2 مايو، 2024 12:48 ص
Search
Close this search box.

الانتخابات العراقية تغّير خريطة الأحزاب الكُردية .. فهل تُشكل توازنًا في المعادلة البرلمانية والسياسية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

طرأت تغيرات لافتة على خريطة الأحزاب الكُردية، في الانتخابات البرلمانية، في “كُردستان العراق” هذه المرة، حيث تمكن الحزب “الديمقراطي الكُردستاني” من حصد: 33 مقعدًا؛ محتلاً بذلك المرتبة الرابعة على صعيد تسلسل القوى البرلمانية العراقية الأكبر، والذي حل بعد (الكتلة الصدرية) وتحالف (تقدم) وائتلاف (دولة القانون)، بعد أن كان يملك سابقًا: 25 مقعدًا.

وحل في المرتبة الثانية، بعد “الديمقراطي الكُردستاني”، “الاتحاد الوطني الكُردستاني”؛ الذي تمكن من إحراز: 17 مقعدًا؛ محافظًا تقريبًا بذلك على عدد مقاعده، خلال الدورة السابقة والبالغة: 19 مقعدًا.

كما سجلت حركة (الجيل الجديد) صعودًا لافتًا، كما يجمع المراقبون؛ وهو ما تمثل في حصولها على: 09 مقاعد، في حين أنها كانت تملك فقط: 03 مقاعد، خلال الدورة البرلمانية المنتهية، محققة بذلك المركز الثالث في صفوف القوى الكُردية العراقية، متجاوزة أحزاب وحركات قديمة؛ مثل حركة (التغيير)، التي فشلت في كسب ولو مقعد برلماني واحد، هي التي كانت تملك: 04 مقاعد خلال الدورة البرلمانية السابقة.

وهو ما جعل المراقبون يرون أن الحركة، التي خاضت المعترك الانتخابي ضمن (تحالف كُردستان) مع “الاتحاد الوطني الكُردستاني”، سجلت المفاجأة الأكبر انتخابيًا في “كُردستان العراق”.

استقالة جماعية لقيادات “كوران”..

في الوقت ذاته؛ أعلنت قيادة حركة (التغيير) الكُردية، (كوران)، استقالة جماعية من كل المناصب الحزبية القيادية، وذلك بعد الخسارة المدوية التي أصابت الحركة في الانتخابات، حيث لم يتمكن أي من مرشحي حركة (التغيير) من نيل معقد برلماني، في تراجع واضح لشعبية الحزب، بعدما كانت كتلته البرلمانية مؤلفة من: 09 نواب في البرلماني المركزي، وكان الحزب الثاني على مستوى “إقليم كُردستان العراق” شعبية، بعد الحزب “الديمقراطي الكُردستاني”.

تراجع ملحوظ للجماعة الإسلامية..

وعلى مستوى الأحزاب الكُردستانية الإسلامية؛ سجل تراجع ملحوظ، لـ”الجماعة الإسلامية”، التي حصلت على مقعد واحد، بعد أن كانت تملك مقعدين، في حين سجل “الاتحاد الإسلامي”؛ تقدمًا عبر حصوله على: 03 مقاعد، في حين كان يملك مقعدين فقط سابقًا.

وبجمع أعداد مجمل المقاعد الأولية، التي حازت عليها مختلف الكتل والقوائم الكُردستانية، فإن (الكتلة الكُردستانية) ستكون هي الثانية على صعيد “البرلمان العراقي”؛ بنحو: 65 مقعدًا، بعد (الكتلة الصدرية).

مؤشر إيجابي لوزن الأكراد في المعادلات البرلمانية والسياسية..

تعليقًا على تغيير الخريطة الكُردية؛ وما يمكن أن تفعله مستقبلاً؛ يقول عضو البرلمان العراقي السابق، “هريم كمال آغا”: “تمكنا، كقوى كُردستانية؛ من رفع إجمالي عدد مقاعدنا خلال الدورة البرلمانية الجديدة، وهي علامة إيجابية تؤشر إلى أن الأكراد طرف محوري ووازن في المعادلات البرلمانية والسياسية العراقية”، مضيفًا أنه: “من المبكر الحكم الآن على طبيعة التطورات والمباحثات بين مختلف الأطراف ومنها الكُردية، لكن قطعًا سيحرص الأكراد على لعب دور إيجابي وتفاعلي يعمل على تكريس التوافق والتفاهم بين مختلف المكونات، خاصة وأن علاقاتنا جيدة وبناءة مع مختلف الأطراف الشيعية والسُنية وغيرها”.

الأكراد محكومون بتوافقات..

بينما يرى الباحث والكاتب، “طارق جوهر”: “أن الأطراف الكُردية محكومة أولاً بالتوافق، فيما بينها في بغداد، وإلا فإنها لن تُشكل رقمًا صعبًا في المعادلات والصفقات تحت قبة البرلمان، فنحن مقبلون على معارك سياسية حامية، وعلى مفاوضات ماراثونية للاتفاق والتوافق حول حزمة الرئاسات الثلاث، الجمهورية والبرلمان والحكومة، وعلى الأكراد التوحد لتثبيت حقوقهم ودورهم الوطني العام في العراق”، موضحًا أنه: “لا زال ثمة ملفات خلافية عالقة وشائكة، بين بغداد وأربيل، وعلى رأسها ملف المناطق المشمولة بالمادة (140) من الدستور العراقي؛ مثل كركوك، وحلها دستوريًا لن يتسنى سوى عبر توحيد الأكراد في بغداد لكلمتهم، والتعاطي مع الجانب الحكومي العراقي، وفق أجندة واضحة تعلو على المصالح والاعتبارات الحزبية”.

لاعب جديد ومنافس يظهر على الساحة الكُردية..

ويرى الكاتب والصحافي، “آزاد إبراهيم”؛ أن: “تراجع حركة (التغيير) للصفر؛ مع صعود حركة (الجيل الجديد)، أبرز تحول سجلته الانتخابات العراقية كُرديا، فالواضح تمامًا أن الأصوات التي كانت تذهب غالبًا لـ (التغيير) ذهبت لـ (الجيل الجديد)، بمعنى أن ثمة لاعبًا جديدًا ومنافسًا يظهر في الساحة الكُردية العراقية”.

موضحًا أن: “الاتحاد الوطني الكُردستاني من جهته؛ لم يستفد من تحالفه مع (التغيير) الذي بات عبئًا ثقيلاً عليه، والأرجح أن التحالف بينهما سينهار لإنعدام الجدوى الانتخابية منه، لكن الاتحاد رغم المشاكل الداخلية التي عصفت به قبيل الانتخابات، تمكن أقله من المحافظة على عدد مقاعده، وهذا يُحسب له بالطبع”.

ويسهب “إبراهيم” في شرح المفاعيل الانتخابية العراقية، في شقها الكُردستاني؛ قائلاً: “يبقى (الديمقراطي الكُردستاني) الرابح الأكبر مجددًا كونه حافظ، على موقعه الأول على المستوى الكُردي، وهذه المرة على المستوى العراقي العام أيضًا بات ضمن الأوائل، وهو ربما سيعمل هذه المرة على المطالبة برئاسة الجمهورية حتى”.

لكن اللافت، حسب “إبراهيم”؛ أن: “القوى الإسلامية بقيت مكانك راوح، حيث هي لم تكن أبدًا، وكما في كل مرة، في موقع المنافسة على المراتب الأولى في تسلسل القوى الكُردستانية العراقية”.

مأزق حركة “التغيير”..

ويشرح الكاتب والباحث الكُردي العراقي، “أزاد قرة داغي”؛ المأزق الذي تمر به حركة (التغيير)، منذ عدة سنوات، وكيف أن هذه النتيجة الانتخابية كانت الخاتمة الموضوعية لمسيرة الحزب.

ويوضح “قرة داغي”؛ بالقول: “كان جوهر شرعية وشعبية حركة (التغيير) الكُردية، منذ نشأتها؛ هو معارضة سلوكيات وسياسيات حزبي الإقليم، (الحزب الديمقراطي الكُردستاني) و(الاتحاد الوطني الكُردستاني)، اللذين كانا يعتبران نفسهما حركتي تحرر قومية، وتتصرفان على ذلك الأساس”.

ويضيف: “وكانت حركة (التغيير) تعتبر نفسها معارضة لهيمنة الحزبين على الحياة العامة في الإقليم، بالذات في القضايا الإدارية والاقتصادية والسياسية”.

ويضيف “قرة داغي”؛ قائلاً: “كانت الشعبية الاستثنائية التي نالتها الحركة، خلال انتخابات العام 2013، قد أغرتها بإمكانية التغيير من داخل سلطة الحزبين وبالشراكة معهما، وهو رهان فشل تمامًا، وصارت القواعد الاجتماعية تعتبر الحركة شريكًا في السلطة الحاكمة، وبذا صارت تمنح أصواتها لأحزاب أخرى، مثل حركة (الجيل الجديد)”.

يُذكر أن عدد مقاعد الكتل الكُردستانية في “مجلس النواب” العراقي، في دورته الآفلة، كان: 58 مقعدًا، توزعت بين كل من الحزب “الديمقراطي الكُردستاني” و”الاتحاد الوطني الكُردستاني” و”الاتحاد الإسلامي” و”الجماعة الإسلامية”، وحركة (التغيير) و(التحالف من أجل الديمقراطية) وحركة (الجيل الجديد).

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب