“ترامب” أول رئيس يتعرض للعزل مرتين .. الهدف منعه من الترشح مستقبلاً !

“ترامب” أول رئيس يتعرض للعزل مرتين .. الهدف منعه من الترشح مستقبلاً !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن رئيسة الكونغرس الأميركي، “نانسي بيلوسي”، وجدت ملازًا مناسبًا لتنفذ رغبتها السابقة في عزل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، “دونالد ترامب”، حيث أكدت للمشرعين، في وقت متأخر من أمس الأحد، إنهم سيصوتون أولاً على قرار، هذا الأسبوع، يدعو نائب الرئيس، “مايك بنس”، والحكومة إلى عزل الرئيس من منصبه قبل الانتقال إلى المساءلة.

وقالت “بيلوسي”؛ في رسالة، إن: “مجلس النواب من المقرر أن يصوت اليوم الإثنين أو غدًا الثلاثاء؛ على قرار يُحث بنس على اللجوء إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي، الذي يسمح له وللحكومة بإقالة الرئيس، إذا كان غير قادر على أداء مهامه الرسمية”.

مضيفة أنه بعد ذلك: “سيمضي مجلس النواب في طرح تشريع المساءلة”.

لمنعه من الترشح مستقبلاً..

وأكدت “بيلوسي”، أن الداعمين لعزل “ترامب”، يهدفون عبر هذا الإجراء، إلى منعه مستقبلاً من الترشح مرة أخرى.

وقالت “بيلوسي”، في مقابلة مع قناة (CBS)؛ نشرت مقتطفات منها أمس الأحد، إن الرغبة في منع “ترامب” من الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية تمثل: “أحد أسباب دعم الناس لعملية عزله”.

وشددت “بيلوسي” على أن مبادرة عزل “ترامب”؛ تحظى “بدعم حاسم” في “الكونغرس”، إلا أنها أشارت إلى أنها تفضل اللجوء إلى التعديل الـ (25) للدستور الأميركي، والذي يسمح بإقصاء الرئيس من السلطة بسبب عجزه عن تنفيذ مهامه.

وتابعت رئيسة مجلس النواب: “للأسف؛ الشخص الذي يقود الفرع التنفيذي للسلطة مجنون؛ فقد رشده، وهو رئيس خطير للولايات المتحدة”.

وأشارت “بيلوسي”، التي تتولى المنصب الـ 3، من حيث الأهمية في “الولايات المتحدة”، إلى ضرورة تحميل “ترامب” المسؤولية عن تصرفاته، في إشارة إلى حادث اقتحام مقر “الكونغرس”، يوم 6 كانون ثان/يناير 2021، من قبل مجموعة من أنصاره، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة للرئيس الحالي.

وسبق أن أكدت مصادر إعلامية عدة؛ أن السياسيين الداعيين إلى عزل “ترامب”، الذي تنتهي ولايته يوم 20 كانون ثان/يناير الجاري، يريدون بذلك منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية، ويخططون لإدراج هذا البند في وثيقتهم.

ومع ذلك؛ أفادت صحيفة (بوليتيكو) مؤخرًا؛ بأن المقربين من “ترامب” يعتقدون أنه لن يترشح عام 2024، رغم أنه قال سابقًا إنه يدرس هذه الإمكانية.

وكانت مجموعة من أنصار الرئيس، “دونالد ترامب”، مساء يوم الأربعاء الماضي، قد اقتحمت مقر “الكونغرس”، خلال عقده اجتماعات لإقرار نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الديمقراطي، “جو بايدن”، وذلك بعد مسيرة جدد فيها الرئيس الأميركي الحالي رفضه الاعتراف بانتصار منافسه.

وتمكنت وحدات الشرطة والقوات الخاصة لاحقًا من تطهير مبنى “الكونغرس” من المقتحمين، ليعلن المشرعون إقرارهم بنتائج التصويت، وأدت هذه الاضطرابات، غير المسبوقة، إلى مقتل 5 أشخاص واعتقال 68 آخرين على الأقل، فيما تعهد “ترامب”، بعد هذه الأحداث، بتنفيذ عملية منظمة لنقل السلطة رغم رفضه القبول بهذه النتائج.

تزايد الضغوط بطلب الاستقالة..

في الوقت نفسه، يستمر الضغط على الرئيس، بما في ذلك من بعض الجمهوريين. أصبح السناتور “باتريك ج تومي”، من ولاية “بنسلفانيا”، ثاني عضو جمهوري في “مجلس الشيوخ” يدعو “ترامب” إلى الاستقالة. وقال “ميك مولفاني”، رئيس الأركان السابق بالإنابة؛ للرئيس وعضو “الكونغرس” السابق من “ساوث كارولينا”، إنه سيفكر في التصويت على مواد العزل إذا كان لا يزال في “مجلس النواب”، وتوقع أن يفعل العديد من الجمهوريين الآخرين نفس الشيء.

