خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :
تلتزم الحكومة الشيعية العراقية الحذر الشديد في تعاملها مع كل من “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”؛ فهي لن تغامر بفقدان علاقاتها الاستراتيجية مع “واشنطن”؛ التي يرجع الفضل لها في إسقاط النظام السُني في “العراق” بقيادة، “صدام حسين”، كما أنها لعبت دورًا محوريًا في القضاء على تنظيم (داعش) السُني أيضًا، ولا زالت تربطها بـ”العراق” علاقات استراتيجية.
وعلى الجانب الآخر؛ لا يمكن للحكومة الشيعية، في “بغداد”، أن تتخلص من تدخلات “إيران” أو أن تَحُدَّ من نفوذها السياسي والاقتصادي والأمني في “العراق”. لذا تلتزم “بغداد” بسياسة الحياد الإيجابي؛ ليس فقط مع الدولتين، بل مع حلفائهما في المنطقة.
هل ستنجح الوساطة العراقية ؟
نظرًا لعلاقات “العراق” القوية مع كل من “واشنطن” و”طهران”؛ تحاول حكومة “بغداد”، منذ فترة ليست بالقليلة، لعب دور الوساطة بينهما لإنهاء الصراع الحالي في منطقة الخليج. وبالأمس فقط؛ التقى رئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي”، في مكتبه بالسفير الأميركي لدى بغداد، “ماثيو تولر”.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية، والتطورات السياسية الدولية، بالإضافة إلى السُبل الكفيلة بإزالة التوتر بين “واشنطن” و”طهران”؛ الذي من شأنه أن يهدد مستقبل “العراق”.
وأكد رئيس مجلس النواب العراقي، على دور “العراق” في المنطقة، مشيرًا إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تحقق بعد الانتصار على التنظيمات الإرهابية، مشيدًا بتعاون “التحالف الدولي” مع “العراق”.
واشنطن لن تزج بالعراق في النزاعات الإقليمية..
من جانبه؛ أكد السفير الأميركي، “تولر”، على إلتزام بلاده بالاتفاقية الاستراتيجية بين “واشنطن” و”بغداد”، والحفاظ على استقرار “العراق” وسيادته، وعدم الزج به في أي خلافات إقليمية تؤثر على استقراره وعلاقاته مع محيطه العربي والإقليمي.
العراق صديقًا للجميع !
من جهته؛ كشف رئيس مجلس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، أمس الثلاثاء، عن فحوى زيارته الأخيرة إلى “إيران” واتصاله بوزير الدفاع البريطاني، “بيني موردونت”، أول أمس، فيما أشار إلى أن “العراق” سيلعب دورًا مهمًا في تخفيف التصعيد في المنطقة.
وقال “عبدالمهدي”؛ إن: “الاتصال مع وزير الدفاع البريطاني بحث التوتر في المنطقة، وطرحنا مع روحاني مسألة السفن المحتجزة وشددنا على أهمية تخفيض التصعيد”.
وأضاف، أن: “العراق سيؤدي دورًا مهمًا في تخفيف التصعيد؛ وسيكون صديقًا للجميع”.
وكان رئيس الوزراء العراقي قد زار “طهران” على رأس وفد وزاري ضم عدد من المسؤولين، من بينهم وزير النفط.
بغداد : حصلنا على تطمينات إيرانية !
قال وزير النفط العراقي، “ثامر الغضبان”، أمس الثلاثاء؛ إن “بغداد” تلقت تطمينات من الحكومة الإيرانية بضمان حرية الملاحة في “مضيق هرمز”.
وأضاف “الغضبان”، الذي رافق رئيس الوزراء العراقي في زيارته إلى “طهران”، أن الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، قدم للوفد العراقي تطمينات حول ضمان حرية حركة الملاحة الآمنة في “الخليج العربي” و”مضيق هرمز” و”خليج عُمان”؛ واحترام القانون الدولي الذي يضمن حرية الملاحة الدولية.
وأوضح أن كل الأطراف ملتزمة بعدم التصعيد وتأزيم المواقف الذي ينعكس سلبًا على المنطقة؛ واللجوء بدلًا من ذلك إلى حل المشكلات العالقة بالحوار الهاديء البناء.
العراق هو الخيار الأفضل للعب دور الوساطة..
بالتزامن مع كشف مساعي “بغداد”، للتوسط بين “واشنطن” و”طهران” لإنهاء الأزمة الخليجية، أصدر أمس الثلاثاء، “معهد واشنطن”، المتخصص في الشؤون الشرق أوسطية، تقريرًا أكد فيه أن “العراق” يُعد الخيار الأفضل للعب دور الوساطة بين الجانبين، لافتًا الى أن المرجع الديني الأعلى، آية الله “علي السيستاني”، أبدى موافقته على قيام “بغداد” بهذه المساعي.
ووفقًا للتقرير؛ فان الجميع متفقون على إبقاء الأوضاع على ما وصلت إليه، وعبروا عن إعتقادهم بأن الوضع وصل إلى احتمالين لا ثالث لهما: أحدهما التطور بما يؤدي إلى مستوى الحرب بين “إيران” و”أميركا”، والآخر إمكانية التفاوض والحل السلمي وحل المشكلات القائمة.
وأضاف التقرير؛ أنه: “عدا العراق، فإن روسيا قد تكون لاعبًا مهمًا في الوساطة؛ كونها موضع احترام لدى طرفي النزاع، مستدركًا أن موسكو لا تقوم بهذه المهمة كونها في تنافس مع أميركا في بيع الصواريخ (الباليستية) وتتنافسان على فرض سياساتهما في المنطقة، بالإضافة إلى أن أميركا فرضت عقوبات على روسيا بسبب أحداث جزيرة القرم، لذلك فإن الوساطة الروسية قد تكون ذات وقع ثقيل على الإدارة الأميركية الحالية”.