خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في خطوة تشكل تعقيدًا جديدًا للصراع في “اليمن”، فيما يعتبر أول رد فعل عسكري على هجمات منشآت نفط “أرامكو”، السبت الماضي، قصفت طائرات “التحالف العربي”، بقيادة “السعودية”، أمس، مواقع لـ”الحوثيين” في “الحديدة” المطلة على البحر الأحمر.
فقد أعلنت قيادة القوات المشتركة لـ”تحالف دعم الشرعية في اليمن” تنفيذها، فجر أمس، عملية استهداف نوعية شمال محافظة “الحديدة” ضد أهداف معادية تتبع الميليشيات الحوثية الإرهابية تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وذلك إلحاقًا للبيان الصادر عن القيادة، الخميس الماضي، بشأن اعتراض وتدمير زورق مفخخ ومُسير عن بُعد، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأوضح العقيد الركن “تركي المالكي”، المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، أن الأهداف المدمرة شملت 4 مواقع لتجميع وتفخيخ الزوارق المُسيّرة عن بُعد وكذلك الألغام البحرية؛ حيث يتم استخدام هذه المواقع لتنفيذ الأعمال العدائية والعمليات الإرهابية التي تهدد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بـ”مضيق باب المندب” وجنوب البحر الأحمر.
إنتهاك صريح للقانون الدولي..
وأضاف “المالكي” أن الميليشيا الحوثية الإرهابية تتخذ من “الحديدة” مكانًا لإطلاق الصواريخ (الباليستية) والطائرات من دون طيار والزوارق المفخخة والمُسيّرة عن بُعد، وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائيًاً، في إنتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني وإنتهاكٍ لنصوص (اتفاق استوكهولم) واتفاقية وقف إطلاق النار بـ”الحديدة”.
إلى ذلك، أكد “تحالف دعم الشرعية في اليمن” استمراره في منح التصاريح لجميع الناقلات المتجهة إلى الموانيء اليمنية، وأشار إلى استمرار الميليشيات الحوثية في تعطيل دخول السفن لميناء “الحديدة”.
وأوضح التحالف أن ميليشيات “الحوثي” تعطل دخول السفينتين (لي روبي) و(توروس. إم) المحملتين بمواد غذائية.
كما أفادت مصادر عسكرية يمنية بسقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات “الحوثي” الانقلابية، أمس، بغارات مقاتلات “تحالف دعم الشرعية”.
وأوضحت المصادر أن: “مقاتلات تحالف دعم الشرعية شنَّت عددًا من الغارات في المدخل الشمالي لمدينة الحديدة، واستهدفت مواقع عسكرية وتجمعات للانقلابيين، تشن غارات في المدخل الشمالي لمدينة الحديدة، بالتزامن مع استهداف مواقع مماثلة لميليشيات الانقلاب شرق المدينة”.
مخالفة صريحة لـ”اتفاق السويد”..
من جهتها؛ حذرت “حكومة الإنقاذ الوطني”، المُشكلة في “صنعاء”، “التحالف العربي”، من التمادي في تصعيده بمحافظة “الحديدة” غربي “اليمن”، مشيرة إلى أنه سيكون لذلك تداعيات ونتائج كبيرة.
قال وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني والمتحدث باسمها، “ضيف الله الشامي”، إن: “إعلان دول تحالف العدوان عن عملية عسكرية بالحديدة يُعد مخالفة صريحة لاتفاق السويد؛ وتنصلًا منه بشكل رسمي وهروب واضح من أي استحقاقات مترتبة على ذلك”.
وأضاف: “هذا الإعلان يُعد نتيجة للتواطؤ الأممي في الضغط على الطرف الآخر لتنفيذ خطوات مماثلة لما قام بتنفيذه الطرف الوطني من جانب واحد، بإعادة الانتشار في موانيء الحديدة وبإشراف الأمم المتحدة، والإلتزام بوقف إطلاق النار رغم الخروقات المتكررة والمستمرة من الطرف الآخر”.
واعتبر “الشامي”، بحسب وكالة (سبأ)؛ “المبررات التي يسوقها التحالف للتغطية على الغارات الجوية على محافظة الحديدة؛ ومحاولة تقديم الحديدة على أنها مسرح عمليات قصف السعودية، واهية وغير منطقية ولا يمكن أن تنطلي على أحد مهما حاول العدوان”.
تعسف بحق الشعب اليمني..
وأشار إلى: “أن احتجاز تحالف العدوان للسفن مخالفة واضحة وصريحة للاتفاق؛ بالرغم من حصولها على التراخيص من قِبل الأمم المتحدة وتواجد فريق متخصص من الأمم المتحدة في ميناء الحديدة؛ يثبت أن الهدف من احتجاز السفن هو فرض حصار شامل على عموم الشعب اليمني”.
ولفت إلى: “أن احتجاز السفن والحصار يُعد تعسفًا بحق الشعب اليمني لما يترتب على احتجازها من ارتفاع للأسعار التي يتضرر منها المواطن بالدرجة الأولى”.
وأكد أن: “الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هذا التصعيد واستمرار حصار مدينة الدريهمي واحتجاز السفن”.
ويأتي هذا التطور في الوقت الذي تبحث فيه “الولايات المتحدة” و”السعودية” كيفية الرد على الهجوم على منشأتي “النفط” السعوديتين، والذي تلقي “واشنطن” و”الرياض” بالمسؤولية فيه على “إيران”. وتنفي “طهران” أي دور لها في ذلك الهجوم.
الحلقة الأبرز في تمرير “صفقة القرن”..
تعليقًا على العملية التي شنها التحالف، قال الخبير في الشؤون الإقليمية، “علي المعشني”، إن أهمية “الحديدة” تكمن في أنها تُشكل “الحلقة الأبرز في تمرير صفقة القرن، التي تقوم على شرط السيطرة الكاملة على البحر الأحمر”.
وتساءل “المعشني” عن منطق الانتقام من “اليمن” ردًا على استهداف “أرامكو”، رغم اتهام “إيران” بالوقوف وراء ذلك، موضحًا أن: “الوضع المثالي للرد على إيران كان بعد إسقاط طائرة التجسس الأميركية وناقلة النفط البريطانية، وهو ما لم يحصل”.
وحسب رأيه؛ فإن دول التحالف ومن ورائها، “الولايات المتحدة”، لا يستطيعون الدخول في مواجهة مباشرة مع “إيران”، ما يدفعهم إلى الرد بشكل غير مباشر عبر عملية عسكرية في “الحديدة”.