تفاؤل إيراني بزيارة “شاناهان” .. نهاية شهر عسل القوات الأميركية في العراق !

تفاؤل إيراني بزيارة “شاناهان” .. نهاية شهر عسل القوات الأميركية في العراق !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

توجه وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، “باتريك شاناهان”، إلى “بغداد” في زيارة غير معلنة، بعد يوم واحد من اتفاق الكتلتين الأكبر بالبرلمان العراقي على طرد جميع القوات الأجنبية من البلاد.

وكان تحالف (الفتح) بزعامة، “هادي العامري”، وتحالف (سائرون) بزعامة، “مقتدى الصدر”، قد عقدا اجتماعًا مشتركًا، بتاريخ 11 شباط/فبراير الجاري، لمناقشة أبرز القضايا على الساحة العراقية، والتصديق على قانون طرد القوات العسكرية الأجنبية من البلاد.

وتبدو زيارة وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، إلى “العراق” في هذا التوقيت، مع الأخذ في الاعتبار لأحداث اتفاق بين الكتلتين الأكبر في البرلمان العراقي، أن وجود القوات الأميركية في “العراق” على وشك الإنتهاء بعكس تصورات المسؤولين في “البيت الأبيض”، وبخاصة “دونالد ترامب”. وهذا معناه أن التيارت السياسية العراقية مجمعة، أكثر من أي وقت مضى، على طرد الجيش الأميركي من البلاد.

ومع مراعاة الموجة السائدة بين الكتل البرلمانية العراقية الأخرى بشأن معارضة الوجود الأميركي، يبدو أن المشروع إذا طُرح على البرلمان فسوف يُصدق عليه. والحقيقة، بعد تصريحات “دونالدترامب”، في شباط/فبراير الجاري، بشأن “بقاء الجيش الأميركي في العراق بغرض مراقبة إيران”؛ قد صعدت من المعارضة للوجود الأميركي في “العراق”.

وحال التصديق على قانون طرد القوات الأجنبية من “بغداد”، فسوف تذهب توجهات “ترامب”، لفرض قيود على “إيران” وزيادة الوجود العسكري الأميركي في “العراق”، أدراج الرياح، رغم ما قد يتربت على ذلك من مراقبة أداء “عادل عبدالمهدي” وسياسته بدقة. بحسب صحيفة (الأيام) الإيرانية الإصلاحية.

مسؤولية “عادل عبدالمهدي” الصعبة..

حال تمرير قانون طرد القوات العسكرية الأجنبية من البرلمان العراقي، فسوف يواجه رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، مسؤولية بالغة الصعوبة، لأنه باعتباره المرشد السياسي للبلاد، وكان قد تحدث مرارًا عن بقاء مشروط بمدة للقوات الأميركية، سيكون في موقع المسؤولية عن طرد جميع القوات العسكرية الأجنبية، لاسيما الأميركية من “العراق”.

وكانت بعض التقارير قد تحدثت عن تحول مواقف رئيس “المنطقة الخضراء” العراقية تجاه “الولايات المتحدة”. وفي هذا الصدد يقول “علي البديري”، مندوب تحالف (الإصلاح والتعمير) في البرلمان العراقي: “موقف رئيس الوزراء العراقي من مسألة طرد القوات الأميركية من العراق؛ رهن بقرار البرلمان. وعمومًا يبدو أن الكرة في المستقبل القريب ستكون في ملعب، عادل عبدالمهدي، وسيكون عليه تنفيذ القرار التاريخي بشأن طرد القوات العسكرية الأميركية”.

إخفاء الأوهام الأميركية..

تزامنت زيارة، “باتريك شاناهان”، إلى “بغداد” مع إحتدام المناقشات بشأن طرد القوات الأميركية، وتسعى “أميركا” إلى تهميش مخاوفها، حيال هذا الموضوع، من خلال الربط بين ضرورة ترميم الجيش والقوات الأمنية العراقية وانسحاب القوات الأميركية من “سوريا” وتسكينها في “العراق”.

وقد التقى وزير الدفاع الأميركي بالوكالة مع عدد من المسؤولين العراقيين؛ بينهم “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء، وقال: “أنا شخصيًا أريد الاستماع إلى مخاوفهم والمشكلات السياسية التي يواجهون؛ على أن تتم مراعة هذه المشكلات بشكل واضح في الخطط المتعلقة بالوجود العسكري الأميركي في العراق”.

والتقى “شاناهان”، القوات الأميركية في “العراق”، وناقش معهم مسألة سحب القوات من “سوريا”، وأحجم عن تقديم أي تكهنات زمنية بشأن خروج القوات، بسبب التأثير المحتمل لأجواء الطقس والماء ووجود المدنيين، وقال تعليقًا على احتمالات نقل القوات الأميركية من “سوريا” إلى “العراق”: “سوف أناقش الموضوع مع المسؤولين العراقيين”.

وأعترف، مثل معظم المسؤولين العسكريين والاستخبارتيين الأميركيين، بخطورة احتمالات عودة تنظيم (داعش) الإرهابي ما لم تتخذ الإجراءات التي تحول دون ذلك. وقال: “استمرار دعم القوات الأمنية، هو ما نسعى إليه مع شركاؤنا في التحالف الدولي”.

في الوقت نفسه؛ أصدرت “الخارجية الأميركية” بيانًا مقتضبًا بشأن زيارة “شاناهان” إلى “بغداد”؛ وأن الهدف من الزيارة التأكيد على أهمية سيادة “العراق” ومناقشة مستقبل القوات الأميركية الموجودة في هذا البلد وقراره بشأن آلية انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”.

وكل هذه التصريحات والتقارير؛ إنما تكشف عن هدف الأميركيين من الزيارة وهو مناقشة مسألة طرد العسكريين الأميركيين من “العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة