23 ديسمبر، 2024 9:20 ص

رغم تقديم “البنتاغون” خيارات عسكرية متعددة .. “ترامب” يختار العقوبات كرد على حادث “أرامكو” !

رغم تقديم “البنتاغون” خيارات عسكرية متعددة .. “ترامب” يختار العقوبات كرد على حادث “أرامكو” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم تهديد الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الدائم برده الساحق على تفجيرات “أرامكو” السعودية؛ إلا أنه مع تقادم الحادث كثرت التساؤلات حول تأخره في تنفيذ وعوده بالرد على أحد أهم مصادر “النفط” في العالم.

ولكن يبدو أن تصريحاته مجرد حبرٍ على ورق، حيث أنه رغم إطلاق تهديداته في كل مكان إلا أنه إتجه إلى الخيار الأكثر سلمية عن طريق فرض العقوبات؛ إلا أنها لا تخلو من تطعيمها بالمزيد من التهديدات التي لا تتعدى حدود التصريحات الدعائية.

فقد ذكر “ترامب”، أمس، أن “الولايات المتحدة” تستطيع شن ضربات على 15 موقعًا داخل “إيران”، لكن بلاده لا تستعجل في القيام بذلك.

وقال “ترامب”، في تصريح صحافي أدلى به في “البيت الأبيض”، ردًا على سؤال حول الإجراءات العسكرية المحتملة ضد “إيران”: “أسهل ما يمكنني القيام به هو إعطاء الأمر بتدمير 15 موقعًا كبيرًا مختلفًا في إيران. وهذا من شأنه أن يكون يومًا سيئًا جدًا بالنسبة لإيران. بإمكاني فعل ذلك، وكل شيء جاهز. لكنني لا أريد القيام بذلك في حال وجود فرصة لعدم إتخاذ هذا الإجراء”.

وتابع “ترامب”، متوجهًا إلى الصحافيين: “يمكنني فعل ذلك خلال دقيقة واحدة، مباشرة من هنا، من أجلكم، لكي تكون لديكم قصة كبيرة لكتابتها”.

وشدد الرئيس الأميركي، مع ذلك، على أنه لا يريد الإستعجال في ذلك، معتبرًا أن هذا الموقف يعرض القوة وليس الضعف.

فرض حزمة جديدة من العقوبات..

وأعلن “ترامب”، في وقت سابق من نفس اليوم، عن فرض بلاده حزمة جديدة من العقوبات على “إيران” تستهدف “البنك الوطني الإيراني”، وقال إن هذه الإجراءات التقييدية هي الأرفع التي تم تطبيقها ضد “الجمهورية الإسلامية” في أي وقت مضى.

وتأتي هذه الخطوة على خلفية اتهام “الولايات المتحدة”، السلطات الإيرانية، بالوقوف وراء الضربة على منشأتين حيويتين لشركة “أرامكو” السعودية، في 14 أيلول/سبتمبر الحالي، والتي أسفرت عن وقف المملكة أكثر من 50% من إنتاجها النفطي.

إيران تهدد برد سريع وشامل..

وهو ما تنفيه “إيران” بصفة مستمرة وحتى هذه اللحظة، متوعدة بالرد؛ حيث هدد إثنان من كبار المسؤولين الإيرانيين “برد سريع وشامل” في حالة قيام “الولايات المتحدة” أو حلفائها بشن عمل عسكري ضد “إيران”.

وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، إن “إيران” سترد “بشكل سريع وشامل” في حالة قيام “الولايات المتحدة”، أو غيرها، بشن عمل عسكري ضد “إيران”، حسب ما ذكرت وكالة أنباء (مهر) شبه الرسمية.

أما قائد الحرس الثوري الإيراني، “حسين سلامي”، فقال في تصريحات أمس الأول؛ إن: “الجميع يلومون إيران بشكل أعمى عن الهجوم لأنهم يعلمون أن إيران قوية”.

وفي وقت سابق، سُلمت رسالة إلى قسم المصالح الأميركية في “السفارة السويسرية” في “طهران”، حذرت فيها “وزارة الخارجية الإيرانية” من أي عمل عسكري محتمل من قِبل “أميركا”.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الإيرانية، (إرنا)، عن (الرسالة)، أنه: “إذا حدث عمل ضد إيران، فإن طهران سترد على الفور، ولن يقتصر رد الفعل الإيراني على مصدر التهديد”.

من جهته؛ قال وزير الخارجية الإيراني، “جواد ظريف”، في مقابلة مع شبكة (سي. إن. إن)؛ إن: “أي عمل عسكري ضد إيران سيؤدي إلى حرب شاملة مع خسائر فادحة”.

خامنئي” على علم بشن الهجوم..

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العقيد الركن “تركي المالكي”، قد كشف خلال مؤتمر صحافي في “الرياض”، الأربعاء الماضي، طبيعة الأسلحة التي استهدفت منشآت “أرامكو”، وقال إن صورًا للصواريخ التي تم فحصها وتشير المعلومات إلى مصدرها الإيراني. وقال إنه تم استخدام 25 طائرة مُسيرة وصاروخ (كروز) للهجوم على المنشأتين في “السعودية”.

كما سلط تقرير لشبكة (CBS)، أمس الأول، مزيدًا من الضوء على الموقع الذي تم فيه التخطيط للهجمات وتنفيذها، نقلاً عن مسؤول أميركي آخر قوله إن “الولايات المتحدة” لديها إمكانية الوصول إلى صور الأقمار الصناعية غير المنشورة التي تُظهر ضباط “الحرس الثوري” الإيراني يستعدون لشن الهجوم من قاعدة “الأهواز” الجوية، في جنوب غرب “إيران”.

وأضافت شبكة (سي. بي. إس) أن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، كان على علم بالهجوم ووافق عليه بشرط أن يتم رفض تورط “إيران”.

وعلى الرغم من أن “الولايات المتحدة” قد لا تعرض صور الأقمار الصناعية قبل التأكد من أنها لا تعرض للخطر المعلومات الأساسية من خلال إتاحتها للاعبين الآخرين؛ بما في ذلك “روسيا” و”الصين”، فإن الحديث عن موافقة “خامنئي” قد يشير إلى التنصت على القيادة الإيرانية أو تلقي من قِبل العملاء لأجهزة الاستخبارات الأميركية في “إيران”، بحسب ما يعتقد مراقبون.

وكان “خامنئي” قد حذر، مرات عديدة في خطبه وفي مناسبات مختلفة، من “توغل الأعداد في داخل أجهزة الدولة” الإيرانية.

وكان وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، الذي زار “الرياض”؛ قد حمل “إيران” مسؤولية الهجمات التي وصفها بأنها “عمل حربي”.

“البنتاغون” يقدم مجموعة من الخيارات العسكرية..

وقد تقدمت “وزارة الدفاع الأميركية”، (البنتاغون)، أمس، بمجموعة واسعة من الخيارات العسكرية للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، للرد على الحادث.

وفي اجتماع مرتقب بـ”البيت الأبيض”، ستعرض على الرئيس قائمة بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل “إيران”، ضمن ردود أخرى محتملة، وسيتم تحذيره أيضًا من أن العمل العسكري ضد “الجمهورية الإسلامية” قد يتحول إلى حرب، وفقًا لمسؤولين أميركيين على دراية بالمناقشات والذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.

ومن المحتمل أن يكون اجتماع الأمن القومي أول فرصة لإتخاذ قرار بشأن كيفية استجابة “الولايات المتحدة” للهجوم على حليف رئيس في الشرق الأوسط.

وقد يعتمد أي قرار على نوع الأدلة التي يستطيع المحققون الأميركيون والسعوديون تقديمها لإثبات أن “إيران” أطلقت صواريخ (كروز) وشنت غارات بطائرات مُسيرة، كما أكد عدد من المسؤولين بمن فيهم؛ وزير الخارجية، “مايك بومبيو”.

وقد يشمل الرد الأميركي إجراءات عسكرية وسياسية واقتصادية، ويمكن أن تتراوح الخيارات العسكرية من عدم إتخاذ أي إجراء على الإطلاق إلى الضربات الجوية أو التحركات الأقل وضوحًا مثل الهجمات الإلكترونية.

وتتمثل إحدى الخطوات المحتملة في تقديم “الولايات المتحدة” دعمًا عسكريًا إضافيًا لمساعدة “السعودية” في الدفاع عن نفسها من الهجمات شمالًا، لأن معظم دفاعاتها ركزت على تهديدات “الحوثيون” في “اليمن” جنوبًا.

الرد قرار سياسي لا يعود للجيش..

وقد أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال “غوزيف دانفورد”، لعدد قليل من الصحافيين الذين سافروا معه يوم الإثنين الماضي؛ أن مسألة ما إذا كانت “الولايات المتحدة” سترد على ذلك؛ “قرار سياسي”، ولا يعود للجيش.

وقال “دانفورد”: “مهمتي هي تقديم خيارات عسكرية للرئيس إذا قرر الرد بقوة عسكرية”.

وقال إن “ترامب” يريد “مجموعة كاملة من الخيارات”. مضيفًا: “في الشرق الأوسط، بالطبع، لدينا قوات عسكرية هناك ونقوم بالكثير من التخطيط ولدينا الكثير من الخيارات”.

يذكر أن ميليشيات “الحوثي” الإيرانية كانت قد تبنت الهجوم، الذي استهدف المعملين التابعين لشركة “أرامكو” السعودية بطائرات مُسيرة السبت، مما أدى إلى تضرر إنتاج الشركة لفترة من الوقت، فيما قدمت “السعودية”، الأربعاء الماضي، براهين تثبت تورط “إيران” المباشر في الهجوم، ومع ذلك ما زال ينتظر نتائج التحقيقات النهائية.

وتفرض “الولايات المتحدة” بالفعل مجموعة واسعة من العقوبات ضد “إيران”، منذ إعلان إدارة “ترامب”، في آيار/مايو 2018، الانسحاب من “الاتفاق النووي” مع “إيران”، والمبرم عام 2015.

من ناحيته؛ قال وزير الخزانة الأميركي، “ستيفن منوشن”، إن جولة العقوبات الأخيرة تُظهر أن “الولايات المتحدة” تواصل ممارسة سياسة الضغوط القصوى، مؤكدًا: “لقد قطعنا الآن كل سُبل تمويل إيران”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة