16 أبريل، 2024 7:55 ص
Search
Close this search box.

“نيويورك تايمز” : بومبيو في “رحلة للضغط” على حاكم السعودية وتفجير الملفات الشائكة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

طرح وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، العديد من القضايا الشائكة، في لقاء ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، الاثنين، شملت الحرب والقتل والخلافات الدبلوماسية وإنتهاكات حقوق الإنسان، في إطار مجموعة من القضايا التي تهدد التحالف “الأميركي-السعودي” وتزيد التوتر بين الدول العربية.

أكد “بومبيو”، في لقاءه الثنائي مع الحاكم الفعلي للسعودية، “بن سلمان”، على هدف البلدين المشترك نحو معارضة السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط.

تعلمنا الكثير على طول الطريق الذي سلكناه سويًا..

وقال “بومبيو”؛ للأمير، “محمد بن سلمان”، في بداية اجتماعهم الصباحي في القصر الملكي: “أريد أن أتحدث إليكم عن مجموعة من الأمور. نعتقد أننا تعلمنا الكثير على طول الطريق الذي سيكون مهمًا أن نمضي قدمًا فيه”.

رد الأمير، “محمد”، الذي أستشعر حساسية ودقة الموقف السياسي: “سنحاول إضافة المزيد من الإيجابية لرحلتك بقدر ما نستطيع، وسنحاول التعاون أكثر”.

اعتبرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ أن رحلة وزير الخارجية الأميركي، “بومبيو”، إلى “السعودية” هي الأهم من بين جولته الشرق أوسطية، التي بدأت في 7 كانون ثان/يناير الجاري.

أنتهز “بومبيو” الفرصة للتحدث في كل محطة من رحلته عن أهمية مواجهة “إيران”، البلد الذي تختلف غالبًا، حكومته الشيعية الإسلامية، مع حكام المسلمين السُنة من دول المنطقة.

قال “بومبيو”، في مؤتمر صحافي في المطار السعودي؛ قبل أن يتوجه إلى “سلطنة عمان”، محطته الأخيرة بالجولة الخارجية: “لقد تحدثنا بالتأكيد عن جهودنا لمواجهة التأثير الإيراني الخبيث”.

قائمة المشاكل العالقة..

أوضحت الصحيفة الأميركية أن “السعودية” هي المنافس الرئيس لـ”إيران”، وحليف أميركي قديم، فضلاً عن أكبر مشترٍ للأسلحة في “الولايات المتحدة”، على الرغم من أن تصرفات الأمير، “محمد”، تزعج المنطقة وتزعزع علاقة “المملكة” بـ”الولايات المتحدة”.

غادر “بومبيو”، في صباح يوم الاثنين، “فندق الفيصلية” في وسط “الرياض”، عاصمة “المملكة السعودية”، بقائمة من المشاكل التي ينبغي مناقشتها مع الأمير، “محمد”، ووالده، الملك “سلمان”.

وشملت القائمة قتل عملاء سعوديين، في تشرين أول/أكتوبر 2018، للصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، المنشق الصريح، الذي عاش في ولاية “فرغينيا” الأميركية، وقضية الحصار الذي تقوده “السعودية” ضد “قطر”، وهي شريك عسكري مهم لـ”الولايات المتحدة”، والحرب الجوية التي تقودها “السعودية” ضد المتمردين “الحوثيين” في “اليمن”، والتي أسفرت عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم وتجويع آلاف اليمنيين.

وكتبت سفارة “الولايات المتحدة”، في “الرياض”، على (تويتر)؛ أن “بومبيو” والأمير، “محمد”، اتفقا، يوم الاثنين، على “الحاجة إلى إزالة التصعيد والإلتزام بالاتفاقات” التي تم التوصل إليها في محادثات السلام في “السويد”؛ بشأن الحرب اليمنية.

واقترح “بومبيو” وقف إطلاق النار وسحب القوات من مدينة “الحديدة” الساحلية، قائلاً: “الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع”.

إنتهاكات حقوق الإنسان تحت مجهر الرأي العام..

وتظل إنتهاكات حقوق الإنسان في “المملكة السعودية”، أيضًا تحت دائرة الضوء الدولي. وقبيل زيارة “بومبيو”، بيومًا واحد، نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) مقالاً؛ لـ”علياء الهذلول”، شقيقة ناشطة حقوق المرأة المعتقلة في “الرياض”، وهي “لجين الهذلول”، مطالبة “بومبيو” أن يطلب من الأمير، “محمد”، الإفراج عن شقيقتها.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، وصلت “رهف محمد”، وهي امرأة سعودية تبلغ من العمر 18 عامًا؛ كانت قد فرت من المملكة، إلى “كندا” بعد منحها حق اللجوء هناك.

تحدثت “رهف” عن محنة النساء في “المملكة السعودية” والنظام القمعي لوصاية الذكور على النساء، على الرغم من ترويج الأمير، “محمد”، لسياسات اجتماعية أكثر تحررًا في بعض المناطق.

وسط انتقادات متزايدة من “المملكة السعودية”، عبر “ترامب” عن دعمه للأمير، “محمد”، (33 عامًا)، الذي أمن سلطته على المملكة من خلال الإطاحة بمنافسيه وإحتجاز أفراد العائلة المالكة في فندق “ريتز كارلتون” في “الرياض”.

وعلى الرغم من ثقة الرئيس، “ترامب” به، لكن العديد من المسؤولين الأميركيين، بما في ذلك في “وزارة الخارجية” و”البنتاغون” و”وكالة الاستخبارات الأميركية” و”الكونغرس”، لا يثقون به ويزدادون برؤية الأمير كشريك غير موثوق به.

“خاشقجي” مازال يزيد الصورة قتامة !

كانت زيارة “بومبيو”؛ للأمير، هي الأولى منذ رحلة طارئة، في تشرين أول/أكتوبر 2018، حيث كانت الأزمة الدبلوماسية حول مقتل الصحافي، “خاشقجي”، تتضخم. في زيارته السابقة، سافر “بومبيو” إلى “الرياض”؛ ووقف لإلتقاط الصور التي صافح فيها الأمير وابتسم، مثيرًا انتقادات حادة لصور حملت الكثير من معاني التودد.

وقال مسؤولون أتراك؛ إن “خاشقجي” تم قتله وتفكيكه من قِبل فريق سعودي مكلف بذلك، أثناء زيارته لـ”القنصلية السعودية” في “إسطنبول”، في 2 تشرين أول/أكتوبر 2018، وقيمت “وكالة الاستخبارات الأميركية”، الأمير، “محمد”، أنه من أعطى الأوامر بتنفيذ عملية القتل.

ورفض الرئيس، “ترامب”، تأييد هذه النتيجة؛ وقال إن “الولايات المتحدة” ستواصل علاقتها مع “السعودية”، ومع “الأمير”، المقرب من “غاريد كوشنير”، صهر الرئيس والمستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط.

وقال “بومبيو”، في مؤتمر صحافي، الاثنين، إن كلاً من الأمير ووالده الملك “سلمان”، اعترفا في اجتماعات منفصلة، في القصر، بأن الحكومة السعودية بحاجة إلى إظهار المسؤولية عن جريمة القتل.

ومع ذلك؛ رفض “بومبيو” الإجابة عن سؤال حول كيفية تلاشي مطالبه مع الإستنتاج الذي توصلت إليه “وكالة الاستخبارات”؛ بأن الأمير، “محمد”، كان وراء الاغتيال.

وخُلص خبراء الشرق الأوسط، العاملون في “وزارة الخارجية الأميركية”، إلى أن السعوديين لم يصلوا لدرجة المسؤولية الكاملة عن الحادث حتى الآن.

بدأت محكمة سعودية إجراءات محاكمة 11 مشتبهًا بهم في قضية “خاشقجي”، ويسعى ممثلو الإدعاء إلى فرض عقوبة الإعدام على خمسة منهم. وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي، قالت الحكومة إنها اعتقلت 18 شخصًا، ومن غير الواضح ما الذي حدث مع السبعة الآخرين.

كما أزاحت الحكومة السعودية بعض كبار المسؤولين من مناصبهم، بما في ذلك، “سعود القحطاني”، المستشار المقرب من “الأمير”، الذي يوجه جهود وسائل الإعلام الاجتماعية في المملكة.

وعندما ضغط عليه أحد المراسلين وسأله عن سلوك الأمير، “محمد”، قال “بومبيو” أن: “قادة المملكة العربية السعودية سيعملون من أجل مصالح بلدهم. هذا هو إلتزامهم، كما هو الحال بالنسبة لي، العمل للوصول لأفضل مصالح أميركا”.

وعن نظرة الغرب المظلمة حول “المملكة العربية السعودية”، سيكون من الصعب على إدارة “ترامب” أن تتجنب التدقيق في العلاقة، مع الأمير، “محمد”، بإصلاح صورته، على حد قول “حسين إيبش”، الباحث في “معهد دول الخليج العربي” في “واشنطن”، حيث قال: “هناك رواية تدل على ظهور حكمًا ديكتاتوريًا، كان في الأصل نظامًا ملكيًا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب