15 يوليو، 2025 10:23 ص

بعد فيلم “روما” .. أوضاع العاملات في “أميركا” تطرح للمناقشة في الكونغرس !

بعد فيلم “روما” .. أوضاع العاملات في “أميركا” تطرح للمناقشة في الكونغرس !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

عكس فيلم (روما)؛ للمخرج، “ألفونسو كوارون”، الظروف التي تعيش فيها العاملات في المنازل، من خلال شخصية الخادمة، “كليو”، التي جسدتها الممثلة، “ياليتزا أباريسيو”، ولفتت الإنتباه إلى ضرورة التصرف من أجل تحسين هذه الأوضاع.. يعمل في “الولايات المتحدة” حوالي 2 مليون خادمة، أوضاعهن سيئة للغاية.

“روما” لفت نظر الكونغرس للعاملات..

لفت (روما) نظر “الكونغرس” إلى ما يسمى، بـ”وثيقة حقوق العاملات”، وهو قانون من شأنه إتاحة الفرصة للعاملات للحصول على حقوق يحلمون بها منذ سنوات طويلة وأهمها، الحق في العمل لساعات عمل مناسبة والحصول على فترات للراحة وتناول الوجبات، وطلب أجازة مرضية، وتأمين صحي وتقاضي أجورًا بعد التقاعد، وتوفير الحماية لهن في حالة التعرض للملاحقة بعد تقديمهن شكاوى تفيد بتعرضهن لأية إنتهاكات، وتقديم الدعم لضحايا الإعتداءات والعنف الجنسي، وتشكيل مجموعة عمل فيدرالية للإلتزام بهذه الضمانات، وينتظر أو تقوم السيناتور الديموقراطي، “كامالا هاريس”، بتقديم هذا المقترح لـ”الكونغرس”، خلال الأسبوع الجاري.

وصرحت الناشطة، “مونيكا راميرز”، لشبكة (يونيفيسيون) اللاتينية، بأن: “العاملات كن منسيات في القوانين الأساسية للعاملين، على مدار عقود”، وأضافت أنه قبل طرح فيلم (روما) لم يكن يهتم أحد بأوضاع العاملات في المنازل، رغم أنهن لا يقمن فقط بتنظيف المنازل؛ وإنما يقدمن كل أشكال الدعم العاطفي للأسرة.

آلام جسدية ونفسية..

لا توجد أي ذكريات جيدة في ذاكرة العاملة المنزلية، “ديانا لوبيز”، خلال 7 سنوات قضتها في تنظيف الفنادق المملوكة لأسرة ثرية في جنوب “كاليفورنيا”، وأكدت للشبكة الإخبارية أنها تتقاضى أجرًا زهيدًا، وكانت تتعرض للتفتيش قبل مغادرتها للفندق للتأكد من أنها لم تقم بسرقة أي شيء، ولم يسمح لها حتى في الأيام الممطرة بتناول وجباتها في الداخل.

وأضافت “ديانا”، (36 عامًا)، المولودة في “مكسيكو سيتي”، أن: “السيدة كانت تسيء معالمتنا عندما لم نقم بالعمل على أكمل وجه”، وكانت تقول لنا: “أنتم أيها المكسيكيون مثل القمامة”.

وكانت “ديانا” قد هاجرت إلى “الولايات المتحدة”، غير شرعية منذ عام 2003، وهي أم لأربعة أطفال، وتعمل منذ ذلك الحين في أعمال النظافة، وهو عمل ترى أنه شاق للغاية أصيبت بسببة بآلام في الظهر ومرض ضغط الدم، وأضافت أن الألم الأقوى هو الألم النفسي، وأنها لا تزال ترى أحد السيدات اللاتي عملت لديهن في كوابيسها، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى التنازل عن كرامتها من أجل الحصول على الطعام، حتى إنتهت هذه المأساة بتسريحها من العمل بعد علمهم بأنها حامل.

معاملة سيئة لفظيًا وماديًا..

قالت “باتريسيا سالازار”، (55 عامًا)، التي عملت خادمة في ولاية “لوس أنغلوس” لمدة 21 عامًا، إن شخصية، “كليو”، عرضت ما تعتبره إستعبادًا، وأضافت أن المعاملة في بعض الأحيان تفتقر إلى العدل، فرغم ما تقوم به العمالات من رعاية الأطفال أو تنظيف المنازل، إلا أن أصحاب المنازل كثيرًا ما يسيؤوا معاملتهن سواء لفظيًا أو ماديًا.

وأضافت أنها عانت من ضعف الرواتب حتى تعرفت، عام 2013، على منظمة تهتم بحقوق الإنسان عرفت من خلالها أن كونها مهاجرة غير شرعية لا يمنعها من المطالبة بالحصول على رواتب مناسبة، ومنذ ذلك الحين تحولت إلى ناشطة تدافع عن حقوق العاملات، ولم تضيع جهودها هباءً إذ أصبحت ولاية “كاليفورنيا” من الولايات الثمانية التي وضعت قوانين تحمي حقوق هذا القطاع، مثل فرض دفع رواتب على ساعات العمل الإضافية، وهو قانون دخل حيز التنفيذ منذ عام 2014.

يعتبر مجال العمل في المنازل من القطاعات التي تتميز بتدني الرواتب، ويمثل السيدات 96% من إجمالي عدد العاملين في المنازل، وتتراوح أعمار 55% منهم ما بين 23 و49 عامًا، ويبلغ متوسط الدخل السنوي الذي يحصولون عليه من هذا العمل؛ 10210 دولارًا، ويعيش 64% منهم حياة بائسة، و47% منهم مهاجرين غير شرعيين.

وإلى جانب ضعف الرواتب، لا يتمتع سوى 12.2% منهم فقط بتأمين صحي، ويحصل 7% منهم فقط على أجور بعد التقاعد، ويتركز أغلبيتهم في “كاليفورنيا”، (23%)، و”تكساس”، (12%)، و”نيويورك”، (9.9%)، و”فلوريدا”، (9.6%).

ويدافع “التحالف الوطني لعاملات المنازل” عن حقوق العاملات، منذ 12 عامًا، ويبلغ عدد أعضاءه 125 ألف شخص، تعرف “كوارون”، الحائز على جائزة مهرجان الـ”أوسكار” لأفضل إخراج، على التحالف وأطلق بالتعاون معها حملة وطنية للمطالبة بتوفير ظروف عمل أفضل للعاملات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة