16 أبريل، 2024 3:30 م
Search
Close this search box.

“نتانياهو” يلتقي السلطان “قابوس” .. طهران تندد وواشنطن ترحب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، أمس الجمعة، زيارة رسمية لـ”سلطنة عُمان”، التقى خلالها بالسلطان، “قابوس بن سعيد”. وأصدر الزعيمان بيانًا مشتركًا، قالا فيه إن الجانبين “ناقشا سُبل دفع العملية السياسية لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، كما بحثا عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وفد رفيع المستوى..

رافقت “نتانياهو”، في الزيارة الرسمية لدولة “عُمان”، زوجته “سارة”، بالإضافة إلى وفد إسرائيلي ضم كل من رئيس الموساد، “يوسي كوهين”، ومستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي، “مائير بن شبات”، ووكيل أول وزارة الخارجية الإسرائيلية، “يوفال روتيم”، ورئيس ديوان رئيس الوزراء، “يؤاف هوروفيتس”، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، العميد “أفي بلوت”.

وأفادت صحيفة (هاآرتس)، نقلاً عن مقربين من “نتانياهو”، أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى “عُمان” تشكل خطوة ملموسة في إطار تنفيذ سياسة رئيس الوزراء، التي تسعى إلى تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة؛ من خلال إبراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد.

علاقات غير رسمية..

يذكر أن “سلطنة عُمان” لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع “إسرائيل”. والاجتماع بين “نتانياهو” والسلطان “قابوس”؛ هو الأول من نوعه بين زعيمي البلدين منذ زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، “شمعون بيريز”، عام 1996.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، “إسحاق رابين”، قد سبق أن زار “عُمان”، عام 1994. كما استضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، “شمعون بيريز”، عام 1995، وزير الخارجية العُماني، “يوسف بن علوي”، في “القدس”.

وحتى الآن؛ لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، إلا أنهما وقّعا، في كانون ثان/يناير 1996، اتفاقًا حول افتتاح متبادل لمكاتب تمثيل تجارية، ولكن العلاقات جُمدت رسميًا مع اندلاع “الانتفاضة الفلسطينية الثانية”، في تشرين أول/أكتوبر 2000.

وفي عام 2008؛ التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، “تسيبي ليفني”، بوزير الخارجية العماني، لكن منذ ذلك الحين لم تنعقد لقاءات علنية بين مسؤولي الدولتين، بإستثناء قيام وفد عُماني رفيع المستوى بزيارة “إسرائيل”، عام 2016، للمشاركة في تشييع جنازة رئيس إسرائيل السابق، “شمعون بيريز”، وسبق ذلك قيام وزير خارجية عمان بزيارة “المسجد الأقصى” في العام نفسه.

“عباس” زار عُمان.. 

كان الرئيس الفلسطيني، “محمود عباس”، قد قام يوم الأحد الماضي، بزيارة رسمية لـ”عُمان” استمرت يومين. وفي لقاء للتليفزيون الفلسطيني قال “عباس” إن هدف زيارته ولقائه بالمسؤولين العُمانيين، هو تنسيق المواقف بشأن القضايا الإقليمية، وما يخص الموقف الفلسطيني من عملية السلام.

ووصف “عباس” الزيارة بأنها ناجحة. لكن المسؤولين في مكتب الرئيس، “أبومازن”، لم يذكروا إن كانت الزيارة قد تمت بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، أم لا.

عُمان والمتغيرات الإقليمية..

يرى بعض المحللين الإسرائيليين أن زيارة “نتانياهو” لسلطنة “عُمان”، تأتي في ظل تحولات جذرية بمنطقة الخليج، حيث أصبحت “عُمان” على حافة تحوّل إستراتيجي في علاقاتها مع “الولايات المتحدة” ودول محورية أخرى في المنطقة.

فالسياسة الصارمة التي يتبعها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، مع النظام في “طهران”، تجعل “عُمان” أمام لحظة فارقة لمراجعة حساباتها في ما يخص سياستها الخارجية، مما قد يجعلها تتخلى عن سياسة “الحياد السلبي” تجاه المواقف والمصالح المتضاربة لدول المنطقة والدول العظمى.

علاقات إستراتيجية مع “إيران”..

تقع السلطنة عند “مضيق هرمز” الإستراتيجي؛ وهو أحد أهم الممرات المائية في العالم، وتتشارك مع “إيران” في الإطلالة عليه. وهناك علاقات إستراتيجية قوية تربط بين الدولتين منذ عقود طويلة. وظهر التقارب “العُماني-الإيراني” على الملأ بشكل أوضح؛ عندما أرسل السلطان “قابوس” مبعوثه الخاص للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، وقيامه فيما بعد بزيارة رسمية إلى “طهران” كأول رئيس دولة يزورها في العهد الجديد، وقيام الرئيس “روحاني” بدوره بزيارة “مسقط” مع التشديد على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين.

يُذكر أن “عُمان” قد قامت، عام 2013، باستضافة المحادثات السرية بين “الولايات المتحدة” و”إيران” مما أسهم في توقيع “الاتفاقية النووية” بين “إيران” والدول العظمى، قبل أن ينسحب الرئيس “ترامب” منها مؤخرًا.

خصوصية السياسة العُمانية..

لم تشارك “مسقط”، دول الخليج، في عملية “عاصفة الحزم” بقيادة “السعودية” ضد “الحوثيين” في “اليمن”، وإلى جانب التأكيد على أهمية وحدة الأراضي السورية واستقرارها، تحاول “عُمان” المساعدة في مساعي التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

ولـ”سلطنة عُمان” أسلوبها الخاص في سياستها الخارجية، حيث أن طبيعة الوضع في “عُمان” مختلفة عن أوضاع بلدان الخليج، إذ أن وجود تعددية عقائدية، دينية ومذهبية، في “عُمان” يحتم على “مسقط” بناء علاقات متوازنة إقليميًا.

طهران تندد..

في تعقيبها على زيارة “نتانياهو” لدولة “عُمان”؛ أصدرت “إيران”، أمس الجمعة، بيانًا رسميًا نددت فيه بالزيارة، وقالت إنها تهدف إلى إحداث انقسام داخل العالم الإسلامي. واعتبر البيان أن “الكيان الصهيوني” يحاول بث الفرقة والانقسام بين الدول الإسلامية، لذا ينبغي على تلك الدول ألا تسمح للصهاينة بخلق مشاكل جديدة في المنطقة.

واشنطن ترحب..

أما مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، “جيسون غرينبلات”، فقد رحب بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لدولة “عُمان”، متمنيًا أن تكون هناك لقاءات أخرى.

وقال إن “الولايات المتحدة” ترحب بتحسن العلاقات وتعزيز التعاون المشترك بين الدولتين الصديقتين للولايات المتحدة في المنطقة. معتبرًا الزيارة تمثل خطوة إيجابية لدفع المساعي الأميركية لتحقيق السلام، وضرورية لخلق أجواء من الاستقرار والأمن والإزدهار بين إسرائيل والفلسطينيين والدول المجاورة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب