خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بات المشهد السوري على موعد مع عودة التفجيرات الدموية التي لم تشهدها البلاد منذ بداية الحرب الأهلية؛ التي تُعانيها منذ أكثر من 10 سنوات، مع استهداف حافلة للجيش السوري، في “دمشق”، الأربعاء الماضي، وأسفر عن مصرع وإصابة عدد من الجنود.
وأعلن تنظيم (سرايا قاسيون) المسلح؛ مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في العاصمة، “دمشق”، صباح الأربعاء، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وقال التنظيم، في بيان، أصدره عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، إنه تمكن من استهداف حافلة تابعة للإسكان العسكري في “وزارة الدفاع”؛ بواسطة عبوات ناسفة مزروعة أسفل الباص، وسط “دمشق”؛ عند منطقة “جسر الرئيس”، ما أدى إلى مقتل: 14 عنصرًا وإصابة آخرين.
وانفجرت عبوتان ناسفتان أثناء مرور حافلة مبيت عند “جسر الرئيس”، بـ”دمشق”، مما أسفر عن مصرع: 14 شخصًا وإصابة آخرين بجروح.
وتعهد التنظيم بمواصلة عملياته “النوعية”؛ داخل مناطق سيطرة الحكومة، ردًا على ما وصفه: بـ”المجازر اليومية التي يرتكبها النظام في الشمال المحرر”، في إشارة إلى منطقة “إدلب”.
محاولة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية..
وردًا على ذلك، أكّدت “وزارة الخارجية والمغتربين” السورية؛ أنّ التّفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة مبيت عسكرية، في “دمشق”، يأتي في إطار استمرار محاولات التّنظيمات الإرهابية ورعاتها من أجل رفع معنويّاتها، وخاصّة في “إدلب”، مؤكّدةً أنَّ هذه الأعمال لن تُثني الحكومة محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار لـ”سوريا” وشعبها.
وقال مصدر مسؤول في الوزارة؛ إنَّ حكومة بلاده إذ تُدين بشدّة هذا العمل الإرهابي الجبان، الذي أسفر عن إرتقاء: 14 شهيدًا ووقوع العديد من الجرحى، وإنَّها تؤكّد أنّ تنفيذ هذا التّفجير الإرهابي في منطقة مكتظّة بالمارّة المدنيين وبالمواطنين المتوجّهين إلى أعمالهم؛ إنّما يأتي في إطار استمرار محاولات التّنظيمات الإرهابية ورعاتها من أجل رفع معنويات التّنظيمات الإرهابية، وخاصّة في “إدلب”؛ التي تُمنى بهزائم متتالية أمام الإنجازات التي يحقّقها الجيش السوري بتحريره الأراضي السورية من سيطرة التّنظيمات الإرهابية ونجاحه في إعادة الأمن والاستقرار إلى العديد من المناطق.
وأضاف المصدر: “تؤكّد الحكومة السورية؛ أنّ هذه الأعمال الإرهابية لن تُثنيها عن الاستمرار في القيام بواجبها بمحاربة الإرهاب والعمل لإعادة الأمن والاستقرار لسوريا وشعبها”.
ولفت إلى أنّ توقيت تنفيذ هذا العمل الإرهابي يوضح مجددًا أجندة رعاته السياسية، الذين وضعوا نصب أعينهم استهداف “سوريا” الدولة والشعب والمقدّرات، كما أنٍه لا يمكن تجاهل تزامن هذا العمل الآثم مع أعمال إرهابية أخرى تسعى للعبث باستقرار شعوب ودول المنطقة خدمة للكيان الإسرائيلي ولمشاريع وخطط رعاة الإرهاب الرامية إلى استخدام الإرهاب كسلاح سياسي إجرامي لتحقيق غايات تدخليّة دنيئة في الشؤون الداخلية لـ”سوريا” ودول المنطقة.
مواصلة بتر الإرهاب..
من جهته؛ أكد وزير الداخلية السوري، اللواء “محمد الرحمون”، الأربعاء، مواصلة: “ملاحقة وبتر الأيدي الآثمة؛ أينما كانت”، وذلك على خلفية التفجير الإرهابي الذي وقع عند “جسر الرئيس”، بـ”دمشق”.
وحسب وكالة الأنباء السورية، (سانا)؛ قال “الرحمون” إن العمل الإرهابي الذي وقع، يوم الأربعاء؛ بحافلة مبيت عند “جسر الرئيس”، بـ”دمشق”، جرى بعد دحر الإرهاب من غالبية الأراضي السورية، موضحًا أن من لجأ وخطط لهذا الأسلوب الجبان؛ كان يرغب أن يؤذي أكبر عدد ممكن من المواطنين.
