2 مايو، 2024 1:19 م
Search
Close this search box.

أمام “العدل الدولية” .. تركيا تنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل وتعززها بوثائق جرائم الإبادة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات- كتابات:

في خطوة لافتة أعلن وزير الخارجية التركي؛ “هاكان فيدان”، أن بلاده قررت الانضمام إلى “جنوب إفريقيا” في القضية التي رفعتها على “إسرائيل” في “محكمة العدل الدولية”، في ضربة جديدة للعلاقات “التركية-الإسرائيلية”.

وقال “فيدان”؛ في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية الإندونيسية؛ “ريتنو مارسودي”، بـ”أنقرة”: “بعد استكمال السيّاق القانوني لعملنا؛ سنّقدم إعلان الانضمام الرسّمي أمام محكمة العدل الدولية تنفيذًا للقرار السياسي الذي اتخذناه”.

بعد ضغوط..

وجاء إعلان “فيدان”؛ الانضمام إلى “جنوب إفريقيا”، في أعقاب انتقادات حادة من المعارضة التركية التي لامت الحكومة لعدم مبادرتها برفع دعوى مماثلة ضد “إسرائيل” مسّتندة إلى أن “تركيا” بفاعلية استخدامها القانون الدولي يمكن أن تُعزز سمُّعتها الدولية وتسُّهم بشكلٍ مؤثر في تخفيف المعاناة بـ”غزة”.

وكانت “تركيا” رحبت منذ اليوم الأول برفع “جنوب إفريقيا” دعوى ضد “إسرائيل”؛ في “محكمة العدل”، في 29 كانون أول/ديسمبر 2023، على خلفية انتهاك التزاماتها في إطار “اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، والمعاقبة عليها في ما يتعلق بالفلسطينيين في قطاع غزة”، وأكدت على ضرورة ألا تمر جرائم “إسرائيل” دون عقاب؛ وأنه يجب محاسّبة المسؤولين أمام القانون الدولي.

ولم تكتفِ “تركيا” – التي أعلنت دعمها الدائم لموقف “جنوب إفريقيا” – بالترحيب، بل أعلن الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”، تقديم بلاده وثائق إلى “المحكمة الدولية” من شأنها التأثير على مسّار القضية وتوثيق ارتكاب “إسرائيل” جرائم إبادة إنسانية بحق الفلسطينيين في “قطاع غزة”.

كما قال رئيس الوفد البرلماني التركي – الذي توجه إلى “لاهاي” لمتابعة جلسات الاستماع في الدعوى – إن “تركيا” بحكومتها ومؤسساتها المدنية لن تكون طرفًا في الظلم الذي يعيشه الفلسطينيون، وأكد أنها: “ستُساهم بشكلٍ فعال في كافة الجهود الرامية للتوصل إلى حل، كما أنها مسّتعدة لتحمّل المسؤولية بوصفها ضامنًا في مرحلة تنفيذ الاتفاق النهائي”.

وفي إطار الدعم القانوني، تقدم (3061) محاميًا تركيًا بدعوى قضائية إلى “المحكمة الجنائية الدولية”؛ في “لاهاي”، تضمنت دلائل تثُبت قيام “إسرائيل” بجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم حرب في “قطاع غزة”.

ورفعت مجموعة أخرى من المحامين الأتراك دعوى قضائية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أمام “المحكمة الجنائية الدولية” تتهمه بارتكاب جرائم إبادة جماعية في “قطاع غزة”.

لماذا الآن ؟

وعن سبب توقيت إعلان “تركيا”؛ الذي يُعده مراقبون متأخرًا بعد مرور أشهر عدة على الدعوى التي رفعتها “جنوب إفريقيا”، يوضح المحلل السياسي؛ “أحمد أوزغور”، أن “تركيا” ليست طرفًا حتى الآن في “نظام روما الأساس” الذي أنشئت بموجبه “المحكمة الجنائية الدولية”، وهي المحكمة المعنية بمحاكمة ومحاسّبة مرتكبي الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

ويقول “أوزغور”: “على الرُغم من أن تركيا لا تستطيع أن تطلب رسّميًا من مكتب المدعي العام إجراء تحقيق فإنها تستطيع الإدلاء ببيان وإرسال أدلة بشأن الجرائم المرتكبة أو حتى الانضمام كشريك في دعوى”.

وأشار إلى بيان “المحكمة الجنائية”؛ الذي قالت فيه إنها: “لن تُحاكم” الهجوم الذي نّفذه جنود إسرائيليون على سفينة (مافي مرمرة)؛ التي كانت متوجهة إلى “فلسطين”، في 31 آيار/مايو 2010، والتي لقي على متنّها (09) مواطنين أتراك حتفهم وأصيب أكثر من: (50) آخرين، مما يعكس طبيعة العلاقة بين “تركيا” والمحكمة.

وفي السيّاق؛ قال مصدر في “وزارة الخارجية” التركية، إن ملف انضمام “تركيا” إلى دعوى “جنوب إفريقيا” ضد “إسرائيل”؛ أمام “العدل الدولية”، كان دائمًا على طاولة النقاش لتحديد مدى أهميته وفعاليته والوقت المناسب لتقديمه، مؤكدًا أن “تركيا” لم ولن تتأخر في بذل كل الجهود اللازمة لخدمة “القضية الفلسطينية” والعمل على وقف الحرب الإسرائيلية في “قطاع غزة”.

وأكد المصدر أن “تركيا” ستبدأ بجميع الإجراءات اللازمة للمُّضي قدمًا بشأن ما يمكن القيام به بخصوص القضية.

التداعيات..

من جهته؛ قال الباحث في القانون الدولي؛ “يوجال أجير”، إنه نظرًا للانتهاكات الجماعية والخروقات المتكررة للقوانين الدولية التي ترتكبها “إسرائيل” بحق الفلسطينيين؛ فقد قررت “تركيا” مؤخرًا اعتماد نهج مشابه لذلك الذي اتبعته “جنوب إفريقيا” من خلال الطرق القانونية، مؤكدًا على أن هذا النهج يُظهر بشكلٍ واضح الدور المحوري والأهمية الاستراتيجية لـ”‍تركيا” في الساحة الدولية.

ويُشير “أجير”، إلى أن انضمام “تركيا” إلى دعوى “جنوب إفريقيا” ضد “إسرائيل” لا يُظهر فقط التزامها بالقضايا الإنسانية، ولكنه أيضًا يُعزز موقف “جنوب إفريقيا” من الناحية القانونية، تمامًا كما كان تدخّل دول مثل: “رواندا والبوسنة والهرسك”.

وأضاف أن “المحكمة الدولية” ستُقرر أولاً ما إذا كانت ستقبل التدخل التركي، وفي حالة الموافقة سيكون ذلك داعمًا قويًا لموقف “جنوب إفريقيا” ويُعززه من الناحية القانونية.

وأكد “أجير” على أهمية الدعم المادي والمهني الذي يمكن أن يُقدمه التدخل التركي، ليس فقط ل‍ـ”جنوب إفريقيا”، ولكن للمجتمع الدولي في سّعيه نحو العدالة وحقوق الإنسان.

وأكد “غورسال توكماك أوغلو”؛ الرئيس السابق للمخابرات الجوية التركية والخبير الأمني، على أن الوضع الجيوسياسي الحالي يتطلب تدخلا دقيقًا ومدروسًا من جانب المجتمع الدولي لضمان تحقيق السلام.

واعتبر “أوغلو” أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة استخدمت التأجيل السياسي أداة للابتعاد عن تنفيذ حلول دائمة، فيما أضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، إلى هذا التأجيل حصيلة إضافية من الظلم.

وأشار إلى أن الأزمات الإنسانية في “غزة” تحتاج إلى تدخل عاجل، وأن الجهود التركية الحالية تهدف إلى تسّريع الاعتراف الدولي بـ”فلسطين” وتطبيق وقف إطلاق النار في “غزة”، مسّتغلة الضعف الظاهر في ثقة المجتمع الدولي والداخلي تجاه “نتانياهو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب