14 يوليو، 2025 11:40 ص

رغم لقاء “هلسنكي” .. العلاقات “الأميركية-الروسية” تنزلق في حفرة عميقة .. فإلى متى ؟

رغم لقاء “هلسنكي” .. العلاقات “الأميركية-الروسية” تنزلق في حفرة عميقة .. فإلى متى ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم إنعقاد “قمة هلسنكي” بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ونظيره الروسي، “فلاديمير بوتين”، والتي كان يظن البعض أنها تحمل بارقة أمل لتقارب البلدين بعد طول خلافاتهما، إلا أن ما يحدث الآن عكس تلك التوقعات؛ فأخذت “الولايات المتحدة” تكيل الاتهامات لـ”روسيا”، والأخرى ترد عليها، فكان آخر إجراء بينهما ما أعلنته المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية، “هيذر نويرت”، أن مساعد وزير الخارجية الأميركية، “ويس ميتشل”، استدعى القائم بالأعمال المؤقت لروسيا في الولايات المتحدة، “دميتري غيرنوف”، إلى وزارة الخارجية.

وبحسب الدبلوماسية؛ فإنه تم استدعاء “غيرنوف”، بسبب مزاعم عن سياسة “موسكو” العدائية تجاه “واشنطن”.

وكتبت “نويرت” على (تويتر): “استدعى مساعد وزير الخارجية، ميتشل، القائم بالأعمال المؤقت لروسيا، غيرنوف، للحصول على تعليق حول محاولات الكرملين استخدام الشبكات الاجتماعية لتعزيز العنف والانقسام في الولايات المتحدة، نحن لن نسكت عن هذا التدخل العدواني”.

وفي وقت سابق طالبت “الولايات المتحدة”، “روسيا”، أن تتوقف عن التدخل في شؤون البلاد.

هستيريا التدخل المزعوم يقوض العلاقات..

ومن ناحيتها؛ فقد صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، “ماريا زاخاروفا”، يوم الجمعة الماضي، بأن “موسكو” استقبلت بكل أسف تصريحات وزارة الخارجية الأميركية حول التأثير الروسي على مزاج الأميركيين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، و”الهستيريا” حول تدخل موسكو المزعوم في الانتخابات الأميركية، تقوض العلاقات “الروسية-الأميركية” وتعرض النظام السياسي الأميركي للسخرية.

تنزلق إلى دبلوماسية الصوت العالي..

وأعربت السفارة الروسية في الولايات المتحدة، عن أسفها، خلال تعليقها على المعلومات المتعلقة باستدعاء القائم بالأعمال المؤقت لروسيا، في الولايات المتحدة، إلى وزارة الخارجية الأميركية، “دميتري غيرنوف”، مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة” تنزلق إلى “دبلوماسية الصوت العالي”.

وقالت السفارة: “في تقديم السيدة نويرت، طُلب من دبلوماسينا الرد على التدخل الروسي العدواني في الشؤون الداخلية الأميركية”.

وتتابع السفارة متسائلة: “ما هو نوع الإجابة التي يمكن أن يجري الحديث عنها، إذا كان موضوع التهم نفسه غير موجود من حيث المبدأ ؟.. فعلى مدار العامين الماضيين، قمنا وبصورة متكررة، وعلى جميع المستويات الممكنة، بكشف التناقض المطلق لمثل هذه التلميحات، ولم يتم تقديم دليلاً واحداً على ما ورد…”.

وتضيف: “لا يسعنا إلا أن نأسف لحقيقة أن وزارة الخارجية تنزلق مرة أخرى إلى “دبلوماسية الصوت العالي”. في الواقع، أتضح أن وزارة الخارجية تتعامل مع تلك القوى في المؤسسة الأميركية، التي تدير في مصلحتها الخاصة موضوع “تدخل روسيا” في العمليات السياسية في الولايات المتحدة”.

واختتمت السفارة بيانها: “ندعو زملائنا الأميركيين، إلى تركيز جهودهم على العمل المهني والاحترام المتبادل لتحقيق الاستقرار وتطبيع العلاقات بين بلدينا. وفي هذا بالذات نرى مهمة السفارة الروسية في الولايات المتحدة”.

انتهاك العقوبات على “كوريا الشمالية”..

كما اتهمت “نيكي هيلي”، المبعوثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، “روسيا”، بانتهاك العقوبات التي تفرضها المنظمة الدولية على “كوريا الشمالية”، حيث أشارت إلى تقارير موثوق بها تفيد بأن “موسكو” تمنح تصاريح عمل جديدة للعمال الكوريين الشماليين.

وقالت “هيلى” فى بيان، أن التقارير الموثوق بها عن انتهاك “روسيا” لعقوبات “مجلس الأمن” التابع للأمم المتحدة على عمال “كوريا الشمالية”؛ الذين يعملون فى الخارج مزعجة للغاية، ولا يمكن لروسيا أن تدعم العقوبات بالكلام فى مجلس الأمن ثم تنتهكها بالأفعال.

تسعى لاختراق انتخابات التجديد النصفي..

ولم تقف الاتهامات عند هذا الحد؛ وإنما عاد الحديث عن التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، فقال مساعدون للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يوم الخميس الماضي، إن روسيا تسعى “لاختراق” الانتخابات الأميركية المقبلة، وذلك رغم تأكيد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، بعدم وقوع أي تدخل.

وشارك أعضاء من فريق “ترامب” للأمن القومي في إفادة البيت الأبيض لتأكيد وجود جهود ضخمة في الوقت الراهن لحماية انتخابات “الكونغرس” المقررة في تشرين ثان/نوفمبر 2018، وكذلك الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020.

وضم الفريق “دان كوتس”، مدير المخابرات الوطنية، و”جون بولتون”، مستشار الأمن القومي، و”كريستوفر راي”، مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف. بي. آي).

وقال “كوتس”: “نحن نقر بوجود تهديد. إنه حقيقي ومتواصل ونقوم بكل جهد ممكن لتنظيم انتخابات شرعية. إنه (التهديد) يسعى للاختراق ومستمر بنية… دق إسفين وتقويض قيمنا الديمقراطية”.

وكان “ترامب” قد عبر علنًا عن شكه في وجود دور “روسي” في الانتخابات الأميركية، ليواجه اتهامات من الديمقراطيين والجمهوريين على السواء بأنه يتجاهل التهديد المحدق بالمجتمع الأميركي.

وقال “ترامب”، عقب محادثات مع “بوتين” في “هلسنكي”، يوم 16 تموز/يوليو 2018، “لدي ثقة كبيرة في مخابراتنا، لكنني أقول لكم إن الرئيس بوتين كان قويًا للغاية في نفيه اليوم”.

لكن “دان” و”بولتون” و”راي” و”كيرستشن نيلسن”، وزيرة الأمن الداخلي، قالوا إن “روسيا” تستحق اللوم وكذلك جهات أجنبية أخرى.

وقال “كوتس” إن التدخل الروسي وصل إلى الكرملين ذاته، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وأضاف “كوتس”: “استخدمت روسيا وسائل متعددة بهدف التأثير من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي… وأدوات أخرى محتملة”.

جهود إجرامية لإعاقة التصويت..

يقول مسؤولون أميركيون إن الأنشطة غير القانونية تشمل جهودًا إجرامية لإعاقة التصويت، وتوفير تمويل غير قانوني للحملة، وهجمات إلكترونية ضد بنى تحتية خاصة بالتصويت، فضلاً عن تسلل إلى أجهزة كمبيوتر تستهدف مسؤولين منتخبين وغيرهم.

وقال مسؤول أميركي كبير؛ إن حملة التدخل الروسي تسارعت وباتت أكثر تعقيدًا، منذ انتخابات 2016، وإنها غير موجهة لترجيح كفة حزب على الآخر.

وأوضح المسؤول: “أنها تسعى لاستغلال خطوط صدع موجودة في المجتمع والبناء على ما حدث في عام 2016، وليس الأمر مقتصرًا على الإنترنت بل يشمل، (وسائل الإعلام)، المطبوعة والتليفزيون أيضًا، وفي بعض الأحيان استخدام منصات قائمة سبقت انتخابات 2016”.

وقال “كريستوفر راي”، خلال الإفادة؛ إن (إف. بي. آي) فتح تحقيقًا في القضية.

وأضاف” “نعرف أيضًا أن الروس حاولوا اختراق وسرقة معلومات من مرشحين ومسؤولين بالحكومة”، موضحًا أن “روسيا” ليست البلد الوحيد الذي يسعى لتقويض الانتخابات الأميركية.

موظفة روسية تجسست لصالح بلادها..

في سياق متصل؛ ذكرت وسائل إعلام، أنّ الإدارة الأميركية تشتبه فى أنّ موظفة روسية عملت لأكثر من عشر سنوات فى السفارة الأميركية فى “موسكو”، كانت تقوم بالتجسس لصالح بلادها.

ونقلت شبكة (سي. إن. إن)، عن مسؤول فى الإدارة قوله؛ إنّ المرأة تم توظيفها من قبل الجهاز السري، (سيكرت سيرفس)، وكالة مسؤولة عن مهمات الحماية والتحقيقات على الأراضي الأميركية وفي الخارج، من دون أن تُثير الشكوك حتى عام 2016.

وخلال عملية تفتيش روتينية، اكتشفت السلطات الأميركية، أنّ المرأة أجرت محادثات منتظمة غير مصرح بها مع أجهزة الاستخبارات الروسية (إف. إس. بي).

وقد تكون هذه المرأة استطاعت الحصول على معلومات سرية، بحسب ما أفادت صحيفة (الغارديان) التي كانت أول من كشف القضية.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لـ (سي. إن. إن)، إن المرأة “لم يكن لديها إمكانية الوصول إلى معلومات سرية للغاية”، وأضاف: “لكنها زوّدتهم بمعلومات أكثر مما ينبغي”.

وقد تمت إقالة المرأة خلال الصيف الماضي؛ بعد أن سحبت وزارة الخارجية الأميركية تصريحها الأمني.

تعيين “ستيفن سيغال” لتحسين العلاقات..

وفي محاولة روسية لتخفيف حدة التوتر بين البلدين، عينت وزارة الخارجية الروسية، السبت 4 آب/أغسطس 2018، الممثل الشهير “ستيفن سيغال”، الذي يحمل الجنسية الروسية، ممثلاً عن الوزارة في ملف العلاقات الإنسانية الروسية الأميركية.

وقالت الخارجية الروسية، في بيانٍ: “تم تعين ستيفن سيغال ممثلًا خاصًا لوزارة الخارجية الروسية عن ملف العلاقات الإنسانية (الروسية-الأميركية)، وتتمثل المهمة في المساهمة في زيادة تطوير العلاقات الروسية الأميركية في المجال الإنساني، بما في ذلك التفاعل في مجال الثقافة والفن والتبادل بين الجمهور والشباب، وما إلى ذلك”.

التاريخ يؤكد أن البلدين لن يكونا أصدقاء..

حول طبيعة العلاقة بين البلدين الآن؛ نشرت صحيفة (موسكوفسكي كومسمولتس) مقالًاً تحت عنوان: (لماذا لا تحتاج روسيا لصداقة الولايات المتحدة ؟)، للكاتب “ميخائيل روستوفسكي”، يقول الكاتب إنه شاهد حديثًا لمندوبة الولايات المتحدة فى مجلس الأمن، “نيكي هيلي”، تقول فيه: “إن روسيا لن تكون أبدًا صديقة لنا”، ويرد الكاتب الروسي بأنه يتفق مع ذلك تمامًا، فلا “أميركا” ستكون صديقة لـ”روسيا”، ولا روسيا ستكون صديقة لأميركا على الإطلاق، كما قالت هيلي “هذه حقيقة”.

ويستشهد الكاتب بأحداث تاريخية للتدليل على صحة وجهة النظر هذه، فيقول إنه أثناء الحرب “اليابانية-الروسية”، التي دارت رحاها في الفترة ١٩٠٤ ـ  ١٩٠٥، لم تخف الإدارة الأميركية، آنذاك، بقيادة “تيودور روزفلت” تعاطفها مع “اليابان”، وبعد أربعين عامًا، أي عام ١٩٤١، اصطدمت الولايات المتحدة في عهد الرئيس، “فرانكلين روزفلت”، بهجوم القوات الجوية اليابانية المفاجيء على القاعدة البحرية الأميركية في “هاواي”، (قاعدة بيرل هاربر).

ويفترض أنه ليس هناك أساس يمنع من أن تغير “بكين”، على سبيل المثال، من سلوكياتها الحالية، وتتحول عن سياسة ضبط النفس التي تنتهجها تجاه الأحداث الدولية، ويؤكد أن هذا سيؤدي إلى تقارب “روسي ـ أميركي” بلا شك.

المواجهة موجهة لخرق النظام العالمي وقواعد النظام الدولي..

ويعرب، الكاتب الروسي، عن أسفه من أننا نعيش في عالم اليوم بحالته الراهنة، ويضيف في عالم كما وصفته “نيكي هيلي”؛ عندما قالت: “نحن لا نثق في روسيا، نحن لا نثق في بوتين”، ونحن من جانبنا في “روسيا” أيضًا ـ يرد الكاتب ـ لا نثق في “الولايات المتحدة”، ولا نثق في “ترامب”، ويعتبر بدون أي لوم أن كلا الجانبين على حق بطريقته.

