خاص : ترجمة – آية حسين علي :
بات اسم شركة “هواوي”، المنتجة للهواتف المحمولة وأجهزة التابلت، مرتبطًا بالكثير من الفضائح ما بين التجسس وخرق “العقوبات الأميركية” المفروضة على “إيران” والإحتيال، في الوقت الذي دخلت فيه الشركة حربًا حقيقة غريمها الأساس هو “الولايات المتحدة الأميركية” تحت إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، الذي يستغل كل أذرعته وأدواته من أجل ثني “الصين” – كهدف أساس – والشركات الصينية المنافسة عن التقدم.
ذكر موقع (بي. بي. سي) البريطاني مجموعة من أسباب قلق العالم من شركة “هواوي”، وجاءت كالتالي :
الصين قد تتجسس من خلال “هواوي”..
تتعلق كثير من المخاوف بإمكانية أن تستخدم “الصين” شبكات “الجيل الخامس”، التي تمولها “هواوي” في التجسس، بينما على الجانب الآخر، تنفي “هواوي” أي علاقة لها بالتجسس لصالح الحكومة الصينية، وذكر محللون أن القانون الصيني يجعل من المستحيل على أي شركة رفض دعم الحكومة في جمع المعلومات.
ويؤكد منافسون لـ”الصين” أنه إذا تمكنت “هواوي” من أن تصبح جزءًا من البنية التحتية لـ”الجيل الخامس” للاتصالات في دولة ما، فإنها سيكون بإمكانها التجسس على الرسائل التي تبعث عبر الشبكات ما قد يتسبب في حدوث مشكلات هائلة.
وبينما تجري الشركة الصينية مباحثات مع بلدان العالم من أجل توفير أنظمة تسمح بإطلاق “الجيل الخامس”، الذي يُعد ثورة جديدة في شبكات الهواتف المحمولة وسوف يمتد استخدامه إلى مجالات مختلفة ومتعددة، أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأسبوع الماضي، حالة طواريء وطنية من أجل حماية الشبكات الأميركية من أية “إعتداءات أجنبية”، ويرى محللون للمشهد السياسي أن “هواوي” هي المقصودة من إعلان “ترامب”.
وحتى قبل صدور قرار “ترامب”؛ كانت “الولايات المتحدة” تضغط على حلفاءها الغربيين كي يتجنبوا التعامل مع الشركة الصينية، وتركز الجزء الأكبر من الضغط على دول التحالف المخابراتي المعروف باسم (5 أعين)، والمكون من “الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا”، إذ يوجد تقاربًا كبيرًا بين أجهزة مخابراتها وتتبادل معلومات سرية هائلة في الأغلب عبر “الإنترنت”، وهددت “واشنطن” بالتوقف عن مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع أي من هذه الدول التي تقبل دخول معدات “هواوي”، لـ”الجيل الخامس”.
فضيحة سرقة “ذراع آلي”..
من بين فضائح “هواوي”؛ أن أحد المهندسين العاملين بها متهم بسرقة “ذراع آلي” طورته شركة “تي موبايل” الألمانية، وهو “روبوت” لاختبار الهواتف، بينما أكد الموظف أن الذراع وُضع في حقيبته ونفى قيامه بسرقته، بينما لم تصدق الشركة الألمانية، التي كانت حتى تلك اللحظة مرتبطة بـ”هواوي”، كل المبررات، ووصلت القضية إلى المحاكم.
ويرى محللون أن الموظف ربما يكون قد تصرف بأوامر من جهات عليا في الحكومة الصينية، وكان هذا سبب إلقاء القبض على المديرة المالية لشركة “هواوي”، “مينغ وانزو”، في “كندا” بطلب من “الولايات المتحدة”، العام الماضي.
علاقة الشركة المزعومة بإيران وكذب مديرتها المالية..
تواجه “وانزو” إمكانية تسليمها لـ”الويات المتحدة”، ويقال أن “وانزو” إنضمت إلى مجموعة عمل هدفها مساعدة “إيران” على التغلب على “العقوبات الأميركية”، المفروضة عليها، عبر شركة “سكاي كوم”، ومن بين التهم الموجهة لـ”وانزو”، إبنة مؤسس شركة “هواوي” أنها كذبت على البنوك الأميركية بشأن التعاملات التجارية بين الشركة و”إيران”، وبينما تصر “وانزو” على نفي كل التهم الموجهة لها، تواجه خطورة السجن لمدة 30 عامًا إذا ما قامت السلطات الكندية بتسليمها لـ”الولايات المتحدة”.
إنتاج شاشات مطلية بـ”الألماس” المحظور..
لم تنته مشكلات “هواوي” مع الحكومة الأميركية عند هذا الحد، إذ اتهمت أيضًا بخرق المعاهدة الدولية لتجارة الأسلحة، إذ قامت الشركة بإنتاج عينة زجاجية مطلية بـ”الألماس” غير قابلة للكسر تقريبًا، بينما يعد “الألماس” مقيدًا لإمكانية استخدامه في صناعة أسلحة الليزر، لكن تصنيع هاتف بشاشة غير قابلة للكسر يعد ميزة هائلة وقد يفتح بابًا جديدًا مليئًا بالخير لأي شركة تنتجه.
سلوك الولايات المتحدة مع الدول الأخرى..
ذكر الموقع أن عدد من الخبراء يرون أن خوف “الولايات المتحدة” من تكنولوجيات التجسس قد ينبع من سلوكها مع الدول الأخرى، وكشف الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية، “إدوارد سنوادن”، أنه خلال عدة سنوات نفذت وكالات التجسس الأميركية عمليات قرصنة لمعلومات تابعة لشركات التكنولوجيا الرئيسة داخل “الولايات المتحدة”، من بينها “غوغل” و”ياهو” وحاولوا منع تقنية التشفير.
وحذر الخبراء من تأثير قرارات “واشنطن”، ضد “هواوي”، على الاقتصاد الأميركي، وأوضحوا أنها لن تسهم سوى في إجبار “الولايات المتحدة” على قبول بدائل أسوأ وعالية التكلفة، وهو الأمر الذي سوف يجعل البلاد متخلفة عن قطار “الجيل الخامس”، ومع الوقت سوف تتضرر مصالح الشركات والمستهلكين الأميركيين.
بريطانيا اتفقت مع “هواوي”..
أشار الموقع؛ إلى أنه بعيدًا عن سيل الفضائح وقرار شركة “غوغل” بسحب رخصة “أندرويد” من الشركة الصينية، ومواقف الرئيس الأميركي لا تزال “هواوي” لاعبًا رئيسًا على المستوى العالمي؛ بعدما استطاعت الإحتفاظ بجزء جيد من المبيعات، ولا تزال “بريطانيا”، أحد أكبر الحلفاء لـ”الولايات المتحدة”، تدرس استخدام منتجات “هواوي” لـ”الجيل الخامس”، وكانت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة، “تيريزا ماي”، قد أقالت وزير الدفاع، أوائل الشهر الجاري، بعد ثبوت تورطه في الكشف عن موافقة الحكومة البريطانية لشركة “هواوي” الصينية بتوفير البنية التحتية “غير الأساسية” مثل الهوائيات، لشبكة “الجيل الخامس” للاتصالات في “المملكة المتحدة”.