خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في الوقت الذي يحضر فيه الرئيس الفلسطيني، “محمود عباس”، مؤتمر “نصرة القدس” بالقاهرة كخطوة من خطوات التأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى فلسطينية “القدس”، يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، عن قرارات استفزازية للفلسطينيين والعالم كله؛ وهو: “نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس سيتم في غضون عام”.
صحيفة (تايمز أوف إسرائيل)، نقلت عن “نتنياهو” قوله: “تقييمي المؤكد هو أنها ستنتقل بأسرع مما يعتقد الناس، في غضون عام من اليوم”.
في حين لم يوضح “نتنياهو” الأساس الذي بنى عليه تقييمه، ولكنه اعتبر أن هذا ضمن سلسلة من التحركات السياسية التي “لم تحدث من قبل”، وتتضمن موقف الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”.
ويشار إلى أن تقييم “نتنياهو” يختلف عن مسؤولين أميركيين سابقين كانوا قد تحدثوا عن أن نقل السفارة قد يستغرق ما لا يقل عن ثلاث أو أربع سنوات، لما تتطلبه التجهيزات الأمنية وغيرها من وقت.
وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد أعلن، في كانون أول/ديسمبر الماضي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأعطى أوامر بالبدء في إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وأثار قرار “ترامب” سلسلة تظاهرات احتجاجية ومواجهات على الأرض في الأراضي الفلسطينية، تسببت في استشهاد نحو عشرين فلسطينياً، واجتاحت الاحتجاجات والمظاهرات مختلف المدن العربية والإسلامية والعالمية منددة بقرار “ترمب”.
“ترامب” ينفي تصريحات “نتنياهو”..
على الفور، نفى “ترامب” ما تردد عن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى “القدس” خلال عام، وذلك بعدما صرح “نتنياهو” بذلك.
تجميد نصف مخصصات “الأونروا”..
بالتوازي مع ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن تجميد أكثر من نصف المخصصات المالية المحولة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، موضحة إنها ستقدم مبلغ 60 مليون دولار فقط كمساعدة للفلسطينيين من أصل 125 مليون دولار، وستأجل النظر فى الأموال المجمدة مستقبلاً شريطة تنفيذ تغييرات جوهرية بمؤسسة “الأونروا”.
ليس معاقبة وإنما لإعادة التقييم الجذري..
أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، “هيذر ناورت”، أن واشنطن تتطلع إلى حدوث عملية إصلاح في الوكالة، موضحة أن الهدف من الإستقطاع “ليس معاقبة أحد؛ إلا أن طريقة عمل الوكالة الأممية التي تدعم معظم سكان قطاع غزة بحاجة لإعادة تقييم جذري”.
وكان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، قد هدد في تغريدة له على موقع التدوين العالمي (تويتر) بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، قائلاً: “نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنوياً ولا ننال أي تقدير أو احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل”، على حد قوله .
أسوأ أزمة تمويل في تاريخ الوكالة..
كما أكد المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، (أونروا)، على أن قرار الولايات المتحدة بتجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة للوكالة، سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل للوكالة منذ تأسيسها.
وقال “كريس غونيس”: إن “الولايات المتحدة أعلنت أنها ستساهم بمبلغ 60 مليون دولار أميركي لميزانية البرنامج، حتى هذه اللحظة، لا يوجد أي مؤشرات أخرى على تمويل محتمل”.
وأشار “غونيس” إلى أن “هذا التخفيض الكبير في المساهمة سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل في تاريخ الوكالة”.
يستهدف إلغاء قضية اللاجئين..
الأمين العام للجامعة العربية، “أحمد أبو الغيط”، أكد في كلمة ألقاها، الأربعاء 17 كانون ثان/يناير 2018، خلال مؤتمر الأزهر “لنصرة القدس”، على أن القرار الأميركي بتجميد الأموال المخصصة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، (أونروا)، يستهدف “إلغاء قضية اللاجئين”.
واعتبر أن هذا القرار “لا يأتي بمعزل عن قرار الاعتراف بالقدس، هذا القرار يستهدف التعليم الفلسطيني والصحة الفلسطينية وإلغاء قضية اللاجئين”.
وأشار إلى أن إسرائيل أعلنت قبل أيام “عن مزيد من (بناء) المستوطنات، أي سلب الأرض”، معتبراً “أن الإسرائيليين يعملون طبقاً لمخطط تشاركهم فيه وتساعدهم عليه الولايات المتحدة، القدس، اللاجئين، الأرض”، وقال: “علينا نحن العرب أن نتصدى”.
بناء أكثر من 1100 وحدة استيطانية..
كانت إسرائيل قد أعطت الضوء الأخضر لبناء أكثر من 1100 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وفق “منظمة السلام الآن” المناهضة للاستيطان.
وبحسب المنظمة، فإن هذه الوحدات تقع أغلبها في مستوطنات داخل الضفة الغربية المحتلة، خارج الكتل الكبرى، التي تقول إسرائيل إنها ستبقي عليها في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين يرعى حل الدولتين.
وخلال زيارة “نتنياهو” للهند، دعا إلى تصفية الـ”أونروا” وإخضاع خدمة اللاجئين الفلسطينيين لـ”مفوضية شؤون اللاجئين” في الأمم المتحدة.
ويمثل بقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، بعد سبعين عاماً من النكبة الفلسطينية، صداعاً ليس لـ”نتنياهو” فقط بل للمشروع الصهيوني برمته وحرجاً أخلاقياً أمام المجتمع الدولي.
تصفية القضية الفلسطينية..
يرى البعض أن التوجه لتصفية الـ”أونروا”، والذي بدأ بخطوة إدارة “ترمب” تجميد أكثر من نصف مساهمتها، ربما يأتي في سياق التمهيد الأميركي العام لما وصف بتصفية القضية الفلسطينية.
يشار إلى أن الـ”أونروا” تقدم خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني، ولها 711 مدرسة و143 عيادة، ويرى الشارع الفلسطيني في التقليص الأميركي استهدافاً لإرادته بالأساس.
المخرب الانتحاري..
من جانبها، شنت الصحف الإسرائيلية هجوماً حاداً على الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الذي تسبب مؤخراً في انقلاب المجتمع الدولي ضد إسرائيل وشبهتهه صحيفة (هاأرتس) العبرية بـ “المخرب الإنتحاري”، وأن المتفجرات التي بحوزته ستنفجر في وجه إسرائيل.
يفجر الأوضاع الإنسانية..
أكدت الصحيفة الإسرائيلية على أن تجميد أكثر من نصف المساعدات الأميركية الموجهة لوكالة الـ”أونروا” لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين سيفجر الأوضاع الإنسانية في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية وغزة والأردن، التي تضم أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، كما ستدخل لبنان في حالة من الذعر لوجود حوالي 175 ألف لاجئ فلسطيني بها.
وأوضحت أنه سيتحتم على الحكومات الفلسطينية والأردنية واللبنانية إكمال الثغرات وتوفير مستوى معيشي مقبول وتقديم خدمات إجتماعية وصحية وتعليمية للاجئين، الأمر الذي يشكل عبئاً كبيراً على هذه الحكومات نتيجة المساعدات للاجئين السوريين أيضاً الذين يحصلون على تمويل أيضاً من الأمم المتحدة.
ستؤدي إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل..
حذرت صحيفة (هاأرتس) من سياسة “ترامب”، التي من الممكن أن تؤدي إلى مواجهه شامله مع إسرائيل، إذ أن المجتمع الدولي لن يقبل تفسيرات حكومة الإحتلال لتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وإستمرار الحصار وإنهيار المستشفيات في غزة وعدم قدرة نظام المياه على العمل.
وتابعت أن المجتمع الدولي لن يقبل مبررات إسرائيل، فيما يخص جزء “حماس” واستمرار الاستعمار في بناء الجدار الفاصل والكشف عن الأنفاق في حال تدهورت الأوضاع وفاضت مياه المجاري في مخيمات اللاجئين وأنتشرت الأوبئة وأنهارت المستشفيات.
وأعربت الصحيفة الإسرائيلية عن خشية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من مشاكل البنية التحتية، التي لها عواقب وخيمة، مثل مزيد من إنقطاع التيار الكهربائي وإنتشار الأمراض المعدية التي لن تتتوقف عند الحاجز الفلسطيني وستعبر بالتأكيد للجانب الإسرائيلي إذا ما قامت جماهير من المدنيين الفلسطينيين بطرق بوابات السياج طالبين النجدة الإسرائيلية من أزمة إنسانية حقيقية.
وأختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بسؤال: “هل سنقف متفرجين في حالة إنهيار المستشفيات والبنى التحتية الفلسطينية.. وهل ستعترف الحكومة الإسرائيلية بأن مواجهة أسلحة حماس ستكون أصغر مشاكل إسرائيل فى هذا الوقت ؟”.
يبحث إمكانية فرض سيادة عسكرية على أحياء سكنية فلسطينية..
للمزيد من السيطرة، يفحص جيش الإحتلال الإسرائيلي في هذه الأيام إمكانية فرض سيادته العسكرية على أحياء سكنية فلسطينية في “القدس” المحتلة لتكون تحت مسؤوليته الأمنية، ويدور الحديث عن الأحياء المقدسية التي عزلها جدار الفصل العنصري عن المدينة المحتلة، بما في ذلك “مخيم شعفاط” للاجئين و”كفر عقب” ومراكز سكانية أخرى.
وعلى الرغم من أن هذين الحيين يقعان داخل حدود بلدية الإحتلال بـ”القدس”، فقد تم عزلهما جغرافياً منذ إنشاء الجدار، وأصبحا في الواقع مناطق من الفوضى والفقر والعنف بسبب الإهمال المتعمد لسلطات الإحتلال.
ووفقاً لصحيفة (هاأرتس) فإن أحد الخيارات التي تم بحثها في الجيش الإسرائيلي؛ هو تغيير في القطاعات العاملة في الضفة الغربية المحتلة، حيث يتوسع “لواء السامرة” المسؤول عن قطاع “نابلس” جنوباً، في حين أن “لواء بنيامين” المسؤول عن قطاع “رام الله” سيكون مسؤولاً عن هذه المناطق.
وفي هذه المرحلة لم يتضح بعد طبيعة السيطرة العسكرية على هذه الأراضي، وما إذا كانت ستكون ذات صلة بالمناطق المدنية. ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم تقسيم المسؤولية بين الجيش وشرطة الإحتلال الإسرائيلية المكلفة حالياً بإنفاذ القانون في هذه الأحياء.