خبير إيراني يكشف .. كواليس مغامرة “نتانياهو” الجديدة !

خبير إيراني يكشف .. كواليس مغامرة “نتانياهو” الجديدة !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

منذ الأربعاء الماضي؛ تشهد حدود “قطاع غزة” مناوشات تشبه حروب اليومين، في السنوات الماضية، من حيث تبادل محدود لإطلاق النار؛ لكن خطير. وهذه المرة أيضًا كان الصهاينة الباديء بالأحداث.

وكنا قد تابعنا، بعد أيام من تعيين “نفتالي بنت”، وزيرًا للحرب في الحكومة الإسرائيلية؛ وقوع عمليتي اغتيال ناجحة في مناطق “الشجاعية”، بـ”غزة” و”دمشق”. وكان الهدف في العمليتين قيادات “الجهاد الإسلامي”.

لأن اختيار قيادات “الجهاد الإسلامي”، في تلك البرهة الزمنية، ينطوي على أهمية بالغة، يخرج عن نطاق هذه المقالة الصغيرة، لكن بشكل عام يمكن الإشارة إلى الفزع والتحذيرات المتتالية من جانب وسائل الإعلام والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية من تنامي وإتساع نطاق قدرات “سرايا القدس” الصاروخية، (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي)، لا سيما خلال العامين الماضيين. بحسب “محمد محسن فايضي”؛ الخبير الإيراني في الشأن الفلسطيني، في مقالته التحليلية التي نشرتها صحيفة (خراسان) الإيرانية التابعة لـ”الحرس الثوري”.

استهداف “الجهاد الإسلامي”..

على نحو ما شهدنا، خلال حرب الـ 51 يومًا، من تعاظم دور “الجهاد” الريادي في الهيكل العسكري والأمني داخل “قطاع غزة”. وقد تسارعت هذه الأدوار الريادية في الحوزة السياسية بعد انتخاب، “زياد النخاله”، لقيادة “الجهاد الإسلامي”.

وتواجد الهيئات السياسية والعسكرية بحركة “الجهاد الإسلامي” على الأراضي المصرية، خلال الأشهر الأخيرة، إنما يقدم صورة عن أنشطة “الجهاد الإسلامي”. وكان للصهاينة هدف محدد من عملية الاغتيال في “الشجاعية” بـ”قطاع غزة”، هو “بهاء الدين أبوالعطا”، المعروف، بـ”أبوسليم”، وقد كان أحد القيادات العسكرية بحركة “الجهاد الإسلامي”.

وتتضح أهمية هذا الاختيار؛ حين نعرف أن الصحيفة الصهيونية، (أورشليم پست)، المقربة من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، كتبت بتاريخ 29 تشرين ألو/أكتوبر الماضي؛ وقدمت ثلاثة أشخاص على رأس قائمة الاغتيالات بسبب عداءهم لـ”الكيان الصهيوني”؛ وهم السادة: “حسن نصرالله”، و”قاسم سليماني”، وهما من الوجوه المعروفة، والثالث: الشهيد “أبوالعطا”، وإن كان غير مشهور.

وقدمت الصحيفة الإسرائيلية شهيد “الجهاد الإسلامي” بمجموعة من المكونات من مثل: “مندوب إيران في الجهاد” و”الناشط في مجال صناعة الصواريخ بعيدة المدى” و”المستهدف بعملية الاغتيال الفاشلة في العام 2012″، وكلها إدعاءات تعكس مدى أهمية اغتيال “أبوالعطا” بالنسبة للصهاينة.

المنافسات الانتخابية..

من جهة أخرى؛ لا يمكن الفصل، في هذه الحادثة، خارج نطاق منافسات “نتانياهو” الانتخابية وتصاعد احتمالات إجراء الانتخابات للمرة الثالثة، خلال الأشهر المقبلة.

وكان “نتانياهو” قد اختار، قبل أيام، وزير التربية والتعليم السابق، “نفتالي بنت”، رئيس “حزب اليمين الجديد”، كوزير للحرب في الحكومة الانتقالية.

وهذا الإجراء الأخير دليل تأكيد رؤية أن “نتانياهو” يستهدف، بصحبة المتطرفين والصراعات المحدودة، تحويل بوصلة الرأي العام عن الفساد إلى الأمن، ومضاعفة فرص فوزه في الانتخابات الجديدة عبر هندسة الرأي العام.

وكأن إستقدام “نفتالي بنت”، بمثابة البداية لأحداث جديدة من جانب “نتانياهو”. وهدف الحملة الأخيرة المباشر هو قيادات المقاومة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بشكل علني؛ وهي العملية التي كانت قد توقفت قبل أربع سنوات على الأقل وبعد حرب الـ 51 يومًا.

هل يستمر الصراع ؟

الأربعاء الماضي؛ أطلقت المقاومة في “غزة” الكثير من الصواريخ بإتجاه الأراضي المحتلة. وبلغ مدى هذه الصواريخ 80 كيلومتر؛ واستهدفت المناطق جنوب “تل أبيب”، كمؤشر على جدية ردود أفعال “الجهاد الإسلامي” على اغتيال أحد القيادات.

وفي معرض رد فعله على هذه الحملات قال، “زياد نخاله”، سكرتير عام “الجهاد الإسلامي”: “لقد تجاوز بنيامين نتانياهو كل الخطوط الحمراء؛ ونحن نتجه للحرب”.

وتعكس تصريحات “نخاله” أن هذه الصراعات وردود المقاومة قد يتخذ في الأيام المقبلة شكلًا مختلفًا عن إطلاق الصواريخ. ولن تستمر احتمالات التوتر وإطلاق الصواريخ ورد المقالات الإسرائيلية أكثر من يومين أو ثلاثة على الأكثر، لكن مغامرة “نتانياهو” بدء التوتر والاضطراب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة