تشهد المدينة القديمة للموصل في ثاني ايام خطط الجيش العراقي للالتفاف على قوات داعش معارك شرسة بدعم مقاتلات أميركية وفرنسية وكنديةصاحبه سقوط للعشرات من المدنيين
لليوم الثاني على التوالي تتواصل المعارك الطاحنة بين مقاتلي داعش وحوالي 20 ألف مقاتل من القوات النظامية العراقية، معززة بمدفعية لقوات التحالف الدولي ومقاتلات أميركية وفرنسية وكندية، في محاولة منها لتنفيذ خطة الالتفاف على المدينة القديمة التي تعثرت عملية اقتحامها منذ نحو ثلاثة أشهر وسط الساحل الأيمن للموصل، في ظل سقوط عشرات القتلى بين المدنيين .
ووفقا لمصادر عسكرية عراقية في الموصل، فإن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على أحياء جديدة في المحور الشمالي، أبرزها أحياء مشيرفة الأولى والثانية، وبداية حي الكنيسة، فضلا عن مجمع مياه الشرب ومحطة كهرباء قرية حسنة، وقرية دجلة، ومعمل غاز نينوى، وهو ما يفرض خارطة قتال جديدة على تنظيم “داعش”، الذي انحسرت نسبة سيطرته على الساحل الأيمن لتصل إلى 25 في المائة فقط من أحياء الساحل الأيمن، بواقع تسعة أحياء سكنية فقط، من بينها حيان سكنيان يجري فيهما القتال، في ظل حصار مطبق من جميع الاتجاهات.
ويجري القتال في بداية حي الكنيسة، الذي يضم واحدة من أقدم الكنائس في العالم، فضلا عن أجزاء من حي مشيرفة القديمة، التي تعد معقلا تقليديا للتنظيم.
عزل المدينة القديمة ومحاصرتها من كل الجهات
وبحسب العقيد الركن ماجد الأحبابي، من قيادة عمليات نينوى التابعة للجيش العراقي فإن الخطة تهدف إلى “عزل المدينة القديمة عبر الالتفاف عليها من كل الجهات، وإجبار التنظيم على الاستسلام أو دفعه للانتحار من خلال هجماته الارتجالية”. واشار الى ان الطيران الحربي يقوم بتمهيد المناطق قبل تقدم قواتنا إليها”، في إشارة إلى القصف الجوي المكثف.
إلى ذلك، أكد ضابط بالجيش العراقي أن “التنظيم زرع عددا كبيرا من العبوات الناسفة، وفخخ المنازل وأعمدة الكهرباء في أطراف أحياء الهرمات و17 تموز والكنيسة، وبقية المناطق التي لا تزال تحت سيطرته في الجانب الأيمن للموصل”، مؤكدا، أن التنظيم يحاول إلحاق أكبر أذى ممكن بالقوات العراقية المهاجمة، ومنعها من السيطرة على آخر معاقله بالموصل.
ولفت الضابط ذاته إلى تعرض حي اليرموك في الجهة الغربية للموصل لقصف مجهول بقذائف الهاون، مبينا أن القصف ألحق أضرارا مادية وأوقع عددا من الجرحى.
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية بالموصل ارتفاع عدد القتلى المدنيين حتى فجر اليوم، إلى 130 مدنياً، غالبيتهم نساء وأطفال، بالضربات الجوية على أحياء الموصل الشمالية الغربية، من بينها مدرسة في حي الفتح قتل فيها 69 مدنيا كانوا يتجمعون فيها عندما قصفتها طائرة حربية عصر أمس الخميس.
وقال طبيب يدعى مازن أبو ذر، إن الرقم الحالي 130 قتيلا مدنياً في أقل من يوم واحد، ولا نعلم كم عدد الذين ما زالوا تحت الأنقاض، واصفا ما يجري في الموصل بأنه “خطة لحرق المدينة”.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم “البنتاغون”، أدريان رانكين غالواي، أن بلاده تحقق في صحة الأنباء التي تحدثت عن سقوط مدنيين نتيجة لما يقال إنها غارة أميركية على مأوى للنازحين في الموصل مضيفاً خلال تصريح صحافي: “سندرس هذه المعلومات مثلما نقوم به أثناء التعامل مع الأنباء كافة”.