بعد زيارة “نتانياهو” لمسقط .. الحوار مع إسرائيل بشأن “إيران” أهم من حل “القضية الفلسطينية” !

بعد زيارة “نتانياهو” لمسقط .. الحوار مع إسرائيل بشأن “إيران” أهم من حل “القضية الفلسطينية” !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

كانت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، لسلطان “عُمان” مفاجئة للكثيرين من المسؤولين العرب، لا سيما أن تلك الزيارة في رأي بعض المحللين لا يمكنها أن تؤدي إلى إنفراجة في المفاوضات المتعثرة بين “إسرائيل” و”الفلسطينيين”.

كما أنه من المستبعد أن يستغل العُمانيون علاقاتهم الجيدة مع “طهران” لإقناع الإيرانيين بالكف عن مساعيهم لإشعال الوضع في “قطاع غزة”.

“قابوس” رجل السلام..

قال الكاتب والمحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، “عوديد غرانوت”: لم تحاول “سلطنة عُمان” – التي تُطل على شواطيء “الخليج العربي” و”بحر العرب”، في الزاوية الجنوبية الشرقية من شبه الجزيرة العربية – أن تتكتم على خبر زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، إلى العاصمة، “مسقط”. بل على العكس من ذلك، فقد بث التليفزيون الحكومي صورًا للقاء الذي جرى في قصر السلطان مع أعضاء الوفد الإسرائيلي، كما وصفت صحيفة (الوطن) العُمانية، السلطان “قابوس بن سعيد”، بأنه “رجل السلام”.

والحقيقة هي أن “عُمان” – التي يقل تعداد سكانها عن تعداد سكان الدولة العبرية، لكن مساحتها أكبر منها بعشرة أضعاف – لم تُظهر أبدًا أي عداءً للإسرائيليين. وكانت “عُمان” واحدة من الدول العربية القليلة التي لم تُدين “مصر”، بعد توقيعها معاهدة السلام مع “إسرائيل”، كما ظلت العلاقات السرية بين “القدس” و”مسقط”، سواء الاقتصادية أو الأمنية، سارية منذ سنوات عديدة.

العلاقات بين “مسقط” و”تل أبيب” لم تتوقف..

أشار “غرانوت” إلى أن “عُمان” قد سارعت، بعد توقيع “اتفاقيات أوسلو” بافتتاح مكاتب تمثيل دبلوماسية وتجارية لها في “تل أبيب”.

كما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، “إسحاق رابين”، بزيارة لـ”سلطنة عُمان”، في عام 1994، وفي المقابل قام وزير الخارجية العُماني، “يوسف بن علوي”، بزيارة “إسرائيل” عدة مرات.

وصحيح أن العلاقات الرسمية بين الدولتين قد إنقطعت، في أعقاب اندلاع “الانتفاضة الفلسطينية” والضغوط الشديدة التي مارسها العالم العربي، لكن العلاقات السرية لم تتوقف.

“عُمان” ودور الوسيط النزيه..

بحسب الكاتب الإسرائيلي؛ فقد ظلت “عُمان” طيلة العقود الأخيرة، رمزًا للاستقرار في منطقة الخليج العربي، بفضل العائلة الحاكمة التي تتولى زمام السلطة، منذ أكثر من 250 عامًا، وبفضل الحاكم الأوحد الذي ظل يتولى الحُكم، منذ ما يقرب من 50 عامًا.

مُضيفًا أن سياسة الحياد والعلاقات الجيدة التي تبناها السلطان “قابوس”؛ مع جميع الدول المجاورة، بما في ذلك الدولتين المتناحرتين، وهما “إيران” و”المملكة العربية السعودية”، قد جعلت “عُمان” تتبوأ مكانة الوسيط النزيه.

ومن هذا المنطلق؛ استطاعت “عُمان” أن تمهد الطريق لإبرام “الاتفاقية النووية” بين إيران والقوى العظمى، ولقد حاولت “عُمان” عدة مرات لعب دور الوسيط بين حركتي “فتح” و”حماس”.

من سيخلف “قابوس” ؟

خلال العامين الأخيرين تدهورت بشدة الحالة الصحية للسلطان “قابوس”، البالغ من العمر 78 عامًا، وأصبح السؤال حول من سيخلفه، يشغل كل من حوله، بل ويطغى على الاهتمام بالوضع الإقليمي لـ”سلطنة عُمان”. وهناك من يقول إن قرار السلطان “قابوس”، بعدم التكتم على خبر زيارة “نتانياهو” للسلطنة، يهدف إلى إستعادة مكانة “عُمان” كدولة وسيطة وقادرة أيضًا على الإسهام في إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

زيارة “نتانياهو” لن تؤدي لاستئناف المفاوضات..

نوه “غرانوت” إلى أنه من غير المؤكد، رغم الحوار الطويل الذي دار بين سُلطان “عُمان” ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إن كانت زيارة “نتانياهو”، التي أدانتها “إيران” بشدة ودعمتها “البحرين” وباقي دول الخليج، ستؤدي إلى إحداث إنفراجة في المفاوضات المتعثرة بين “إسرائيل” و”الفلسطينيين”.

ومن غير المؤكد أيضًا أن يتم إقناع الرئيس الفلسطيني، “أبومازن”، (الذي زار سلطنة عُمان في بداية الأسبوع الماضي)، بالعودة من جديد إلى طاولة المفاوضات.

كما أكد المحلل الإسرائيلي على أنه من المُستبعد، بعد زيارة “نتانياهو” لـ”مسقط”، أن يستغل العُمانيون علاقاتهم الجيدة مع “طهران” من أجل إقناع “إيران” بالكف عن مساعيها لإشعال الوضع في “قطاع غزة”. علمًا بأن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون أن “إيران” و”فيلق القدس”، التابع للحرس الثوري الإيراني، هما من أصدرا الأوامر لـ”حركة الجهاد الإسلامي” بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل” في نهاية الأسبوع المنصرم.

الملف الإيراني يحتل الأهمية..

إن الشيء الواضح، الذي لا يمكن إنكاره، بحسب “غرانوت”، هو أن إفصاح “عُمان” عن توجهها السياسي الجديد، عبر توجيه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارتها بشكل رسمي، إلى جانب زيارة وزيرة الثقافة الإسرائيلية، “ميرى ريغيف”، لدولة “الإمارات العربية المتحدة”، يشكلان دليلاً واضحًا على أن مُعسكر دول الإعتدال في العالم العربي – بات يرى أن الحوار مع “إسرائيل” بشأن “إيران” والمنطقة، يُعد أكثر أهمية وإلحاحًا في الوقت الراهن من حل النزاع “الإسرائيلي-الفلسطيني”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة