خاص : كتبت – نشوى الحفني :
بعد أيام قليلة من رفع جماعة (أنصار الله) الحوثية من قائمة الإرهاب، أعلنت “الخزانة الأميركية”، فرض عقوبات على القائدين العسكريين في الجماعة؛ “منصور السعدي” و”أحمد علي الحمزي”.
وقالت “الخزانة الأميركية”، في بيان، إن: “منصور السعدي؛ الذي يشغل منصب رئيس أركان القوات البحرية للحوثيين، هو العقل المدبر لهجمات مميتة ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتلقى تدريبات مكثفة في إيران، كما ساعد في تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن”.
وأضافت أن: “أحمد علي أحسن الحمزي، قائد القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي اليمنية المتحالفة مع الحوثيين، بالإضافة إلى برنامج الطائرات دون طيار، حصل على أسلحة إيرانية الصنع لاستخدامها في الحرب الأهلية اليمنية، وتلقى تدريبات في إيران”.
ووفقًا لبيان “الخزانة الأميركية”: “قامت القوات البحرية، للحوثيين، مرارًا بزرع الألغام البحرية التي تضرب السفن؛ بغض النظر عن طابعها المدني أو العسكري، ونفذت القوات العسكرية التابعة للحوثيين، بقيادة اللواء أحمد علي الحمزي، ضربات موجهة بطائرات دون طيار”.
إطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية..
لذلك، اتهم الناطق باسم جماعة (أنصار الله)، “محمد عبدالسلام”، “الولايات المتحدة”، بإطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية في “اليمن”.
وقال “عبدالسلام”، عبر حسابه على (تويتر)، أمس الأول: “أكثرت واشنطن من التصريحات عن السلام؛ ثم ذهبت إلى ما تدعيه فرض عقوبات”.
وأضاف “عبدالسلام”؛ قائلاً: “هي إذاً تدين نفسها بنفسها؛ بأنها ليست في وارد وقف العدوان وفك الحصار عن اليمن، وأنها وراء إطالة أمد الحرب ومفاقمة الأزمة الإنسانية”.
وقف الهجمات واستئناف مفاوضات السلام..
وقبل يوم من فرض العقوبات، قالت “وزارة الخارجية” الأميركية، إن “واشنطن” تدرس اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز مساءلة قيادة (أنصار الله)، في “اليمن”.
وقال “نيد برايس”، المتحدث باسم “وزارة الخارجية” الأميركية، في تصريحات له، الإثنين الماضي؛ إن: “الولايات المتحدة تدرس اتخاذ خطوات إضافية لتعزيز مساءلة قيادة الحوثيين في اليمن، وإن سلوك قادة الجماعة يجب أن يتغير لإحراز تقدم في تحقيق السلام”، بحسب (رويترز).
وأضاف المتحدث باسم “الخارجية الأميركية”؛ أن بلاده تعتقد أن عملية إيجاد تسوية تفاوضية للصراع في “اليمن” تكتسب قوة دفع بفضل تعاون “السعودية”.
وقال وزير الخارجية الأميركي، “آنتوني بلينكن”، في تصريحات سابقة، يوم الإثنين الماضي، إن على جماعة (أنصار الله)، في “اليمن”، الإقتداء بـ”السعودية” والحكومة اليمنية لإنهاء الحرب.
وأكد وزير الخارجية الأميركي؛ أن “السعودية” والحكومة اليمنية: “ملتزمتان وحريصتان” على إيجاد طريقة لإنهاء الحرب في “اليمن”، ودعا (أنصار الله) للإقتداء بهذا الإلتزام.
وفي كلمة، بعد زيارة مبعوثه إلى اليمن، “تيم ليندركينغ”، قال “بلينكن”، في “مؤتمر تعهدات المساعدات الإنسانية”؛ الذي أقامته “الأمم المتحدة”: “أفاد بأن السعوديين وحكومة الجمهورية اليمنية؛ ملتزمون وحريصون على إيجاد حل للصراع. ندعو الحوثيين للإقتداء بهذا الإلتزام. الخطوة الأولى الضرورية هي أن يوقفوا هجومهم على مأرب”.
ودعا “بلينكن”، جماعة (أنصار الله)؛ إلى وقف الهجمات على مدينة “مأرب”، ودول الجوار، واستئناف مفاوضات السلام مرة أخرى.
وقال الوزير الأميركي، خلال كلمة في “مؤتمر المانحين لليمن”، الإثنين: “ندعو الحوثيين لوقف الهجمات عبر الحدود واسئتناف مفاوضات السلام”.
إستراتيجية أميركية ثابتة..
وحول أسباب فرض “واشنطن” عقوبات على قياديي (أنصار الله)، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، اللواء “عبدالله الجفري”: “نحن ندرك جيدًا أن إستراتيجية السياسة الأميركية ثابتة؛ ويقودها اللوبي الصهيوني، مهما تغيرت الوجوه في البيت الأبيض، ومن يقود أميركا هما الحزبين الجمهوري والديمقراطي منذ فترة طويلة، وهم اليوم يتبادلون الأدوار فيما بينهم لتلميع الصورة المشوهة لأميركا”.
وأضاف، في تصريحات لموقع (سبوتنيك) الروسي؛ أنه: “بعد أن فشل الرئيس السابق، دونالد ترامب، في تحقيق أي انتصارات عسكرية في اليمن، اليوم بايدن يريد تحقيق انتصارات، ولكن عبر الطرق الدبلوماسية والسياسية، والتي أصبحت اليوم مفضوحة، ونحن نعلم أن العدوان على اليمن في الأساس هو عدوان أميركي تم إعلانه من داخل البيت الأبيض؛ على لسان وزير الخارجية الأسبق، جون كيري، واليوم عندما يتحدث بايدن عن ضرورة وقف الحرب ووقف تصدير السلاح الهجومي للسعودية، إنما يريد دغدغة المشاعر لكثير من أبناء الشعب اليمني البسطاء حتى يكون هناك تعاطف”.
وتابع: “الحرب اليمنية أعلنت في البيت الأبيض، وفي عهد الديمقراطي السابق، باراك أوباما، وكان بايدن نائب الرئيس وقتها”.
وقال “الجفري”: “ليس من المعقول أن نصدق ما يقال؛ بعد أن فشلوا أكثر من 6 سنوات في الحرب”.
وتابع: “عندما تتحدث الإدارة الجديدة عن شطب (أنصار الله)، من قائمة الإرهاب، وهم يعلمون جيدًا أن الحركة لا يمكن أن تكون إرهابية، فهم يدافعون اليوم عن السيادة وعن الأرض والعرض والحرية والاستقلال والكرامة، والعالم كله يدرك أن (أنصار الله)، هي حركة وطنية ومن أبناء الشعب اليمني؛ تدافع عن الوطن واستقلاله، وهم لا يريدون ذلك”.
عقوبات لا قيمة لها !
مشيرًا إلى أن: “العقوبات الأخيرة، على العسكريين اليمنيين، لن تؤخر ولن تقدم، فهؤلاء القادة لا يريدون الذهاب للخارج وهم يخدمون قضيتهم الوطنية، واليوم العقوبات مفروضة، منذ سنوات، على كافة أبناء الشعب وليس على هؤلاء القادة فقط، أليس الحصار الخانق والمفروض، منذ 6 سنوات، هو عقوبات لا إنسانية تسببت في وفاة أكثر من نصف مليون يمني نتيجة القصف أو الحرمان من العلاج والأدوية، وفق إحصاءات المنظمات الدولية”.
وتابع: “هذه وفق القانون الدولي؛ جريمة إبادة جماعية، فكيف يتحدث الرئيس الأميركي عن الإنسانية وفتح الممرات، في الوقت التي يُحرم فيه ما يقارب 30 مليون يمني من المشتقات النفطية التي يتم احتجازها في المياه الإقليمية اليمنية لأسابيع وشهور؛ رغم حصولها على تصريحات الأمم المتحدة”.
أميركا تدين نفسها..
كما لفت الخبير الإستراتيجي إلى أنه: “إن كان بايدن يريد بالفعل إنهاء الأزمة اليمنية، عليه أن يصدر قرار بوقف الحرب ورفع الحصار، لكن هم يدينون أنفسهم بتلك التصريحات، عندما يتدخل بشكل مباشر، بعد أن فشل في تحقيق أي نصر عسكري طوال السنوات الماضية”.
مضيفًا أن: “شطب (أنصار الله)، من قائمة الإرهاب، بمجرد وصول بايدن يؤكد أنها مدانة بالإرهاب والعدوان على اليمن، ثم يتحدثون عن عقوبات على قادة عسكريين بحجة أنهم يستهدفون دول الجوار ومناطق مدنية وناقلات النفط في الممرات المائية ويهددون الأمن والسلم الدوليين، وهذا كلام لا ينطلي في الحقيقة على أحد، بل هم يريدون التدخل المباشر وتدويل المنطقة وشيطنتها بذريعة إيران”.
لتقويض إطلاق الصواريخ “الباليستية” على “السعودية”..
فيما قال المحلل السياسي اليمني، “أكرم الحاج”: “أعتقد أن القرار الأميركي، بفرض عقوبات على قادة القوات الجوية والصاروخية؛ يهدف إلى تقويض عمليات إطلاق الصواريخ (الباليستية) والطيران المُسير الذي يستهدف المنشآت السعودية، يأتي هذا على نسق تعهد واشنطن، للرياض، بضمان حمايتها من أي اعتداء، والمقصود هنا جماعة (أنصار الله)، التي أزعجت المملكة، التي تقود التحالف العربي للحرب في اليمن”.
مضيفًا: “لقد عمدت إدارة بايدن، منذ اللحظات الأولى لمجيئها، على رفع (أنصار الله)، من قائمة الإرهاب، وهو منحى سياسي كان صائبًا على اعتبار أن الجماعة يجب أن تجلس على أي طاولة تفاوض قادمة، أما ما تم فرضه مؤخرًا على القيادات العسكرية؛ فهو يأخذ منحى آخر، وفي كل الأحوال واشنطن تبحث عن مصالحها من جميع الأطراف بلا استثناء”.
قرار سياسي يستهدف “إيران”..
مشيرًا إلى أن توجهات “بايدن” تختلف كليًا عن سلفه “ترامب”، فهو يريد خوض المعترك السياسي، لأن ما يحدث في “اليمن” هو تحت يد “الولايات المتحدة الأميركية”، كما أن “بايدن” يريد تحييد التحالف الذي تقوده “السعودية” للحرب في “اليمن”؛ والوصول للأطراف مباشرة، وأشير هنا إلى أن الصواريخ (الباليستية) والطيران المُسير هو السلاح الوحيد الذي تمتلكه جماعة (أنصار الله)، للحد من قصف الطيران والدفاع عن أراضيهم.
وأكد المحلل السياسي أن: “المغزى في فرض العقوبات؛ هو سياسي، يستهدف إيران، وقد شاهدنا في التصعيدات الأخيرة، بين واشنطن وطهران، أن الجميع يهدف إلى وضع (أنصار الله) و(حزب الله) اللبناني؛ كنقاط تجاذب دولي في الملف النووي الإيراني”.