“تريزا ماي” .. تحث قادة “الاتحاد الأوروبي” لإتخاذ إجراءات مشددة بشأن الهجمات السيبرانية !

“تريزا ماي” .. تحث قادة “الاتحاد الأوروبي” لإتخاذ إجراءات مشددة بشأن الهجمات السيبرانية !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

في خضم المخاوف المتزايدة بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الخارجية، بما في ذلك في “أوروبا”، ومحاولة الهجمات الإلكترونية، وآخرها على “هيئة مراقبة الأسلحة الكيميائية” في “هولندا”، حثت رئيسة الوزراء البريطانية، “تيريزا ماي”، قادة “الاتحاد الأوروبي” المجتمعين في “بروكسل” على إنشاء نظام عقوبات جديد لمقاومة الحكومات المسؤولة عن الهجمات السيبرانية. ودعت زملائها القادة إلى إتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

وأكدت “ماي”، في حديثها مع قادة “الاتحاد الأوروبي”، على أن الهجمات السيبرانية تؤدي إلى الإضرار باقتصادات الدول، ويقوض ديمقراطياتنا.

وتابعت: “لحماية أنفسنا من الهجوم، يجب علينا فرض عقوبات متناسبة على أولئك الذين سيضروننا.. لذا يجب علينا تسريع العمل على إجراءات الاتحاد الأوروبي التقييدية للرد على الهجمات الإلكترونية وردعها، بما في ذلك نظام عقوبات صارمة”.

وحرصت “ماي” على التأكيد على حقيقة أن “بريطانيا” ستواصل تعاونها الوثيق مع “الاتحاد الأوروبي” في المسائل الأمنية؛ حتى بعد خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي” في آذار/مارس المقبل.

تيريزا ماي” تدق ناقوس الخطر بشأن خبث روسيا..

وقد سلّطت “تريزا” الضوء، مرارًا وتكرارًا، على التأثير الخبيث لـ”روسيا” على الاستقرار العالمي، بما في ذلك خطاب “قصر البيت”، الذي تضمن عبارات شديدة اللهجة في آذار/مارس، وذلك عندما حذرت الرئيس “بوتين”؛ قائلة: “نحن نعرف ما تفعله.. ولن تنجح”. في إشارة منها إلى قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.

ووفقًا لصحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ وقد إنضمت الدول الأعضاء في “الاتحاد الأوروبي” إلى “بريطانيا”، هذا العام، في استجابة دبلوماسية منسقة في قضية مقتل الجاسوس الروسي، “سيرغي سكريبال”، في “ساليسبري” – وهو هجوم يعتقد الآن أنه تم تنفيذه من قِبل ضباط من جهاز الاستخبارات الروسي.

وكانت قد تفجرت أزمة دبلوماسية عنيفة بين “بريطانيا” و”روسيا”، مع إتخاذ “لندن” إجراءات عقابية بحق “موسكو”، إذ طردت 23 دبلوماسيًا روسيًا وأمهلتهم أسبوعًا للمغادرة، كما ألغت لقاءً كان مقررًا الأسبوع المقبل مع وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، وقالت إنها ستجمد أصولاً لروسيين يعيشون في “لندن”، بالإضافة لمقاطعة أعضاء العائلة الملكية ورئيسة الحكومة الوزراء لكأس العالم في “روسيا”.

وتعود جذور المشكلة إلى الرابع من آذار/مارس الماضي، حين عثر شرطي بريطاني على “سيرغي سكريبال”، (66 عامًا)، وهو كولونيل متقاعد في الاستخبارات العسكرية الروسية، وابنته، “يوليا”، (33 عامًا)، على مقعد بمركز تجاري في “ساليسبري”، وكلاهما في حالة حرجة وفاقدان للوعي، وتبين من خلال التحقيقات التي قامت بها أجهزة الأمن أنهما مصابان بتسمم سببه غاز الأعصاب، وهو ما حدا بأجهزة الأمن بـ”بريطانيا” إلى استخلاص أن “روسيا” وراء القصة، وهو ما سبب غضبًا كبيرًا كونه يعتبر إعتداءً على السيادة البريطانية، كما أنها ليست المرة الأولى التي تستعمل فيها الأجهزة الروسية هذا الأسلوب في “لندن”، التي يعيش فيها مليونيرات روس مؤيدين للحكومة؛ وكذلك معارضين.

رئيسة الوزراء البريطانية تتوعد منفذي الهجمات السيبرانية..

يأتي تدخل “تيريزا ماي”؛ بعد قرار وزراء خارجية “الاتحاد الأوروبي”، باعتماد عقوبات جديدة ضد هجمات الأسلحة الكيميائية، في مجلس الشؤون الخارجية في “لوكسمبورغ”.

وقالت: “أعتقد أن لدينا فرصة لإظهار قيادتنا السياسية الجماعية.. لقد أثبتنا خطوات مهمة إلى الأمام ضد التهديدات الصعبة الأخرى، ويجب أن نوضح اليوم أن الأنشطة السيبرانية الخبيثة لا تختلف، سنفرض تكاليف على جميع أولئك الذين يسعون إلى مهاجمتنا، بغض النظر عن الوسائل التي يستخدمونها للقيام بذلك”.

وقد نشرت الحكومتان “الهولندية” و”البريطانية” تفاصيل، هذا الشهر، عن محاولة شن هجوم روسي على الشبكة الدولية للأسلحة الكيماوية، وهي “منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

وجاء الحادث، الذي تم إحباطه بمساعدة مسؤولين في المخابرات البريطانية، بعد أن حاولت “وحدة مكافحة جرائم الإنترنت”، في غابة “Sandworm” في “GRU”، محاولة اختراق “وزارة الخارجية البريطانية” في آذار/مارس الماضي.

وألمحت الصحيفة الأميركية إلى أن قادة “الاتحاد الأوروبي”، بما في ذلك “ماي”، ستدعو إلى إتخاذ إجراءات لمكافحة “الأنشطة غير المشروعة والخبيثة”، التي تمكّنها شبكة الإنترنت قبل الانتخابات الأوروبية، في آيار/مايو 2019، وفقًا لمشروع “بيان القمة”.

يريد “الاتحاد الأوروبي” وضع اللمسات الأخيرة على عدد من قوانين “الأمن السيبراني” قبل الجلسة الأخيرة لـ”البرلمان الأوروبي”، في نيسان/أبريل 2019، بما في ذلك خطة لمنع نشر محتوى الإرهاب عبر الإنترنت.

كما حذر المفوض الأمني للاتحاد الأوروبي، “جوليان كينغ”، شركات الإعلام الاجتماعي، من أنهم قد يواجهون التنظيم دون العمل التطوعي للحيلولة دون تكرار فضائح مثل عندما يتم حصاد بيانات الـ”فيس بوك” دون إذن المستخدمين باستهدافهم سرًا بإعلانات سياسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة