5 مارس، 2024 3:04 ص
Search
Close this search box.

“السوشيال ميديا” .. طريدة أوروبا لمنع الأخبار الكاذبة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

ربما تناسى مستخدمو صفحات التواصل الاجتماعي المتنوعة فضيحة تسريبات البيانات والمعلومات الخاصة بالملايين منهم؛ التي كشف عن كثير من تفاصيلها مطلع آذار/مارس 2018.. لكن ثمة من لم يترك الأمر يمر، ليس فقط دون تحقيقات، وإنما بإتخاذ خطوات جماعية حاسمة من شأنها حصار تلك التلاعبات في مواقع “السوشيال ميديا” خوفاً من تداعياتها السياسية والاقتصادية !

تغيير الوعي وتوجيه الرأي العام..

فقد تأكد الآن أن هناك شركات كل مهمتها أن تعمل على تغيير الرأي العام؛ باستخدام إعلانات زائفة وأخبار ملفقة، خاصة في الحملات الانتخابية المؤثرة في بلدان عدة.. وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي أتت بالرئيس “الجمهوري” – غريب الأطوار – “دونالد ترامب”، وخسارة منافسته، “هيلاري كلينتون”.

تصعيد اللهجة..

فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا؛ فإن “الاتحاد الأوروبي” يبدو أنه إتخذ قراراً بتصعيد اللهجة ضدها وتطبيق غرامات إذا ما ثبت أن هذه الشركات تروج أو تساعد أو حتى لا تقدم نوعاً من الحماية للعملاء تجاه هذه الاختراقات والأخبار الزائفة، التي تظهر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

فعندما جرى الحديث عن اختراق 50 مليون حساب على الـ (فيس بوك)، من خلال إحدى الشركات، “كامبريدغ أناليتيكا”، قال المسؤولون، في “فيس بوك”، إن العدد ليس فقط 50 مليون؛ بل زاد إلى 87 مليون مستخدم، جرى اختراق حساباتهم لأغراض سياسية.

قواعد جديدة وغرامات قاسية..

“الاتحاد الأوروبي” مجتمعاً قرر الوقوف في وجه تلك الأخبار الزائفة، معلناً إتخاذ خطوات صارمة مع شركات التكنولوجيا عن طريق فرض قواعد لمكافحة المعلومات والأخبار الزائفة، فضلاً عن إجراءات ضد شركات التواصل الاجتماعي.

يضاف إلى ذلك بعض الخطوات التي يجب أن تقوم بها هذه الشركات، فعلى سبيل المثال بالنسبة لـ (غوغل)؛ يبدو أنه سيكون هناك تغيير في الشكل “الخوارزمي” المعتمد من قبل هذه الشركات؛ لمنع وصول هذه الأخبار الزائفة.

“ألمانيا” بدورها تدرس فرض غرامة مالية، قدرها 50 مليون يورو، على الشركات وحتى على المكاتب التمثيلية للشركات الأميركية المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي، إذا ثبت أن هذه الشركات لا تساعد أو لا تمنع وصول هذه الأخبار “الملفقة”.

التصدي للأخبار التي تحض على كراهية الأجانب..

فيما يتعلق بالأمور التي وضعها “الاتحاد الأوروبي” كذلك في هذا الإطار؛ مراجعة محتوى تلك الأخبار وأن تكون خالية من المحتوى الإرهابي والأخبار الملفقة، ونقطة أخرى تمت إضافتها؛ هي بث إعلانات أو أخبار من شأنها إحداث عملية، “رهاب”، من الأجانب المقيمين في أوروبا أو من يأتون لزياتها.

وهو ما أعلنه بشكل صريح الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، بالعمل على إصدار قانون إلزامي بحظر بث ونشر الأخبار الملفقة والزائفة !

إرتباك كبير..

بالإنتقال إلى كيفية نظر المواطن الأوروبي لهذه الأخبار، “الملفقة”، خاصة عند نشر أن أحد المسؤولين قد قتل، أو أخبار تتعلق بنزاهة وفساد بعض المسؤولين، نجد أنها تحدث إرتباكاً كبيراً بحدود الـ 64%، لذلك خطورتها كبيرة على تغيير وجهة الرأي العام.

بعض مواطني أوروبا لا تتجاوز نسبتهم 24% يصابون ببعض الإرتباك من هذه الأخبار، بينما 14% من الأوروبيين لا يتأثرون بها وأغلبهم من النخبة المثقفة أو السياسية المطلعة على الأمور وبواطنها.

وعلى ذلك، قرر 83% من الأوروبيين اعتبار أن الأخبار الملفقة التي يتم بثها ونشرها، خطر على الديمقراطية.

الـ”فيس بوك” أخطرهم !

حدد الأوروبيون المواقع الأخطر التي يمكن استغلالها كمنصات على الإنترنت في بث الأخبار الكاذبة بصورة أسرع؛ وهي أولاً: (فيس بوك) و(غوغل) و(اليويتوب).. وتبين بالمتابعة والرصد أنه كلما نشرت أخبار زائفة، كلما كانت أرباح الإعلانات أعلى؛ وهو ما جعل شركات التكنولوجيا تغض الطرف عن التحقيق في نشر تلك الأخبار..

“بول هورنر”.. أشهر المُتربحين..

التحقيقات كشفت أن الأشهر في بث أخبار زائفة؛ هو الكاتب الأميركي والمدون البارز، “بول هورنر”، الذي توفي في أيلول/سبتمبر 2017 عن عمر 39 عاماً في ظروف غامضة !

إذ نجح في جذب آلاف المشاهدات، للدرجة التي حققت له ربحاً شهرياً قدر بنحو 10 آلاف دولار من الإعلانات التي يتم توظيفها على صفحته، وكان أحد أهم ناشري الأخبار، “الكاذبة”، التي ساهمت بشكل كبير في فوز، “ترامب”، وخسارة، “هيلاري كلينتون”، وعثر عليه ميتاً في غرفته !

الاعتماد عليه كمصدر للأخبار..

ما سبق يفتح الباب أمام عدة تساؤلات على رأسها.. هل تعتمد الشعوب الآن على منصات التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار ؟.. تأتي آخر التحاليل وعمليات الإستبيان لتكشف اعتماد 83% من مستخدمي الـ (فيس بوك) عليه كمصدر إخباري وحيد لهم؛ نتيجة إستسهال الكثيرين لهذه المنصات، نظراً لإحتوائها على كثير من الأخبار المعروضة بطريقة بسيطة وسلسة، بصرف النظر عن أن تلك الأخبار موثوقة أم لا.

وحتى في أميركا يعتمد 44% من الأميركيين على الـ (فيس بوك) كمصدر إخباري، بصرف النظر أيضاً، عن مدى مصداقية الأخبار التي تبث عليه !

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب