توجس إيراني من تأثير انتخابات تشرين على الانسحاب الأميركي .. “كيهان” تتساءل: إلى أين يتجه العراق ؟

توجس إيراني من تأثير انتخابات تشرين على الانسحاب الأميركي .. “كيهان” تتساءل: إلى أين يتجه العراق ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بالأمس وبعد دورات من التأخير، أُعلنت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية المصيرية، بعد 24 ساعة من بداية فرز الأصوات.

ووفق آخر التقارير؛ فقد كانت نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع ضعيفة لم تتجاوز: 41%؛ على أن تُعلن النتائج النهائية نهاية الشهر الجاري. وحتى الأمس، وكتابة هذا المقال؛ واستنادًا إلى إعلان “اللجنة العليا المستقلة للانتخابات” العراقية، نحج التيار الشيعي في الحصول على: 70 مقعدًا، في مقابل: 38 مقعدًا للتحالف السُني، بينما حصل تحالف (دولة القانون) على: 40 مقعدًا، وتحالف (الفتح) على: 20 مقعدًا، وتيار (الحكمة الوطنية) على: 2 مقعدًا، والحزب (الديمقراطي الكُردستاني) على: 34 مقعدًا؛ مع احتمالات تغيير عدد المقاعد كلما تقدمت عملية الفرز. بحسب “جعفر بلوري”؛ في صحيفة (كيهان) الأصولية المتشددة الإيرانية.

أهمية تلك الانتخابات..

وانتشرت خلال اليومين الماضيين؛ الأخبار الرسمية وغير الرسمية عن استياء بعض التيارات السياسية من النتائج المعلنة، وشكا بعض السياسيين من عمليات: “تزوير”. وانطلقت التجمعات الاحتجاجية في بعض المدن، ووعد المسؤولون العراقيون بالفصل في كل الشكاوى والاحتجاجات.

وبغض النظر عن ذلك، فأحد الأدلة على “أهمية” و”حساسية” و”اختلاف” هذه الدورة الانتخابية، واهتمام جميع التيارات السياسة العراقية بتلكم الدورة الانتخابية، هو ارتباط الوجود الأميركي في “العراق” بنتائج هذه الانتخابات.

ولذلك؛ بالتحديد تحظى هذه الدورة الانتخابية باهتمام خاص من جانب “الولايات المتحدة”. فلقد صوّت نواب “البرلمان العراقي” على طرد الأميركيين بأغلبية الأصوات، بعد اغتيال القائد الكبير، “سليماني”، ورفيقه، “أبومهدي المهندس”، ولم تتورع “الولايات المتحدة”، خلال العامين الماضيين؛ وبعد استقالة رئيس الوزراء العراقي، آنذاك، “عادل عبدالمهدي”، وتنصيب رئيس وزراء جديد موالي للغرب، عن القيام بأي شيء يحول دون الخروج من “العراق”.

من “طهران” إلى “الكيان الصهيوني”..

لذا؛ وبسبب “إيران” أيضًا، يرصدون بدقة التطورات العراقية الراهنة، وهو الموضوع الذي طرحته الصحيفة الأميركية (ول استريت جورنال)؛ على النحو التالي: “قد يكون تصويت العراقيين في انتخابات الأمس؛ مصيريًا ويحدد مستقبل القوات الأميركية التي ماتزال تستقر بالعراق. وسوف تحدد نتائج هذه الانتخابات كيفية تعاطي بغداد مع الصراع الجيوسياسي بين واشنطن وطهران”.

وتحظى هذه التطورات، الفضاء الاجتماعي بعد الانتخابات، باهتمام “الكيان الصهيوني” لنفس الأسباب الأميركية. وبالأمس تطرقت واحدة من وسائل الإعلام الرسمية الصهيونية للحديث عن تطورات مع ما بعد الانتخابات العراقية؛ والترحيب بمواقف، “مقتدى الصدر”، العجيبة، وكتبت: “العراق على المسار الصحيح” (!!)، والسؤال: لماذا اتسمت الانتخابات العراقية بالتعقيد ؟.. وإلى أين يتجه “العراق” ؟.. وما هي أسباب تدني نسب المشاركة في الانتخابات ؟

معضلة الانتخابات العراقية..

الحقيقة أن جزء من هذا التعقيد يضرب بجذوره في قلب التاريخ العراقي. ذلك أن سوء الأوضاع الاقتصادية العراقية، بخلاف تعدد الأطراف الخارجية في المشهد السياسي لذلكم البلد، من جملة الأسباب التي تُسهم في تعقيد الأوضاع العراقية وضعف المشاركة الشعبية في الانتخابات.

ويجمع الخبراء على تأثير تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية على معدلات المشاركة في الانتخابات، إذ لم يُعد بمقدور الشعب تحمل المزيد من الفشل. فقبل سنوات من ظهور تنظيم (داعش)، حكمت الأنظمة الديكتاتورية هذا البلد؛ واهتمت بتأمين المصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية.

إلى أين يتجه العراق ؟

كذلك يتعرض “العراق” للاحتلال الأميركي، منذ سقوط “صدام حسين”. ومن الطبيعي أن يُصارع بلد كهذا أزمات معقدة ومشكلات اقتصادية وأمنية متعددة، ومن الطبيعي أيضًا أن يُعبر الشعب عن الاستياء بأي وسيلة.

ولعل الإجابة على سؤال: إلى أين يتجه “العراق” ؟.. تتسم بالصعوبة بسبب هذه التعقيدات، لكن الموضوع واضح جدًا. فاستمرار الاحتلال الأميركي سوف يُزيد من وخامة الأوضاع العراقية.

لماذا ؟.. إقرأ: “أذكر مثال واحد فقط لا يثبت أن أميركا احتلت أي دولة تحت أي مسمى، ولم تواجه هذه الدولة مصيرًا وخيمًا. أقرب مثال على ذلك، هو الوضع الأفغاني الراهن. لم تعلن الولايات المتحدة دخول أفغانستان من أجل تحسين أوضاع هذا البلد ومحاربة إرهاب (طالبان) ؟!، ألم تسيطر هذه الميليشيا التي قالوا أنهم جاؤوا لقتالها على أفغانستان، بعد مرور 20 عامًا من الاحتلال ؟!.. من ثم تزيد كل هذه التعقيدات المذكورة سلفًا من صعوبة توقع التطورات العراقية المستقبلية، لكن التنبؤ بمستقبل هذا البلد حال استمرار وجود الاحتلال الأميركي مسألة يسيرة وهي” “استمرار الوضع الراهن”.

وأما بالنسبة لماهية من سيحكم “العراق”، فالموضوع لا يتعلق بأحد سوى العراقيين أنفسهم، لكن تُجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الخاطئة قد تتسبب في تبعات لا يمكن إصلاحها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة