22 ديسمبر، 2024 2:09 م

“تسونامي البرمجيات الخبيثة” .. العالم في أيدي القراصنة ولإسبانيا نصيب الأسد !

“تسونامي البرمجيات الخبيثة” .. العالم في أيدي القراصنة ولإسبانيا نصيب الأسد !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تواجه كثير من بلدان العالم ما سُمي، بـ”تسونامي البرمجيات الخبيثة”، وبات القراصنة على قدر كبير من الدقة والكفاءة بدرجة تفوق ما توصلت إليه الدول، وكانت أول مرة يعرف فيها العالم البرمجيات الخبيثة في ولاية “تكساس” الأميركية، ثم باتت تُنفذ في كل دول العالم.

وشهد العام الجاري ارتفاعًا كبيرًا في معدلات استخدام “برامج الفدية” في العالم، بينما كان لـ”إسبانيا” نصيب الأسد؛ إذ وصل معدل الزيادة، خلال العام الجاري، إلى 500% مقارنة بعام 2018، وهي برامج خبيثة تُمكن القراصنة من السيطرة على جهاز الحاسوب لإجبار صاحبه على دفع فدية لهم، وتستخدم هذه العمليات أحيانًا بهدف تشتيت الإنتباه أو محو آثار احتيال سابق، ورغم أن القراصنة يخشون الفشل إلا أنه ليس هناك أسباب تدفعهم إلى التوقف عن المحاولة لأنه ببساطة لن يخسروا أي شيء.

دول تهاجم دول..

كشف خبراء بـ”المركز الوطني للتشفير”، التابع لمركز الاستخبارات الإسبانية، أن قراصنة روس وإيرانيين وصينيين وكورييين نفذوا عمليات قرصنة إلكترونية ضد مؤسسات وشركات إستراتيجية إسبانية على مدار الأشهر الماضية، وأشار المركز إلى أنه يشك في أن بلدانهم تقف خلف هذه العمليات بالتحريض والدعم، وكانت شركات ملاحة دولية ومحاماة وبنوك، إلى جانب مؤسسات حكومية قد تعرضت لنحو 36 عملية قرصنة خلال الأشهر الماضية.

وكان المركز قد حصل على معلومات، في تشرين ثان/يناير الماضي، تفيد بتعرض شركة ملاحة دولية إسبانية لهجوم بواسطة مجموعة قراصنة معروفة باسم (APT39)، التي ترجعها وكالات استخبارات غربية إلى “إيران”، ووقعت أول الهجمات أواخر عام 2018، كما تعرضت لهجمة أخرى أوائل العام الجاري، إلا أنهم لم يتمكنوا من اختراق أنظمة الحماية بالشركة لذا استخدموا شركة أخرى صغيرة كوسيط من السهل اختراقها.

وفي شباط/فبراير الماضي، أبلغت وكالات استخبارات أجنبية، السلطات الإسبانية، بأن مجموعة (APT33) الإيرانية أيضًا؛ بدأت حملة قرصنة إلكترونية على مستوى عالمي تستهدف مكاتب محاماة تنظر في قضايا عملاء دوليين، من بينهم مكاتب في “إسبانيا”.

الفارق تلاشى..

عادة يتمكن الخبراء من التفريق بين عمليات التجسس الإلكتروني التي تقوم بها دول، والقرصنة التي تستهدف إرتكاب جرائم إلكترونية وينفذها أفراد، لكن أحيانًا يتلاشى الفارق بينهما، وهو ما حدث مع ما نفذته مجموعة (كوبالت غانغ) الكورية الشمالية، ضد بنك إسباني، في شباط/فبراير الماضي، كما تمكنت من اختراق شبكة “سويفت” العالمية، وإصدار أوامر صرف لمبالغ بلغت قيمتها 9 ملايين يورو، ولكن البنك استطاع استعادة الأموال بعد ذلك.

وتلعب “روسيا” في “إسبانيا” أيضًا؛ إذ اكتشف المسؤولون محاولات اختراق وتجسس على مؤسسات حكومة بواسطة برنامج (سناك)، الذي تستخدمه “موسكو” للتجسس على مؤسسات حكومية ودفاعية، في نيسان/أبريل وتموز/يوليو، وتحولت هذه المؤسسة إلى ضحية متكررة للقراصنة الروس.

ورغم أنه لم يتم اكتشاف أية محاولات قرصنة صينية خلال الفترة الماضية، إلا أن “Emissary Panda” استطاع، في نيسان/أبريل من العام الماضي، تشفير 200 غيغا بايت تحوي بيانات عدة شركات تعمل بقطاع الملاحة الإسباني.

وحتى الآن لم يكشف الخبراء عن أية معلومات حول العملية الأخطر التي تعرضت لها “إسبانيا”، وهي اختراق الشبكة الإلكترونية لـ”وزارة الدفاع”، التي اكتشفت في آذار/مارس الماضي، ووصفه خبراء بأنه: “هجوم عدائي للغاية”، وأنه يتمتع بدرجة من التطور لم تتكرر من قبل، وأسفرت التحقيقات التي يجريها أحد القضاة إلى جانب عدد من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات؛ عن التوصل إلى الأشخاص الذين سهلوا إتمام العملية، بينما تشير أصابع الاتهام إلى “روسيا”.

ويستبعد المسؤولون في “المركز الوطني للتشفير” أن يكون هناك تنسيقًا بين مجموعات القراصنة المختلفة رغم أنهم يستخدمون برمجيات خبيثة متشابهة، وحذروا من الدفع مقابل استرداد الجهاز، وأشاروا إلى أنه في بعض الحالات لا يقوم القراصنة برفع أيديهم عن الجهاز حتى بعد الحصول على المبالغ المطلوبة من الضحية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة