دبلوماسي إيراني : الآن .. أفضل فترات العلاقات التاريخية “الإيرانية-العراقية” !

دبلوماسي إيراني : الآن .. أفضل فترات العلاقات التاريخية “الإيرانية-العراقية” !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تعيش الجمهوريتان الإيرانية والعراقية، حاليًا، أكثر الفترات إستراتيجية في العلاقات التاريخية بين البلدين. فالعلاقات “الإيرانية-العراقية”، في أحدث دوراتها، تحيي ذكريات ليالي وقصص “بغداد” اللطيفة.

فـ”العراق”؛ هو بلد الألم المعاصر.. فلطالما كانت الثروات العراقية، غير المتناهية، ضحية المطامع الداخلية، حيث قام ديكتاتور “تكريت” بكل ما أراد. على حد وصف “محمد صادق خرازي”؛ سفير إيران السابق في فرنسا والأمم المتحدة، في مقاله المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية.

محمد صادق خرازي

دلائل سير العراق على طريق إيران..

لكن في الفصل العراقي الجديد؛ بلغت العلاقات مع “إيران” أعلى مستوياتها، رغم عداء الطرف الثالث، لاسيما “الولايات المتحدة الأميركية” و”المملكة العربية السعودية”.

والاستقبال الحافل للدكتور “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيراني، في “بغداد” من جانب العراقيين؛ يؤكد صحة هذه الإدعاءات.

ولقد أثبتت الانتخابات العراقية الأخيرة، توطيد دعائم الديمقراطية في هذا البلد وتعميق مسار “الديمقراطية الشعبية” أكثر من ذي قبل. وهذه المسألة قد تؤثر بشكل مباشر على تطوير علاقات البلدين، لأن كلاهما خاض تجربة “الديمقراطية الشعبية”.

ويرأس السلطة في “العراق”، حاليًا، شخصيات ذات قناعات إيجابية عن “الجمهورية الإيرانية”؛ وتريد توطيد العلاقات دون التفات للضغوط الخارجية، ويبدو أن هناك إرادة حقيقة لذلك. فقد أصطحب الدكتور “محمد جواد ظريف”، في زيارته “الاقتصادية-السياسية” الأخيرة لـ”العراق”، وفدًا من حوالي 50 مستثمر، وتاجر، ومنتج، الأمر الذي يعكس مدى أهمية “العراق” بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”.

وفي الوقت الذي يسعى فيه الطرف الأميركي إلى ممارسة أقسى أنواع الضغوط الاقتصادية على “إيران”، عبر الانسحاب الفردي من “الاتفاق النووي”، ربما يكون “العراق” القناة الآمنة لمساعدة “إيران” والحد من الضغوط الأميركية المضاعفة. واستقبال الأطراف العراقية الحافل، (بما في ذلك “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء، و”برهم صالح”، الرئيس العراقي، و”محمد علي حكيم”، وزير الخارجية، والقيادات السياسية العراقية رفيعة المستوى، مثل “عمار الحكيم”، رئيس تحالف الإصلاح والبناء، و”هادي العامري”، رئيس تحالف بنا الكتلتان الأساسيتان في البرلمان العراقي)، للدكتور “محمد جواد ظريف”، والوفد المرافق لسيادته، إنما يعكس إرادة الأطراف العراقية القوية لتوطيد العلاقات أكثر من ذي قبل مع الطرف الإيراني على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

احتياج الطرفين للتبادل بين البلدين..

وفي “كُردستان العراق” حظي الوفد الإيراني باستقبال حار من جانب، “نيجيرفان البارزاني”، رئيس وزراء الإقليم، و”مسعود البارزاني”، زعيم “الحزب الديمقراطي الكُردستاني”، الأمر الذي يعكس تمايل الأكراد لتطوير العلاقات مع “الجمهورية الإيرانية”؛ والانتفاضة لتوطيد وتعميق العلاقات مع “طهران”.

جدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية “الإيرانية-العراقية” بلغت، خلال الشهر الماضي، حوالي 12 مليار دولار، وقد ترتفع المعدلات إلى 20 مليار دولار؛ حال رفع القيود وتوفير الإمكانيات ومنح التسهيلات للنشطاء الاقتصاديين في البلدين. والتطوير، مع الأخذ في الاعتبار للتعاملات المباشرة وغير المباشرة، قد يرفع حجم التبادل الاقتصادي إلى 30 مليار دولار.

ويحتل “العراق”، حاليًا، المرتبة الأولى سياحيًا بالنسبة لـ”إيران”، وكذلك تحتل “إيران” المرتبة الأولى بالنسبة للسياحة العراقية، وطبقًا للإحصائيات؛ يترد 7 مليون سائح بين البلدين وقد يرتفع العدد إلى 10 مليون سائح في العام، بالقضاء على العقبات مثل إلغاء التأشيرة.

والدكتور “ظريف”؛ بهذه الزيارة يلمح للعراقيين بتطلع الطرف الإيراني لإلغاء التأشيرة على تجار البلدين، وهذا قد يعتبر خطوة للأمام على مسار تطوير علاقات البلدين في المجال السياحي.

فالإمكانيات السياسية بين البلدين، (الدينية وغير الدينية)، قد تؤثر على تقوية صناعة السياسة في البلدين أكثر من ذي قبل. وكذلك زيارة الدكتور، “حسن روحاني”، رئيس الجمهورية الإيرانية، المرتقبة إلى “العراق”، بتاريخ 11 آذار/مارس 2019، قد تمثل خطوة كبيرة في مسار تقوية العلاقات بين البلدين؛ واستكمال لزيارة الدكتور “ظريف” إلى “العراق”.

إن رفع معدلات التبادل الدبلوماسي والاقتصادي بين البلدين يسهم بدوره في تعميق العلاقات، وقد يساعد في الحد من الضغوط الأميركية على الطرفين الإيراني والعراقي.

في المقابل يسعى الطرف المستاء من توطيد علاقات البلدان الجاران؛ إلى التأثير على هذه العلاقات من خلال الضغوط .

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة