تفاصيل مشادات‎ ‎‏كلامية افشلت الاتفاق على الموازنة  ‏

تفاصيل مشادات‎ ‎‏كلامية افشلت الاتفاق على الموازنة  ‏

كشف مصدر قريب من طاولة مباحثات المسؤولين الماليين في الحكومتين المركزية ببغداد ‏والكردستانية بأربيل والتي جرت في العاصمة العراقية امس وفشلت في التوصل الى اتفاق بصدد ‏المصادقة عل الموازنة العامة للبلاد لعام 2013 ان انلقاشات كانت حامية بين الطرفين وشهدت ‏مشادات كلامية.‏

واكد ان التوتر كان حاضرا في حين غلبت حدة الحوار اللهجة بين اطراف المباحثات وفيما رفض ‏رئيس اللجنة المالية حيدر العبادي منح مبالغ عن شهرين لم يصدر بهما الاقليم برميل نفط واحد سأل ‏رئيس البرلمان اسامة النجيفي وزير الثروات باقليم كردستان آشتي هورامي عما اذا كان قادما ‏للتفاوض او لوضع الشروط؟. ‏
ونقل المصدر جزءا من الحوار الذي دار بين رئيس اللجنة المالية حيدر العبادي ووزير الثروات ‏الطبيعية في الاقليم آشتي هورامي من جهة وبين وزير النفط العراقي كريم لعيبي ووزير الثروات ‏آشتي هورامي من جهة ثانية فيما اثار تساؤل رئيس البرلمان اسامة النجيفي دهشة الحاضرين.‏
وبحسب المصدر فان العبادي خاطب هورامي قائلا “من غير الممكن ان نعطي مبالغ العطل والتوقف ‏لمدة شهرين والذي ما تم تصدير النفط فيها”.. فأجاب هورامي “حتى هذه الايام نريد مبالغها، الشهرين ‏الاخيرين نعتبرهم شهري انتاج” في حين انه لم يتم تصدير اي برميل نفط خلال الشهرين الاخيرين.‏
وهنا تساءل النجيفي  بحسب المصدر متعجباً وموجها حديثه لهورامي”هل اتيت للتفاوض ام لوضع ‏شروط فقط؟” فأجاب هورامي “نحن جئنا للتفاوض وهذه مستحقاتنا .. نريد 4.2 مليار دولار ولانقبل ‏بأقل من ذلك”.‏
وفي حوارية ثانية لم تخلوا من التوتر أعاب هورامي على وزارة النفط الاتحادية توقيعها عقوداً مع ‏شركات نفطية بمستوى متدني وبمبالغ استخراج عالية فرد عليه وزير النفط في الحكومة الاتحادية ‏كريم لعيبي “لا تدخل نفسك في امور لاتعنيك وهذا مو موضوع نقاشنا”. واضاف لعيبي “نحن وقعنا ‏لمدة خمسين سنة وانتم تقيسون لمدة ثلاثة سنوات” وقال “صدرتوا نفط بقيمة 10 مليارات دولار ‏حسب احصائيات الاقليم ولم تسلموا الدولة الاتحادية الا اربعة مليارات .. ولايمكن ان نعطيك قيمة ‏‏400 الف برميل يومياً من نفط البصرة” فيجيب هورامي “عداد الشركات يحسب حتى وان لم تعمل”.‏
وتتصاعد حدة الحوار حتى يتهم وزير النفط كريم لعيبي اقليم كردستان العراقي بالاستمرار بتهريب ‏النفط الى ايران وتركيا وخلص الى القول “بإستمرار انتوا ولحد اليوم تهربون النفط الى ايران وتركيا ‏ونحن هنا لسنا بصدد مناقشة طبيعة العقود .. جئنا نناقش آلية دفع المبالغ”. من جهته رد اشتي ‏هورامي محاولا شرح وجهة نظر الاقليم بشان مستحقات الشركات النفطية قائلا ان “عدم دفع ‏مستحقات الشركات النفطية تسبب بخسارة كبيرة سيما والمبلغ الاجمالي لكلف الربح والاستثمار يبلغ ‏‏4.2 مليار دولار”. واضاف   “نحن متفقون على مبدأ التدقيق وليس على مبدأ اقرار الدفع وفي حالة ‏دفع مستحقات الشركات سنكون ملزمين باسترجاع المبالغ الاخرى للشركات”. وهنا أجاب رئيس ‏ديوان الرقابة المالية عبد الباسط تركي   هورامي قائلا “لانستطيع صرف اي مبلغ لا يوضع له ‏تخصيص بالموازنة الاتحادية او بمنح سلف من دون تخصيص فقرة بالموازنة الاتحادية”.. في حين ‏قال وزير التخطيط وزير المالية وكالة علي شكري انه “هناك تفاوت بين ما يطالب به الاقليم من ‏مستحقات مالية للشركات النفطية وارقام ديوان الرقابة المالية” كما نقل عنهم موقع “المسلة” المقرب ‏من المكتب الاعلامب لمجلس الوزراء العراقي.‏
واستمر الاجتماع لمدة ست ساعات وشهد عقد ثلاث جولات تفاوضية وتم ابعاد الصحافيين عنها بعد ‏ارتفاع حدة التوتر في الحوارات بين المجتمعين قبل ان ينفض اجتماعهم بعدم التوصل الى صيغة ‏مرضية لجميع الاطراف بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان بما يتعلق بمستحقات ‏الشركات الاجنبية النفطية واسلوب الدفع وكميات التصدير حيث تعذر على المجتمعين الخروج ‏بصيغة نهائية لاقرار الموازنة . لكنه جرى الاتفاق بشكل مبدئي على ترك هذا الملف جانبا وان يتم ‏الاتفاق عليه بشكل كامل خلال الايام المقبلة فيما وجهت هيئة رئاسة مجلس النواب بعقد جلسة يوم ‏الاثنين المقبل لغرض التصويت على الموازنة الاتحادية على ان يناط القرار النهائي لاعضاء المجلس ‏من خلال التصويت.‏
‏ وبعد ساعات من فشل الاجتماع قال رئيس حكومة اقليم كردستان نيرفان بارزاني خلال اجتماع ‏لحكومته في اربيل الشمالية أن الحكومة العراقية لم تضع مستحقات الشركات الأجنبية العاملة في إقليم ‏كردستان في قطاع النفط ضمن قانون الموازنة المالية للعام الحالي. وأضاف “أن حكومة إقليم كردستان ‏تؤكد على ضرورة تنفيذ تلك الإتفاقية الموقعة بين حكومة إلاقليم والحكومة الإتحادية الخاصة ‏باستحقاقات تلك الشركات والتي بموجبها يفترض دفع تلك الإستحقاقات من قبل الحكومة العراقية” ‏والبالغة 4.2 مليار دولار.‏
وحول تقارير اشارت الى توجيه بغداد دعوة له لزيارتها أكد بارزاني قائلا “أن زيارة بغداد لا تحتاج ‏لأية دعوة لأننا نعيش في بلد واحد ومتى ما إستدعت الضرورة من أجل معالجة القضايا والحوار فنحن ‏مستعدون للزيارة ولدينا مشاكل مع بغداد ويجب حل هذه المشاكل ولذلك فمما لا شك فيه تبادل ‏الزيارات ضروري لذلك متى ما إستدعت الأمور وتحديد الوقت المناسب سنقوم بزيارة بغداد”. ‏وأوضح قائلا “لن نرفض الحوار ونجدد التأكيد بأننا سنقوم بالزيارة في الوقت المناسب ومتى إستدعت ‏الضرورة من أجل معالجة القضايا العالقة”.‏
‏ وانهارت مباحثات جرت في بغداد امس مع وفد يمثل حكومة اقليم كردستان هدفت الى انهاء ‏الخلافات حول موازنة العراق العامة لعام 2013 بعد فشل الوفد في تقديم وثائق رسمية تؤكد تحويل ‏الاقليم 9 مليارات دولار من عائداته النطية الى خزينة الحكومة المركزية .‏
وكان مجلس النواب العراقي فشل الاثنين الماضي للمرة الرابعة في التصويت على موازنة البلاد وحل ‏ازمة الموازنة التي بلغت قيمتها 118 مليار دولار احتلت تخصيصات الطاقة والامن والقوات المسلحة ‏الاولوية فيها لكن ارقامها اشارت الى عجز قيمته 15.5 مليار دولار. وجاء هذا اثر تراجع الاكراد عن ‏تفاهمات سابقة انهت الاعتراضات التي اثارتها كتلتا التحالف الكردستاني والقائمة لعراقية على بعض ‏بنودها. فبعد ان تم التفاهم على دفع مستحقات الشركات النفطية الاجنبية العاملة في اقليم كردستان ‏والبالغة حوالي 4 مليارات دولار من الموازنة ا بالتدريج عاد الاكراد اليوم فطالبوا دفعها مرة واحدة ‏وان يضاف نص بذلك الى مسودة مشروعها. اما بشأن مطالب القائمة العراقية باضافة ملياري دولار ‏الى موازنة مشاريع تنمية الاقاليم فإن اتفاقاً كان حصل مع ممثليها على اضافة فقرة تنص على مناقلة ‏مبلغ ترليون و300 مليار دينار (حوالي مليار دولار) من مشاريع الوزرات الى مشاريع تنمية الاقاليم ‏‏.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة