغة القرار: “هناك شيء واحد يمكننا القيام به بنشاط، وهو سّحب الاستثمارات. وبفضل الحركة الطلابية، لفتوا انتباهنا إلى الأمر مرة أخرى. لقد كان هذا هو الوقت المناسب”.
ونقلت شبكة (إي. بي. سي نيوز) عن “بانا”؛ إن “ريتشموند” لديها مجموعة تبلغ حوالي: (600) مليون دولار للاستثمار. لكن من المُّرجح أن يتم استثمار نسّبة صغيرة فقط، حوالي: (7%)، في محافظ استثمارية تضم شركات ستتخارج المدينة منها (…) من الأمثلة الواضحة على ذلك مقاولو الدفاع ومصنعو الأسلحة مثل شركة (لوكهيد مارتن)، لكن شركات مثل (Microsoft) و(Airbnb) مدرجة أيضًا في القائمة.
تصويت تاريخي..
من جانبه؛ قال “شيفا ميشك”، كبير موظفي رئيس البلدية “إدواردو مارتينيز”، إن: “المسّتوطنات على الأراضي الفلسطينية غير قانونية. وهي غير مسموح بها، على الأقل بموجب القانون الدولي. ومع ذلك، تستضيف (Airbnb) الكثير من العقارات الموجودة على أراض محتلة بشكلٍ غير قانوني”.
وتحدثت ناشطة السلام الإسرائيلية؛ الدكتورة “دوف باوم”، في اجتماع مجلس المدينة، ووصفت التصّويت بأنه: “تاريخي” لأنه يوسّع الجدل حول أين وكيف يتم إنفاق أموال الضرائب الأميركية ؟.
وقالت “باوم”، وهي يهودية: “الإبادة الجماعية في غزة هي ما يتطلبه الأمر بالنسبة لأصحاب الوعي هنا في الولايات المتحدة لبدء تحويل الأموال بعيدًا عن الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلال والإبادة الجماعية”.
تؤثر في قرارات الانتخاب..
ويقول البروفيسور الفخري “جورج بشارات”؛ في كلية الحقوق بجامعة (كاليفورنيا) في “سان فرانسيسكو”، إن هذه الأنواع من القرارات المحلية لها أهمية أكبر في عام الانتخابات، حيث لا تتوافق مشاعر الناخبين مع سياسة “البيت الأبيض”.
يقول “بشارات”: “أعتقد أن الرئيس؛ بايدن، يعرض فرص إعادة انتخابه للخطر بشكلٍ خطير، ولكن بشكلٍ خاص في الولايات المتأرجحة مثل: ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا”. “وبالتالي فإن مثل هذه التصريحات الصادرة عن الحكومات المحلية تنتشر وتسُّمع في واشنطن العاصمة، ونأمل أن يكون لها تأثير على السياسة”.
إنهاء الاحتجاج مقابل الاتفاق..
وسبق وأن أعلنت جامعة (براون)؛ الثلاثاء، أنّها توصّلت إلى اتّفاق مع مجموعة من طلابّها مناهضة للحرب في “غزة” ينصّ على أن يُزيل الطلاب المحتجّون مخيّمهم من الحرم الجامعي مقابل وعد بأن تُعيد الجامعة النظر بعلاقاتها مع شركات مرتبطة بـ”إسرائيل”، في أول اتفاق من نوعه بين جامعة أميركية مرموقة والحراك الطالبي الداعم للفلسطينيين.
وقالت “كريستينا باكسون”؛ رئيسة جامعة (براون) الواقعة في مدينة “بروفيدنس”؛ بولاية “رود آيلاند” (شمال شرق الولايات المتّحدة)، إنّ الطلاب المحتجّين وافقوا على إنهاء احتجاجهم وتفكيك مخيّمهم بحلول الساعة 17.00 بالتوقيت المحلّي من عصر الثلاثاء.
وأوضحت في بيان أنّ الطلاب وافقوا أيضًا على: “أن يمتنعوا حتى نهاية العام الدراسي عن القيام بأيّ أفعال أخرى من شأنها أن تنتهك قواعد السلوك الخاصة بجامعة (براون)”.
وأضاف البيان أنّه في المقابل: “ستتمّ دعوة خمسة طلاب للقاء خمسة أعضاء من مؤسّسة جامعة (براون) في آيار/مايو؛ لتقديم حججهم بشأن سّحب استثمارات (براون) من شركات تُسهّل وتسّتفيد من الإبادة الجماعية في غزة”.
أول تنازل كبير..
ويُمثّل هذا الاتفاق أول تنازل كبير من جانب إدارة جامعة أميركية مرموقة إزاء الحركة الطلابية الاحتجاجية التي لا تنفكّ تتّسع نطاقًا في “الولايات المتّحدة”.
وتسبّبت هذه الاحتجاجات بتوقيف مئات الطلاب وبشلل جامعات عدّة وبانقسام حادّ في الرأي العام الأميركي.
ويُمثّل قطع العلاقات بين كبريات الجامعات الأميركية الخاصة ورعاة وشركات مرتبطة بـ”إسرائيل”؛ أحد مطالب الحركة الطالبية التي تُدافع عن “القضية الفلسطينية” وتدعو لوقف الحرب الدائرة بين “إسرائيل” وحركة (حماس) في “قطاع غزة”.
انتصار للحركة الطلابية الدولية..
ولا يزال يتعيّن على طلاب جامعة (براون) وإدارتها مناقشة الخطوط العريضة لهذا الاتّفاق خلال الفترة الممتدة من آيار/مايو وحتى تشرين أول/أكتوبر.
وفي المخيّم الاحتجاجي الذي بنوه في حديقة الجامعة؛ قفز طلاب فرحًا بالاتفاق وعانق بعضهم بعضًا وهم يغنّون، بحسّب ما أفادت صحفية في وكالة (فرانس برس).
وقال الطالب “ليو كورزو كلارك”؛ إنّ الاتفاق هو: “انتصار كبير لهذه الحركة الدولية ولشعب فلسطين”.
اعتقال 2000 شخص من الجامعات..
وفقًا لإحصاء لـ (آسوشيتد برس)، تم اعتقال ما لا يقل عن (200) شخص في جامعة (كاليفورنيا) “لوس أنغلوس”، يوم الخميس، ليصل إجمالي الاعتقالات على مستوى البلاد إلى أكثر من: (2000) في العشرات من حرم الجامعات منذ قامت الشرطة بفض اعتصام في جامعة (كولومبيا)، منتصف نيسان/إبريل 2024.
ووقعت التظاهرات – والاعتقالات – في كل ركن من أركان “الولايات المتحدة” تقريبًا. لكن خلال الـ (24) ساعة الماضية، جذبت أكبر قدر من الاهتمام في جامعة (كاليفورنيا) لوس أنغلوس، حيث اندلعت مشاهد فوضوية في وقتٍ مبكر الخميس عندما هاجم ضباط يحملون معدات مكافحة الشغب حشدًا من المتظاهرين.
بدأت التظاهرات في حرم الجامعات بجامعة (كولومبيا)؛ في السابع عشر من نيسان/إبريل الماضي؛ احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على “غزة”، وتوزعت في سائر أنحاء “الولايات المتّحدة”، من “كاليفورنيا” غربًا؛ (جامعة كاليفورنيا-لوس أنغلوس، جامعة جنوب كاليفورنيا…)، إلى الولايات الشمالية الشرقية؛ (كولومبيا، ييل، هارفارد، يوبين)، مرورًا بالولايات الوسّطى والجنوبية مثل “تكساس وأريزونا”.
“بايدن” يؤكد “لن أغير سياستي” !
من جانبه؛ قال الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إن الاحتجاجات لن تُجبره على إعادة النظر في سياساته في المنطقة، وذلك في ظل الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات في “الولايات المتحدة” على خلفية الحرب بين “إسرائيل” وحركة (حماس) في “قطاع غزة”.
وأضاف “بايدن”؛ الذي لزم الصمت طويلاً حيال هذه التحركات، في خطاب متلفز من “البيت الأبيض”، أن: “لا مكان” لمعاداة السّامية في الجامعات الأميركية، لكنه أكد في الوقت ذاته أن “الولايات المتحدة”: “ليست أمة تسّكت الناس”.
وتابع بايدن: “يجب احترام سيّادة القانون ونحن لا ندعم القمع ونؤمن بحرية التعبير، وهناك حق في الاحتجاج، ولكن ليس إثارة الفوضى”.
واعتبر الرئيس الأميركي؛ أن تدمير الممتلكات وتهديد الناس ليس احتجاجًا سلميًا، بل هو ضد القانون، مشددًا على ضرورة أن تتم الاحتجاجات دون عنف أو تدمير أو كراهية وفي إطار القانون.