خاص : ترجمة – بوسي محمد :
في الوقت الذي قررت فيه كبيرة مسؤولي التشغيل في شركة الـ (فيس بوك)، “شيرل ساندبيرغ”، الاعتذار لمستخدمي الـ (فيس بوك) عن فضيحة “خرق البيانات”؛ التي استهدفت 50 مليون مستخدم لـ (فيس بوك) للتأثير على خيارات الناخبين في مراكز الإقتراع بالانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، للتهدئة من الموقف، وإعادة الثقة بين المستخدمين والشركة بعد أن إهتزت صورتها، وخاصة بعد ما إجتاح هاشتاغ (DeleteFacebook#) موقع التدوين المُصغر، (تويتر)، مطالبين بمسح بياناتهم من الموقع بعد أن وجدوا فيها إنتهاكاً صريحاً لخصوصيتهم، وملاذًا غير آمن على بياناتهم، تصاعدت وتيرة الغضب بسبب إمتيازات الخصوصية الخاصة التي لا تمنح للمستخدمين العاديين.
ثقة مفتقدة.. من الصعب إستعادتها..
قد أثبتت الساعات الثماني والأربعين الماضية؛ أن حتى كبيرة المسؤولين في الـ (فيس بوك)، “ساندبيرغ”، لا تستطيع إعادة صورة الـ (فيس بوك) التي إهتزت حول العالم، حسبما أوردت صحيفة (الغارديان) البريطانية.
يوم الجمعة الماضي، كان الـ (فيس بوك) مرة أخرى تحت النار، سواء خلال اكتشاف أن الشركة لديها معيار الخصوصية من مستويين، (واحد للمديرين التنفيذيين، واحد لكل شخص آخر)، وعلى مدى استخدام برنامج التعرف على الوجه.
أفاد موقع (TechCrunch)، بأن شركة “فيس بوك” قد أطلقت أداة جديدة لإزالة التطبيقات لمساعدتك على حماية بياناتك، إذ تعطي هذه الأداة لمستخدمي (فيس بوك) القدرة على قطع اتصالهم بالتطبيقات التي لا يرغبون في وصولها إلى بياناتهم.
وتعد هذه الميزة الجديدة هي جزء من سلسلة من التغييرات السريعة التي يقوم بها عملاق وسائل التواصل الاجتماعي للتخفيف من آثار “فضيحة تسريب البيانات”.
وأعلن الموقع، عن قيام “مارك زوكربيرغ”، رئيس شركة “فيس بوك”، وغيره من كبار المسؤولين، بمسح رسائلهم من تطبيق (فيس بوك-ماسنغر)، وهو الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في الأوساط التقنية، خصوصًا بعد موجة الغضب التي استهدفت (فيس بوك) بعد اعتراف “زوكربيرغ” بفحص أنظمة الشركة الآلية لرسائل المستخدمين. واعتبر المتخصصون ذلك إنتهاكًا لخصوصية المستخدم.
الرسالة السرية..
أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الشركة أطلقت أداة “الرسالة السرية”، التي تتيح للمستخدمين إرسال رسائل مشفرة ذاتية الإزالة، وحذف الرسائل المرسلة من قبل مدرائه التنفيذيين من صناديق البريد الوارد الخاصة بالمستلمين، دون الكشف عن عمليات الحذف إلى المستلمين أو حتى تسجيل رسالة من أي وقت مضى في المقام الأول.
وهذا يعني أنه إذا أرسل، “مارك زوكربيرغ”، رسالة (Facebook)، فسيكون لديه نسخة إلى الأبد، ولكن إذا أرسل إليك رسالة، يمكنه هو من الوصول إلى “صندوق البريد” الخاص بك والإطلاع عليه، وهو ما اعتبره المستخدمين إنتهاكًا صريحًا لخصوصيتهم.
وتقول إدارة موقع الـ (فيس بوك) إن قرار التغيير الذي تم إجراؤه كان في نيته، بعد تعرض شركة “Sony Pictures”، وهي شركة إنتاج الأعمال التليفزيونية والسينما والتوزيع، لعملية اختراق واسعة لنظام شبكة الكمبيوتر الداخلي في الشركة عام 2014، أدى إلى تسريب رسائل البريد الإلكتروني المحرجة لعدد من المسؤولين التنفيذيين.
وأضافت: “بعد أن تم الإستيلاء على رسائل البريد الإلكتروني من “Sony Pictures” في عام 2014، أجرينا عددًا من التغييرات لحماية اتصالات المسؤولين التنفيذيين لدينا”، أخبرت إدارة الشركة “Facebook TechCrunch”. موضحة أنها فعلت ذلك إمتثالًا كاملاً لإلتزاماتهم القانونية للحفاظ على الرسائل.
شكاوى إلى (FTC).. والشركة لا تتوقف عن الاعتذارات..
أوضحت الصحيفة البريطانية، أن التغيرات التي أجراها موقع الـ (فيس بوك)، التي كان من المقرر أن تُحسن من صورة الموقع أمام مستخدميه، تسببت في نتائج عكسية، إذ انتقد بعض مستخدمي (فيس بوك) التغييرات الجديدة، مثل غياب أي أداة مماثلة للمستخدمين العاديين. فمنذ عام 2016، تمكن مستخدمو الـ (فيس بوك) من إرسال رسائل الإختفاء باستخدام ميزة التشفير في (الماسنغر)، ولكنهم لا يستطيعون تشغيل الأداة بأثر رجعي، ولا يمكنهم مسح أي رسائل مرسلة في الفترة من عام 2016.
وبموجبها اعتذرت الشركة وتعهدت بالتوقف عن حذف رسائل المديرين التنفيذيين، حتى يتمكنوا من توفير نفس الوظائف المتاحة للجميع.
وقال متحدث باسم “فيس بوك”، عبر البريد الإلكتروني: “كان يجب علينا فعل ذلك في أقرب وقت – ونحن نأسف لأننا لم نفعل ذلك”.
لم ترد الشركة، على الفور، على سؤال حول ما إذا كان لديها أدوات سرية أخرى للتنفيذيين ؟.
ووفقا لـ (الغارديان)؛ رفع ائتلاف من مجموعات الخصوصية والاستهلاكية شكوى إلى “لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية”، (FTC)، بحجة أن استخدام الـ (فيس بوك) لبرنامج التعرف على الوجوه ينتهك خصوصية المستخدمين.
وكان الـ (فيس بوك) بالفعل قيد التحقيق من قبل (FTC)؛ بسبب خرق بيانات “كامبريدغ Analytica”. ودافع “روب شيرمان”، نائب مدير الخصوصية في الـ”فيس بوك” عن هذه التكنولوجيا، في بيان: “يمكن للناس أن يختاروا ما إذا كانوا سيسمحون بهذه التكنولوجيا أم لا، ويمكنهم تغيير رأيهم في أي وقت”.
وقد أعلن (فيس بوك)، في آخر محاولاته لإرضاء الجمهور، قواعد جديدة للإعلانات السياسية لمعالجة الجدل الدائر حول التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، والتي عصفت بالشركة.
وقالت “ساندبرغ”؛ لصحيفة (فاينانشيال تايمز): “لقد إرتكبنا أخطاء، وهناك بعض التقنيات التي نحتاج إلى تغييرها في هذه الشركة”.