وشدد في تصريح لقناة (السورية)؛ على أنه: “ستتم ملاحقة الأيادي الآثمة؛ وسيتم بترها أينما كانت”، مضيفًا أنه: “لن يتم التخلي عن ملاحقة الإرهاب.. وسنلاحق الإرهابيين الذين أقدموا على هذه الجريمة النكراء؛ أينما كانوا”.
محاولة لعرقلة التسوية السياسية..
كما أدانت “وزارة الخارجية” الروسية، حادث تفجير الحافلة؛ معتبرة أن هذا الهجوم الإرهابي محاولة لعرقلة التسوية السياسية في “سوريا”؛ وإحباط محاولات استقرار الأمن في البلاد.
وجاء في بيان “الخارجية الروسية” – حسبما ذكرت وكالة أنباء (تاس) الروسية على نشرتها الإنكليزية الأربعاء -: “نُدين بشدة الهجوم الإرهابي الذي وقع في دمشق، ونُعرب عن خالص تعازينا لذوي الضحايا، ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين. ونعتبر هذا الهجوم بمثابة جريمة دموية تهدف لإشعال جولة جديدة من العنف وإفشال جهود التسوية السياسية في سوريا”.
وأضاف البيان: “موسكو؛ على يقين من أن توقيت الهجوم ليس من قبيل المصادفة، ولكنه وقع بالتزامن مع استنئاف مشاورات اللجنة الدستورية السورية في جنيف”.
فوضى مرسومة للمنطقة..
تعليقًا على ذلك الحادث، قال الأكاديمي والباحث السياسي، “مهند الضاهر”؛ من “دمشق”، إنّ: “منطقة تفجير دمشق تُمثّل شريانًا حيويًا، واختيار المكان مقصود ليكون هناك أكبر عدد من الشهداء”.
وأشار “الضاهر” إلى أنّ: “هناك فوضى مرسومة للمنطقة، والأميركي يُرتّب انسحابه منها، لأنّ لديه ملفًا كبيرًا هو: الصين”.
وأوضح أنّ: “التوتير هو جزءٌ من الفوضى المرسومة للمنطقة، ومن هنا يتم رسم السيناريوهات للبنان وسوريا”، مفيدًا بأنّ: “الردّ السوري يتمّ بإكتمال التحرير، والدولة قاب قوسين أو أدنى من استعادة كامل محافظة درعا”.
واتفق معه الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، “حسام شعيب”، أن الهدف من وراء التفجير هو: “إعادة سوريا، ولا سيما العاصمة دمشق، إلى الفوضى، ونشر الرعب بين المواطنين، على ضوء عودة اللاجئين والمغتربين، وانفتاح المحيط العربي على سوريا”.
التفجير من مصلحة “إسرائيل”..
بدوره؛ قال أستاذ العلوم السياسية، “مجيد عصفور”؛ إنّ هناك توجيهات من الإسرائيليين بالتفجير؛ بعدما خسروا في “سوريا” و”لبنان”.
وأضاف أنّ: “إسرائيل” تأتي في مقدّمة من لهم مصلحة في تفجير الساحتين: السورية واللبنانية معًا.
كما بيّن “عصفور” أنّ: “ما حدث في لبنان؛ هدفه إضعاف الدولة الرسمية لمصلحة دويلات يُحرّكها بعض القوى الخارجية”.
ورأى أنّ: “الواضح تمامًا أنّ، تل أبيب، فشلت في إقناع واشنطن بتوجيه ضربةٍ إلى إيران”، مضيفًا أنّ: “سوريا لم تُقدّم أي ورقة تنازل، وبالتالي هناك من يُحاول اللجوء إلى التفجير الداخلي”.
رسائل من الخارج للمسؤولين في سوريا..
وقال الخبير الأمني السوري، “محمود عبدالسلام”؛ أن: “هناك رسائل أرادوا إيصالها من الخارج للجهات المسؤولة في سوريا، ولا يمكن تجاهل أن جميع الاستحقاقات الدولية التي جرت سابقًا رافقها سفك للدم السوري؛ وهذا التفجير يأتي بالتزامن مع عمل اللجنة الدستورية، ولو أن ما حققته من إنجازات حتى الآن تبقى شكلية، من جهة أخرى نتائج الانتخابات المزورة في العراق التي تهدف إلى إخراج محور المقاومة منه، أضف إلى ذلك ما فعله، سمير جعجع، في الطيونة، ببيروت، وتهديده لرأس المقاومة، وسوريا طرف في هذه المقاومة؛ لذلك بعد هذا التفجير فإن الدولة السورية مطالبة بالضرب بيد من حديد للمجاميع الإرهابية؛ وإنهاء وجودها في الشمال الشرقي والغربي وتحرير محافظة إدلب بالكامل ودحر المحتل الأميركي والتركي”.