اعتبارًا من صباح أمس الأحد، وقع 210 من أصل 222 ديمقراطيًا – ما يقرب من غالبية أعضاء المجلس – على بند الإقالة الذي أعده النائب، “ديفيد سيسلين”، من “رود آيلاند”، و”جيمي راسكين”، من “ماريلاند وتيد ليو” من “كاليفورنيا”. ويتهم “ترامب”: بـ”التحريض عمدًا على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة”.

وبشكل منفصل، خططت “إليانور هولمز نورتون”، وهي ديمقراطية ومندوبة “مجلس النواب” عن مقاطعة “كولومبيا”، التي لا تتمتع بحق التصويت، لتقديم قرار رسمي يوجه اللوم إلى “ترامب”. على الرغم من أن “هولمز نورتون” تدعم المساءلة، إلا أنها جادلت بأنه نظرًا لمقاومة الجمهوريين للمساءلة، فإن اللوم كان: “الطريقة الوحيدة لإرسال رسالة من الحزبين دون تأخير إلى البلاد والعالم بأن الولايات المتحدة دولة”.

استخدام التعديل الـ (25) غير مجدٍ..

بعض الخبراء الأميركيون يعتبرون أنه من غير المرجح أن ينجح الديمقراطيون بمحاكمة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لكنهم قادرون من حرمانه من حقه بالترشح في المستقبل، الأمر الذي سيغلق أمامه الطريق بشكل كامل لولاية ثانية في عام 2024.

واتفق الخبراء الأميركيون، بحسب وكالة (سبوتنيك) الروسية؛ على أن الاقتراح المقدم من الديمقراطيين باستخدام التعديل الخامس والعشرين لدستور “الولايات المتحدة”، والذي يتضمن نقل السلطات إلى نائب الرئيس بسبب عجز رئيس الدولة الحالي عن أداء واجباته، غير مجدٍ.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة نوتردام، “باتريك دينين”: “أعتقد أن الاحتمالات ضئيلة، العزل سيتطلب دعمًا من قِبل نائب الرئيس، مايك بنس، وأغلبية أعضاء الإدارة. في حين أن الولاء للرئيس، ترامب، قد تضاءل، فإن أولئك الذين يريدون الآن إبعاد أنفسهم عنه هم أكثر عرضة للاستقالة من التصويت للعزل”.

وأضاف “دينين”، قائلاً: “حتى لو اتخذ بنس، وأعضاء الحكومة؛ مثل هذا القرار فجأة، فيمكن للرئيس الطعن فيه برسالة إلى الكونغرس. بعد ذلك سوف يستغرق الأمر ما يصل إلى أربعة أيام للحصول على رد من نائب الرئيس والحكومة، ثم دعم ثلثي أعضاء الكونغرس، وهو ما يُقدره الخبير بأنه غير مرجح”.

السعي إلى الصفر..

كما يرى “جيمس كامبل”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “بوفالو”، أنه من غير المرجح أن ينجح التعديل الخامس والعشرون، قائلاً: “أشك في أن معظم أعضاء مجلس الوزراء لا يعتقدون أن الرئيس ترامب حرض مثيري الشغب”.

وأشار إلى أن “ترامب” دعا إلى احتجاج على ما يعتبره الكثيرون مخالفات انتخابية أو تزوير.

وفي السياق نفسه، وصف أستاذ الإدارة العامة بجامعة كورنيل، “ريتشارد بنسل”، فرص نجاح المبادرة بأنها “السعي إلى الصفر”. موضحًا أنه: “ببساطة لا يوجد وقت للمرور بجميع المراحل، حتى لو كان تطبيق التعديل يريده نائب الرئيس. لكنه لا يريد ذلك”.

وفقًا لـ”بنسل”، فإن تصرفات “ترامب” تستحق بالتأكيد عزله، لكن السؤال هو ما مدى معقولية ذلك، مشيرًا إلى أنه: “حتى لو مر الديمقراطيون بذلك، من خلال مجلس النواب، حيث يتمتعون بالأغلبية، فلن يكون لدى مجلس الشيوخ وقت للنظر في الأمر؛ وسيعود مجلس الشيوخ إلى العمل فقط، في الـ 19 من كانون ثان/يناير الجاري، وسيتم تنصيب رئيس الدولة الجديد في اليوم التالي”.

وأضاف “بنسل”، قائلاً: “بالنسبة لهم، فإن اتخاذ الموقف الصحيح من تصرفات الرئيس ترامب، ذلك ما سوف يكون صوابًا، حتى لو كان مجلس الشيوخ لا يستطيع القيام بأي فعل”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة