23 ديسمبر، 2024 1:30 م

تُعتبر ردًا على لقاء “صالح” بـ”ترامب” .. مليونية مناهضة للتواجد الأميركي في العراق !

تُعتبر ردًا على لقاء “صالح” بـ”ترامب” .. مليونية مناهضة للتواجد الأميركي في العراق !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تحديًا للتواجد الأميركي في “العراق”، ولتصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأخيرة بسعادة “العراق” لتواجد قواته به، إنطلقت في العاصمة العراقية، “بغداد”، اليوم الجمعة، تظاهرات حاشدة بدعوة من زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، للمطالبة بإنهاء وجود القوات الأميركية في البلاد.

وتجمع آلاف العراقيين، منذ الصباح، في وسط العاصمة، ورفعوا لافتات تندد بالوجود الأميركي على الأراضي العراقية، والأعلام العراقية، وأرتدوا الأكفان.

ووصلت حشود كبيرة إلى منطقة “الجادرية”، جنوب العاصمة، كما وصلت حشود من مناطق “بغداد” والمحافظات الوسطى والجنوبية للمشاركة بهذه التظاهرة.

وكان “الصدر” قد دعا، أمس، رجال ونساء “العراق” إلى “نصرة الوطن”، معتبرًا أن: “ساعة الاستقلال والسيادة قد دقت”.

وتوجه “الصدر”، في منشور عبر (تويتر)؛ إلى العراقيين بالقول: “هبوا إلى نصرة الوطن فهو يستصرخكم”، وأضاف: “أبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون لا فساد فيه”.

إجراءات أمنية مشددة..

وأفاد مصدر أمني عراقي، صباح اليوم الجمعة، بإتخاذ الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة وقطعت عددًا من الطرق وسط العاصمة، “بغداد”.

وقال المصدر، لقناة (السومرية نيوز): “إن القوات الأمنية باشرت، منذ مساء أمس، بتشديد إجراءاتها الأمنية ضمن مقتربات جسري الطابقين والجادرية وسط بغداد”، مشيرًا إلى قطع تقاطع الطابقين فضلًا عن الجسرين بالكتل الكونكريتية من الجانبين.

وأشار إلى قطع طريق ساحة “الفردوس” وجميع الطرق المؤدية إلى منطقة “كرادة” خارج وداخل، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات عزلت مناطق “الرصافة” عن “الكرخ” فعليًا.

العراق سعيد بمهمة القوات الأميركية..

وكان “ترامب” قد قال، يوم الأربعاء، في محادثات مع نظيره العراقي؛ إن “العراق” سعيد بمهمة القوات الأميركية به، وذلك خلال محادثات تناولت مستقبل المهمة التي أصبحت محل شك منذ مقتل القائد العسكري الإيراني البارز، “قاسم سليماني”، في ضربة أميركية بطائرة مُسيرة في “بغداد”.

وقال مكتب الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إنه ناقش مع “ترامب” خفض القوات الأجنبية في “العراق”؛ في اجتماع على هامش “منتدى دافوس” الاقتصادي في “سويسرا”.

وردًا على سؤال، قبل الاجتماع؛ بشأن احتمال انسحاب القوات الأميركية، قال “ترامب”: “سنتحدث عن أمور مختلفة كثيرة، وستعرفون ما سنفعله أيًا ما كان. لكنهم يحبون ما نفعله ونحن نحبهم وعلاقتنا بهم طيبة جدًا”.

ولـ”الولايات المتحدة”، بـ”العراق”، قوة قوامها نحو خمسة آلاف جندي، دعتهم “بغداد” للعودة إليها، في 2014، لمساعدتها في قتال “تنظيم الدولة الإسلامية”.

إلا أن مصير المهمة أصبح محل تساؤل، منذ الثالث من كانون ثان/يناير 2020، عندما أمر “ترامب” بتوجيه ضربة بطائرة مُسيرة في “مطار بغداد”؛ أودت بحياة “سليماني”، قائد (فيلق القدس)؛ بـ”الحرس الثوري” الإيراني. وقُتل في ذات الضربة أيضًا قائد فصيل عراقي مسلح موالٍ لـ”إيران”.

ووافق البرلمان العراقي، في الخامس من كانون ثان/يناير الجاري، على قرار غير مُلزم يطالب برحيل القوات الأميركية، الأمر الذي أثار غضب “ترامب” ودفعه، في مرحلة ما، للتهديد بعقوبات على “العراق”؛ ما لم يسمح ببقاء القوات الأميركية.

الوجود قل كثيرًا عما كان عقب الغزو..

وتحدث “ترامب” بنبرة أكثر تصالحية، يوم الأربعاء، مشيرًا أيضًا إلى أن الوجود الأميركي في “العراق” أقل كثيرًا مما كان عليه أثناء الوجود الأميركي، الذي دام من عام 2003 إلى عام 2011؛ عقب غزو أطاح بـ”صدام حسين”.

وقال: “انخفض عدد قواتنا إلى خمسة آلاف، انخفضنا لعدد قليل جدًا، قليل تاريخيا، وسنرى ما يحدث”.

وردًا على سؤال بشأن تهديده السابق بفرض عقوبات على “العراق”؛ قال “ترامب”: “سنرى ما يحدث لأن علينا القيام بأمور بطريقتنا”.

وقال مكتب “صالح”، في بيان: “تم خلال الاجتماع تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ على السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار”.

تهديد بالطرد من بغداد..

ويأتي لقاء “برهم” بـ”ترامب” بعد تحذيرات أطلقتها فصائل مسلحة، تُتهم بولائها لـ”إيران” في “العراق”، ضد “صالح”؛ بسبب جهوده الرامية إلى منع تحويل بلاده لساحة تصفية حسابات بين “طهران” و”واشنطن”.

وكان فصيل (كتائب حزب الله) في “العراق” قد هدد، الثلاثاء، الرئيس العراقي، “برهم صالح”؛ بـ”الطرد من بغداد”، في حال التقى الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خلال أعمال منتدى “دافوس” في “سويسرا”.

ونشر المسؤول الأمني في الكتائب، “أبوعلي العسكري”، تغريدة على (تويتر)، كتب فيها: “نُشدد على ضرورة إلتزام، برهم صالح، بعدم اللقاء بالأحمق ترامب، وزمرة القتلة التي ترافقه”.

وأضاف: “بخلاف ذلك سيكون هناك موقف للعراقيين تجاهه، لمخالفته إرادة الشعب، وتجاهل الدماء الزكية التي أراقتها هذه العصابة، وسنقول حينها، لا أهلًا ولا سهلًا بك، وسيعمل الأحرار من أبنائنا على طرده من بغداد الكرامة والعز”.

بات التوازن أكثر صعوبة !

وعملت الحكومة العراقية طويلًا على تحقيق توازن في علاقاتها الوثيقة مع “واشنطن” ومع “طهران”، التي ترعى فصائل شيعية مسلحة قوية وأطيافًا سياسية معادية لـ”الولايات المتحدة”.

وأصبح الحفاظ على هذا التوازن أكثر صعوبة بالنسبة لـ”العراق”؛ بعد تصاعد بدأ، الشهر الماضي، بصواريخ أُطلقت على قاعدة أميركية فيه مما تسبب في مقتل متعاقد أميركي، ووصل الأمر ذروته بضربة الطائرة المُسيرة التي قتلت “سليماني”.

وردت “طهران” بهجوم بصواريخ (باليستية) على قاعدتين عسكريتين تستضيفان قوات أميركية، في الثامن من كانون ثان/يناير الجاري، في أحدث تحرك حتى الآن في التصعيد المتبادل بين الجانبين.

وطلب رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، من “واشنطن”؛ الإعداد لسحب قواتها تماشيًا مع قرار البرلمان العراقي، لكن إدارة “ترامب” تعرض، حتى الآن، عن الاستجابة لهذا المطلب.

وقالت “واشنطن” إنها تدرس إمكانية توسيع بعثة “حلف شمال الأطلسي” في “العراق”؛ وخطة “لتقاسم العبء في المنطقة”.

نقل ما يريده الشارع العراقي..

تعليقًا على هذه الخطوة، قال “نسيم عبدالله”، عضو البرلمان العراقي عن تحالف (الفتح)؛ إن الجدل الذي أثاره لقاء “برهم صالح” مع الرئيس الأميركي؛ مرده من وجهة نظر الرافضين له كـ (الحشد الشعبي) وتحالف (الفتح)؛ هو أن رغبتهم كانت تتمثل في أن ينقل الرئيس العراقي لـ”ترامب” ما يدور في الشارع العراقي من غضب بسبب تحويل “الولايات المتحدة”، “العراق”، ساحة لتصفية الحسابات مع “إيران”؛ وهو ما لم يحدث من جانب “برهم صالح”.

واستبعد “عبدالله” أن يتحول هذا الغضب لما هو أكثر من ذلك، سواء داخل ساحة البرلمان أو خارجه، فالعراقيون لديهم ما يكفيهم من أزمات لم تُحل بعد مثل أزمة تكليف رئيس للوزراء، فكيف نضيف إليها أزمة أخرى لا تستحق كل هذا الاهتمام.

رد فعل مبالغ فيه..

فيما أشار “باسل الكاظمي”، الكاتب والمحلل السياسي، إلى أن رد فعل (الحشد الشعبي) رد فعل لا داعي له ومبالغ فيه ولا يستند إلى أي حجة مقبولة، لافتًا إلى أن هذا الاعتراض لا يُعبر عن فهم للسياسة ولا للعلاقات الدولية، وإنما هو تفكير ميليشياوي قاصر، فما الخطأ الذي وقع فيه “برهم صالح” حتى يهاجم بهذه الطريقة ؟

وأشار “الكاظمي” إلى: “أن التهديد بإحالة الأمر للبرلمان تهديد فارغ من مضمونه؛ فبأي تهمة سيحال رئيس الجمهورية إلى البرلمان ؟”. مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن “برهم صالح” ليس ورائه سند برلماني قوي؛ فإن كثيرًا من الكتل ستقف ورائه حتى من الفصيل الشيعي نفسه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة