10 أبريل، 2024 7:42 ص
Search
Close this search box.

الصراع بين تركيا والسعودية .. الأقل شهرة والأكثر تأثيرًا على الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

بينما يتركز الكثير من الاهتمام على الصراع بين “إيران” و”المملكة العربية السعودية”، يقول أحد الخبراء إن هناك تنافسًا أقل شهرة في الشرق الأوسط بين “السعودية” و”تركيا”؛ وهو يشبه في صفاته الحرب الباردة، حيث يعمل كلا البلدين مع مجموعات وقادة في دول أخرى لمواجهة بعضهم البعض.

يقول تقرير لمركز “كراون” لدراسات الشرق الأوسط، في “الولايات المتحدة الأميركية”، التابع لجامعة “برانديز”، أن التوترات بين “تركيا” و”المملكة العربية السعودية” تدق نواقيس الخطر في منطقة الشرق الاوسط التي تشهد توترات وحروب عنيفة بطبيعتها.

وفي السطور التالية استعرض التقرير سؤال وجواب عن أزمة “السعودية” و”تركيا”؛ من حيث الأسباب والنتائج على الوضع الراهن في المنطقة..

كيف بدأت التوترات مع السعودية ؟

خلال انتفاضة “الربيع العربي” عام 2011، دعمت “تركيا”، “جماعة الإخوان المسلمون”، كحركة سياسية في مختلف الدول العربية؛ والتي تعارضها قيادة “المملكة العربية السعودية”، حيث يرونها تهديدًا لاستقرار المملكة الداخلي. لذلك كان هذا سببًا إيديولوجيًا للتوترات.

إزدادت الأمور سوءًا، في عام 2017، عندما قطعت “المملكة السعودية” جميع العلاقات مع “قطر”. واتهمت “العربية السعودية”، “قطر”، بدعم “جماعة الإخوان المسلمون”، إلى جانب العديد من الجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى في المنطقة.

ثم تقدمت “تركيا” لمساعدة “قطر”، بنقل البضائع إلى هناك؛ والتي تعطلت بسبب العقوبات التي فرضتها “المملكة السعودية” على إمارة “قطر”. كما زادت “تركيا” من تعاونها العسكري مع “قطر” من خلال زيادة عدد القوات في “الدوحة”.

وفي العام الماضي؛ لعب حادث اغتيال الصحافي، “جمال خاشقجي”، في “القنصلية السعودية”، في “إسطنبول”، دورًا رئيسًا في توريط “المملكة العربية السعودية” في جريمة القتل، وكان ذلك آخر حلقة في سلسلة التوتر بين البلدين.

ما هي المناطق التي تتحارب فيها السعودية وتركيا بالوكالة ؟

تعتبر “ليبيا” من أهم المناطق التي تشهد الحرب بالوكالة بين “تركيا” و”السعودية”، حيث تدعم “تركيا” جانبًا في الحرب الأهلية المستمرة؛ بينما تدعم “المملكة العربية السعودية”، وحليفتها “الإمارات العربية المتحدة”، الجانب الآخر.

وفي ظل تصاعد الحرب مؤخرًا، تصاعدت أيضًا التهديدات بين “تركيا” والقائد العسكري الليبي، الذي تدعمه “السعودية” في “ليبيا”، الجنرال “خليفة حفتر”.

السودان نقطة ساخنة أخرى..

“عمر البشير”، الديكتاتور الذي كان يحكم “السودان” لعدة عقود، وأُطيح به من السلطة، في نيسان/أبريل 2019، كان أحد الشخصيات الودودة للغاية مع “تركيا”، لكن انعكست الأوضاع تمامًا الآن بعد تولي القيادة العسكرية للسلطة في “السودان”، حيث نرى الجنرالات والقادة العسكريين موالين لـ”السعودية”. لذلك تحاول “تركيا” الحفاظ على النفوذ الذي طورته في عهد “البشير” في “السودان”.

وقعت “تركيا” عددًا من الاتفاقيات الاقتصادية مع “البشير”، بما في ذلك اتفاقية مهمة لتطوير جزيرة “سواكن” كوجهة سياحية على “البحر الأحمر”. لكن القادة العسكريون الجدد يتلقون معونات كبيرة من “المملكة السعودية”، وهم يقودون الآن مرحلة صعبة من وقف الصفقات مع “تركيا”، حتى أنه تم تعليق بعض المشاريع المشتركة في عهد “البشير”.

التحول التركي الكبير على نطاق الساحة الخارجية..

كانت “تركيا” مهتمة بتصوير هويتها كدولة أوروبية للعالم؛ وكان لديها القليل من الاهتمام بتوسيع العلاقات مع دول الشرق الأوسط. ثم في عام 2003، وصل “رجب طيب إردوغان” إلى السلطة.

كان هدفه تعظيم قوة “تركيا” الناعمة في الشرق الأوسط؛ وتوسيع نطاق علاقاتها الاقتصادية مع المنطقة بشكل يجعلها قوة إقليمية تؤثر في كل من السياسات الإقليمية والمحلية في العالم العربي.

ما هي العواقب الاقتصادية لنزاع السعودية مع تركيا ؟

منذ أزمة “قطر”، كان هناك انخفاض كبير في التجارة بين “تركيا” و”المملكة السعودية” و”الإمارات المتحدة”؛ وكذلك انخفاض في الاستثمار في “تركيا” من هذه البلدان.

لم يكن هذا جيدًا لـ”تركيا” لأن اقتصادها ضعيف بالفعل ويحاول حاليًا أن يتعافى من الركود في عام 2018، لكن الاقتصاديون يتوقعون الآن أنه قد يعود إلى ركود آخر في وقت لاحق من هذا العام.

إنشقاقات في مجلس التعاون الخليجي..

كانت دول “مجلس التعاون الخليجي” تعج، بالفعل، بالخلافات والانقسامات الداخلية قبل مقاطعة “المملكة السعودية” و”الإمارات”، “قطر”. لكن تسببت المقاطعة في انقسام داخلي قوي في دول “مجلس التعاون الخليجي”، والذي أصبح بمثابة نكسة كبيرة لجميع الجهود السابقة نحو التنسيق الاقتصادي والسياسي الذي يقوم على أساسه مبدأ المجلس الخليجي.

ماذا بعد صراع تركيا والسعودية ؟

الصراع بين “السعودية” و”تركيا” سيجعل من الصعب على الجانبين تحقيق أي أهدافًا إقليمية لهما، ومن المرجح أن تحجب “السعودية” جهود “تركيا” للعب دور قيادي في العالم الإسلامي أو لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع بقية العالم العربي.

وبالمثل؛ فإن الجهود التي تبذلها “المملكة السعودية” لإعادة توحيد دول “مجلس التعاون الخليجي” ووضع نفسها كقائد له، ستُحبط بسبب دعم “تركيا” للدول التي تتحدى “المملكة السعودية”، وفي النهاية سيؤدي هذا الانقسام إلى إضعاف الموقف التفاوضي لكلا الجانبين مع “إيران”، وغيرها من المنافسين الإقليميين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب