خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
نشر المطرب “ساسي مانكن”؛ على صفحته الشخصية، إعلان تسويقي لفيديو موسيقي مصور باسم: “طهران طوكيو”. وقد حقق الإعلان نسبة مشاهدة بلغت 6 مليون متابع، في غضون 28 ثانية فقط، وحصل على حوالي 120 ألف تعليق يثني في الغالب على الفيديو، كما أشتملت على تعلقيات من ممثلين وشخصيات أخرى معروفة تعمل داخل “إيران”، تتحدث في منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ عن الأخلاق والفن الرفيع والاهتمام بالأجيال الجديدة.
وقد شارك، في الفيديو المصور، نجم أفلام إباحية معروف. ومع الأخذ في الاعتبار لاسم الفيديو، فالمحتمل أن بعض الأجزاء تم تصويرها في مدينة “طوكيو”.
وككل أعمال “ساسي”؛ تغلب على الفيديو الألفاظ الركيكة والمخدرات وبعض الإحالات السياسية غير المجدية.
والعجيب والمؤلم؛ هو ردود الأفعال الإيجابية والدفاع غير المبرر، من جانب قطاعات شعبية كبيرة، تعيش داخل “إيران”، بذريعة (إتاحة فرص العمل للجميع). بحسب صحيفة (فرهيختكان) الإيرانية.
مطرب واسع الانتشار !
يعلم الجميع، بما فيهم أصحاب التعلقيات الإيجابية على هذا الفيديو والثناء عليه؛ أن القانون في كل دول العالم ضد أي محتوى مبتذل ورخيص؛ وبخاصة الأفلام الإباحية الموجهة للأطفال والشباب، بل إن الدول الأكثر انفتاحًا تدافع بحسم عن الأطفال والشباب.
ويعتقد البعض في ضرورة التفريق بين الفيديو الموسيقي المصور واللحن، بينما لا يفرق آخرون بين الصوت والصورة في الفيديو الموسيقي. والأفضل، بصرف النظر عن تحليل الشكل، أن نخوض في نقاش هذه القضية.
مطرب شاب، من جيل الألفينيات يقوم، بمساعدة مجموعة من أصدقائه، بإنتاج فيديوهات موسيقية مصورة وينشرها على شبكات التواصل الاجتماعي الفارسية، يحظى بكل هذا الحب، حتى أنه قام بإنتاج فيديو مخصوص يدعم، “إبراهيم رئيسي”، مرشح الانتخابات الرئاسية الحادية عشر.
لكنه قرر الهجرة، بعد فترة من الفشل في الداخل، ثم اكتسب، في العام 2018م، الشهرة مجددًا بإنتاج فيديوهات موسيقية متنوعة، أبرزها: (جنتل مان)، وأعادت نسب المشاهدات، التي بلغت الملايين، اسمه إلى الأذهان مجددًا وحققت له تغييرات مالية إيجابية.
وقد بلغ انتشار الفيديو، بين الأطفال والشباب، مستوى أن أذاعت إحدى المدارس اللحن عبر مكبر الصوت في الاحتفال بـ”عيد المعلم”، ما ترتب عليه تغيير مدير المدرسة، وأدعى، “ساسي”، أنه تسبب في استقالة وزير التربية والتعليم.
وزار “ساسي”، بصحبة بعض المطربين المشهورين، “المملكة العربية السعودية”، وأضفى المزيد من التلوث على سيرته الذاتية، بعد نشر لحن: (الدكتور)، في الأيام الأولى لانتشار فيروس (كورونا).
وقد أثار حصوله على أموال من “السعودية”، الكثير من ردود الأفعال السلبية، لكن فيديو (الدكتور)؛ يشتمل على المشاهد العارية والألفاظ المبتذلة، التي حظيت باهتمام البعض في الداخل. وقد تناقصت أعداد المعجبين إزاء فيديو: (جنتل مان)، لكن أغلب المعجبين، من الأطفال والشباب والتلاميذ، تلك الفئات التي لا تمتلك نصيبًا من الموسيقى المحلية، وما تبثه فضائيات (بويا) و(نهال) أشبه بالمزاح.
إبتذال..
تعاني الموسيقى، في الداخل والخارج، أوضاع مؤسفة، ويعزو الخبراء السبب للمال. ولا تتورع شركات المراهنات عن القيام بأي عمل يحقق المزيد من العوائد ويثبتون مقدرتهم على جذب المطربين من المعروفين وغيرهم.
الآن، وبعد مشاركة نجم أفلام إباحية في فيديو “ساسي” الجديد؛ يقول البعض: كل ذلك هو جزء من أحجية كبرى تستهدف جذب المزيد من المتابعين والمعجبين وتحقيق عوائد مالية هائلة.
والسؤال الرئيس: ماذا حدث في سوق الموسيقى على نحو أفضى إلى تصوير فيديوهات ضعيفة ومبتذلة؛ مثل: (الدكتور) و(طهران طوكيو)، تحظى بانتشار واسع داخل “إيران” ؟!.. ويبرر المسؤولون بـ”وزارة الإرشاد”، إصدار التصاريح لمثل هذه الأعمال باحتياجات الأجيال الجديدة.
والواقع إن فيديو “ساسي” الجديد؛ هو مبتذل بالكامل والمتلقي الواعي يسأل: ما الخطوة التالية في هذا المسار ؟.. وأي الظواهر الجديدة يتعين الأسرة الإيرانية الاستعداد لها ؟.. هل الوحيد الذي تقدم بشكوى ضد المطرب مدير قناة (بويا) ؟.. ألا يتعين على المسؤولين الحاليين والسابقين الإجابة على تدهور وضع الموسيقى الحالي وسليقة الأطفال والشباب ؟