ويطرح الكاتب سؤالاً حول كيفية الخروج من هذه الدائرة الجهنمية، من أجل الاستقرار في العالم ؟.. ويجيب الكاتب الروسي بأنه لديه مفهوم واحد؛ وهو عدم الخروج من هذه الحالة، ويقول إنه لا يجب أن نضع هدف التحول إلى أصدقاء حميمين أمام أعيننا، لأنه، على حد قوله، هذا لن يحدث، ولأنه هذا ليس ضروريًا لا لهم ولا لنا، ويشير إلى أنه على مدى عشرات السنين من الحرب الباردة تعودنا على حالة المنافسة فيما بيننا، ويعتبر أن التخلي عن المنافسة سيحرمنا من الشعور بالراحة النفسية، ويضيف أن المواجهة في الأساس تهدف إلى الهيمنة على العالم وربط دوله بقيم بعيدة كل البعد في وجهات نظرها عن بعضها البعض، ويقول إن المواجهة موجهة لخرق النظام العالمي وقواعد النظام الدولي.

العلاقات “الروسيةـالأميركية” توجد الآن في حفرة عميقة..

ويعود “كومسمولتس” إلى تصريحات “نيكي هيلي”، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ويتساءل: ما إذا كانت تصريحاتها تعكس الواقع أم لا ؟.. ويقول؛ أميل إلى أن الاستمرار في الحوار مع “بوتين” بالنسبة لـ”هيلي”، هو فقط يدخل ضمن “اختصاصاتها الوظيفية” فقط، وليس “رغبة أصيلة”، ويعتقد أن أي موظف على هذا المستوى في واقع الأمر لا يعبر إلا عن رغبات رئيسه في العمل، وهي في هذه الحالة يجب أن تتقدم باستقالتها أو تقف مع الجميع في الصف لتنفذ رغبات رئيسها في العمل.

ويختتم الكاتب الروسي مقاله بقوله، إن العلاقات “الروسيةـالأميركية” توجد الآن في حفرة عميقة، يمكن الخروج منها ببطء وبالتدريج، وأحيانًا بالحوار المؤلم، ليس مع صديق، ولكن مع منافس، وسنقول شكرًا لـ”نيكي هيلي” على الأقل لصراحتها.

استمرار التوتر لحين إنتهاء التحقيقات..

من جانبه؛ يتوقع الدكتور “نبيل رشوان”، الخبير في الشأن الروسي، استمرار توتر العلاقات “الأميركية-الروسية” لحين الإنتهاء من التحقيقات التي يجريها المحقق الخاص، “روبرت موللر”، بشأن اتهامات للحكومة الروسية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، لافتًا إلى أن “روسيا” لا تمثل تهديدًا للغرب، بل يمثل الأخير تهديدًا لها بنشر قواعد عسكرية في حديقتها الخلفية، والتهديد بضم دول مثل “غورغيا” لحلف (الناتو).

ستظل العقوبات مستمرة..

وحول نتائج قمة (ترامب-بوتين)، التي يصفها البعض بالمباراة الصفرية، يقول “رشوان”؛ أنه ما دام الملف السوري وغرب “أوكرانيا” ما زالا عالقين، ستظل العقوبات على “روسيا” مستمرة بغض النظر عن أي قمة أو لقاء يعقد بين الطرفين، ولن تقبل “روسيا” بحلحلة لملف “شرق أوكرانيا” إلا باعتراف أميركا بـ”القرم”. وهذه القمة الرسمية الأولى التي لم يعرف لها جدول أعمال يمكن اعتبارها قمة من أجل القمة، أو لقاء من أجل اللقاء، وتحاول الإدارة الأميركية جاهدة التعرف على ما دار من مناقشات في اللقاء المغلق بين “ترامب” و”بوتين” خلال القمة، ما دفعها لإستدعاء المترجمة التي كانت موجودة في اللقاء، في مخالفة لكل الأعراف الدبلوماسية.

لا يمكن التنبؤ بأية نتائج..

عن تأثير “موسكو” على شعبية “ترامب” و”الحزب الجمهوري” في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، يقول “رشوان”؛ أن ملف روسيا لم ينته، وكان من المفترض أن تكون هناك قمة أخرى تعقد بين “ترامب” و”بوتين”، في “واشنطن”، لكنها تأجلت لحين الإنتهاء من التحقيقات حتى مطلع العام المقبل، ورغم دعوة الرئيس الروسي لنظيره الأميركي لزيارة “موسكو”؛ فإن “ترامب” لن يوافق لحين الإنتهاء من التحقيقات، من ثم لا يمكن التنبؤ بأية نتائج لها تأثير في هذا الملف على المشهد السياسي الأميركي قبل إنتهاء هذه التحقيقات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة