“ترامب” رقص بالسيف السعودي .. فقضى على أحلام صفقة السلاح التركية

“ترامب” رقص بالسيف السعودي .. فقضى على أحلام صفقة السلاح التركية

كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن أول تبعات زيارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” للمملكة العربية السعودية، الأسبوع الماضي، كانت من نصيب تركيا.. حيث ألغت السعودية أضخم صفقة عسكرية معها بعد أن صرفت النظر عن طلب إحتياجها إلى 4 سفن حربية كانت قد سبق وتقدمت به إلى أنقرة، وذلك بعد توقيعها اتفاقيات أسلحة مع الولايات المتحدة بقيمة 110 مليارات دولار.

صحيفة “حريت” التركية قالت إن إلغاء السعودية لطلبية السفن، حرم شركة “ترسانات توزلا”، التي كانت ستنتج السفن، من ملياري دولار، هي في أمس الحاجة إليها.

ولم توضح الصحيفة التركية تاريخ إلغاء الصفقة، والتخلي عن السفن التي كانت ستتسلمها السعودية بعد الانتهاء منها بشكل كامل تقريباً.

رقصة “ترامب – سلمان”..

ذكرت الصحيفة التركية أنه في الأسبوع الماضي قد تصدرت رقصة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” وملك السعودية “سلمان بن عبدالعزيز” بالسيف الرأي العام الدولي، وكان يعلن من خلال هذه الرقصة فرحته الشديدة بعد توقيعه اتفاقية بقيمة 350 مليار دولار من بينها 110 مليارات دولار اتفاقية أسلحة.

السعودية أهم شريك لتركيا..

أشارت الصحيفة “حريت” إلى أنه خلال السنوات الأخيرة أصبحت السعودية أحد أهم الدول بالنسبة لتركيا، فعقب زيارة “أردوغان” إلى السعودية في كانون أول/ديسمبر عام 2015 تأسس “مجلس التعاون الاستراتيجي”.

وفي عام 2016 زار الملك “سلمان” تركيا، وفي العام نفسه زار “أردوغان” الملك “سلمان” في السعودية، وكان للظروف الإقليمية والتطورات السياسية والتخوفات الأمنية نصيب كبير في تطور العلاقات، على حد وصف الصحيفة التركية.

صفقة السلاح الأميركي تدعم أمن الخليج ضد إيران..

وقعت الرياض وواشنطن الأسبوع الماضي صفقات أسلحة بقيمة 110 مليارات دولار، من أصل حزمة اتفاقيات بقيمة 350 مليار دولار، وذلك على هامش زيارة الرئيس الأميركي التاريخية إلى السعودية.

قال عنها مسؤلًا بالبيت الأبيض، 20 آيار/مايو 2017، إن هذه الصفقات ستدعم أمن الخليج فى مواجهة “التهديدات الإيرانية” والإرهاب بالمنطقة، وأن هذه الصفقات تظهر إلتزام واشنطن إزاء المنطقة وتوفر الآلاف من فرص العمل بقطاع الدفاع الأميركي.

يذكر أن “ترسانات توزلا” التركية، تعاني عدة صعوبات منذ عام 2008، حيث يوضح ممثلو القطاع أن الملياري دولار، التي كانت تركيا ستحصل عليها من صفقة السفن السعودية كانت ستحيي المؤسسة والصناعات الجانبية عبر خلق فرص عمل جديدة.

159 مشروعاً مشتركاً..

خلال السنوات الأخيرة، أصبحت السعودية أحد أبرز الشركاء التجاريين لتركيا، حيث ارتفع التبادل التجاري بينهما من مليار دولار في عام 2004 إلى 5.5 مليار دولار حالياً.

ومعلوم أن كلا الدولتين تشغلان مركزًا متقدماً ضمن أهم الدول العشرين في التبادل التجاري على مستوى العالم.

ووفقاً لتقارير رسمية صادرة عن وزارة التجارة والصناعة السعودية، فقد بلغ عدد المشاريع المشتركة بين البلدين حوالي 159 مشروعاً، منها 41 مشروعاً صناعياً، 118 مشروعاً في مجالات غير صناعية تختلف باختلاف نشاطاتها، وبرأس مال مستثمر يبلغ مئات الملايين من الريالات.

ويرصد التقرير، تنامي حجم التبادل التجاري بين البلدين في السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ  حجمه عام (2011) المنصرم، نحو (21747) مليون ريال، حيث بلغت صادرات المملكة لتركيا (12555) مليون ريال، ووارداتها من تركيا نحو (9192) مليون ريال، مقارنة بعام 2006، حيث لم يتعد حجم التبادل آنذاك (10954) مليون ريال، أي أنه زاد بنسبة الضعف خلال خمس سنوات.

“السفينة الوطنية” سبيل تركيا للانضمام إلى نادي السفن الصناعية..

أحد مشاريع التعاون بين الرياض وأنقرة كان مشروع “السفينة الوطنية”، والذي في إطاره تنتج تركيا سفناً حربية لتنضم بهذا إلى نادي الدول المنتجة للسفن الصناعية مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.

الكونغرس الأميركي يعرقل صفقة الأسلحة..

في وقت سابق، قدّم نواب في الكونغرس الأميركي مقترحاً لرفض صفقة الأسلحة التي أبرمها  “دونالد ترامب” في السعودية قبل أيام، ولإجبار المجلس على إجراء تصويت بشأن ما إذا كان ينبغي عرقلة جزء منها. كما أن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تلقّت إخطاراً رسمياً بالصفقة المبرمة في التاسع عشر من آيار/مايو 2017، ويستهدف المشرّعون عرقلة الجزء الذي يشمل “ذخائر دقيقة التوجيه” وغيرها من الأسلحة الهجومية، استناداً إلى ما وصفه البيان المقترح “بدعم السعودية السابق للإرهاب وسجلّها الضعيف في مجال حقوق الإنسان”.

السلاح الأميركي من أفضل أنظمة التسليح في العالم..

خبير الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية دكتور “محمد عبد القادر”، أوضح لـ(كتابات)، أسباب إلغاء الصفقة مع تركيا، فيرى أنه من الواضح أن الصفقة التي عقدتها السعودية مع أميركا بقيمة 110 مليار دولار، صفقة ضخمة سيتم الإنتهاء منها خلال عام  أو عامين علي الأكثر، وذلك لما يتميز به السلاح الأميركي كواحد من أفضل أنظمة التسلح في العالم .

إحياء العلاقات..

مضيفاً “عبد القادر”، أنه يوجد توجه سعودي جاد لإحياء العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، والذي كان متباعداً في فترة الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”، بسبب اتفاقه مع إيران حول برنامجها النووي دون أخذ اعتراضات السعودية على دور إيران الإقليمي في الحسبان، فكانت نقطة خلاف جوهرية بين الطرفين.

عدم وضوح الموقف التركي..

متابعاً “عبد القادر”: “بالإضافة إلى عدم وضوح الموقف التركي، فالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” لم يحضر قمة الرياض، ولم يعلن موقفاً حاسماً واضحاً من موقف الرياض ضد قطر، كما أن الإتصالات التركية الآن على أعلى مستوى مع إيران بعد قمة الرياض، وهو ما يجعلها أقرب إلى المعسكر الأيراني القطري”، لافتاً إلي أن قطر استخدمت المواقع التركية في الهجوم علي السعودية خلال الفترة السابقة، مما يدلل علي هناك توجه تركي واضح للحفاظ على قطر حتى لو كان على حساب مصالحها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة