بعد “البريكسيت” .. الأوروبي يُساند إسبانيا ضد بريطانيا في فرض السيادة على “جبل طارق” !

بعد “البريكسيت” .. الأوروبي يُساند إسبانيا ضد بريطانيا في فرض السيادة على “جبل طارق” !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

أعلن “الاتحاد الأوروبي” تضامنه ودعمه لـ”إسبانيا” ضد “بريطانيا”، بشأن مطالبها الإقليمية لـ”جبل طارق” في المرحلة التالية من مفاوضات خروج “بريطانيا” من “الاتحاد الأوروبي”؛ عن طريق منح “مدريد” القدرة على استبعاد الأراضي البريطانية في الخارج من أي صفقة تجارية يتم إبرامها مع “بروكسل”.

علمت (الأوبزرفر) أن الحكومة الإسبانية أصرت على الإشارة إلى “الصخرة” في موقف “الاتحاد الأوروبي” التفاوضي، الذي سيتم نشره في شكل مسودة اليوم الإثنين.

سيُعرض على “بوريس غونسون” خيار التوصل إلى اتفاق مع الإسبان حول مستقبل “جبل طارق” أو تعريض مواطنيه للخطر الاقتصادي؛ بدفعه خارج أي صفقة تجارية بين “الاتحاد الأوروبي” و”المملكة المتحدة”.

وقال دبلوماسي بارز في “الاتحاد الأوروبي”: “لقد طلبوا، من حيث المبدأ، ألا تنطبق العلاقة الجديدة على جبل طارق دون موافقة صريحة من إسبانيا، والتي لن تُمنح إلا إذا تم حل المحادثات الثنائية مع إسبانيا والمملكة المتحدة حول الصخرة”.

الاتحاد الأوربي ينتصر لإسبانيا..

تم إضفاء الطابع الرسمي على السيادة البريطانية على “جبل طارق” بموجب “معاهدة أوترخت”، في عام 1713، ولكن “إسبانيا” كانت دائمًا تشعر بالفزع إزاء فكرة الملكية البريطانية.

كدولة عضو في “الاتحاد الأوروبي”؛ تمكنت “المملكة المتحدة” من مقاومة الإدعاءات الإسبانية بشأن الإقليم، لكن “مدريد” سوف تحصل الآن على الدعم الكامل من 26 دولة أخرى في الكتلة.

وكان “الاتحاد الأوروبي” قد وصف منطقة “جبل طارق”، بـ”المستعمرة”، التابعة لـ”مملكة المتحدة”، وكان هذا الوصف قد ورد في ملاحظة في أسفل وثيقة صادرة عن “المجلس الأوروبي” تقترح إعفاء البريطانيين الراغبين بدخول منطقة (شنغن) من تأشيرات الدخول بعد بدء تطبيق (البريكسيت)، وذلك لمدة 90 يومًا.

وقال متحدث باسم “وزارة الخارجية”: “المملكة المتحدة لن تستبعد جبل طارق من مفاوضاتنا فيما يتعلق بعلاقتنا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي. سنتفاوض نيابة عن جميع أفراد الأسرة في المملكة المتحدة، بما في ذلك جبل طارق”.

من المتوقع أن تبدأ المفاوضات مع “الاتحاد الأوروبي”، في 3 آذار/مارس المقبل. في مقابلة مع هذه الصحيفة، قالت “مارياد ماكغينيس”، عضو “البرلمان الأوروبي الأيرلندي”، التي تشغل منصب نائب رئيس “البرلمان الأوروبي”: “أعتقد أننا جميعًا نأمل في الأفضل؛ ولست متأكدة مما إذا كان سيحدث أم لا”.

وتابعت: “عندما تبدي أوروبا موقفها من العلاقة المستقبلية، أعتقد أن على الناس قراءتها بعناية والتفكير في حقيقة أننا عندما كنا نتفاوض على اتفاقية الانسحاب، تمسكنا بالقضايا التي كانت جوهرية بالنسبة لنا”.

وقالت “ماكغينيس” إنها تتوقع أن يحافظ “ميشيل بارنييه”، كبير مفاوضي “الاتحاد الأوروبي” على وحدة الدول الأعضاء في “الاتحاد الأوروبي”، في المرحلة المقبلة. موضحة: “أعتقد أن لدينا القوة في مهاراتنا التفاوضية”.

جبل طارق.. أول أزمات “البريكسيت”..

يُعد “جبل طارق” أولى أزمة تحدث بعد (البريكسيت)، استعانت به “بريطانيا” لأن الناس الذين يعيشون في “جبل طارق” بريطانيون؛ لذلك أدلوا بأصواتهم في استفتاء (بريكسيت)، وقد صوت 96 في المئة منهم لصالح البقاء، ولكن الإقليم سيغادر مع بقية “بريطانيا”. ولكن “إسبانيا” تشعر بالقلق إزاء علاقاتها التجارية مع الإقليم ومدى تأثرها بـ (البريكسيت).

ويقع “جبل طارق” أسفل “إسبانيا” على بُعد ساعة بالسيارة من “ماربيلا”؛ ويعيش في الإقليم 30 ألف شخص، ولكنه يرتبط برًا بـ”إسبانيا”. ولكن في استفتائين أجريا، عامي 1968 و2002، اختار سكان الإقليم الحكم البريطاني على الحكم الإسباني.

ويتمتع الإقليم بأهمية إستراتيجية كمدخل لـ”البحر المتوسط”، ويُعد ذلك أحد الأسباب التي تدفع “بريطانيا” و”إسبانيا” للتمسك به.

وكانت المنطقة مستعمرة بريطانية، حتى 1981، عندما ألغت “بريطانيا” هذه المكانة وقررت إقامة مناطق حكم ذاتي في ما بقي من مستعمراتها السابقة. وبعد تغيير طريقة الحكم في منطقة “جبل طارق”، طالبت “إسبانيا” بإعادة المنطقة لسيادتها، مشيرة إلى أن الاتفاقية بين البلدين تنص بإعادة المنطقة إلى “إسبانيا” في حال حدوث تنازل بريطاني عنها. أما “بريطانيا” فأعلنت أنها لم تتنازل عن المنطقة؛ وأن الحكم الذاتي لا يلغي إنتماء المنطقة إلى التاج البريطاني. مع ذلك وافقت “بريطانيا” على فتح “ميناء جبل طارق” أمام السفن الإسبانية.

في غضون السنوات جددت “إسبانيا” مطالبتها بإعادة “جبل طارق” للسيادة الإسبانية؛ وحتى تفاوضت مع حكومة “بريطانيا” عن هذه الإمكانية، ولكن سكان المنطقة رفضوها بقوة وتظاهروا ضدها؛ إذ كان معظمهم بريطانيو الأصل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة