وكالات – كتابات :
أرسلت القوات الجوية للجيش الصيني؛ مؤخرًا، أحدث نسخةٍ من قاذفة القنابل الضخمة غير الشبحية؛ (Xian H-6)، للتحليق فوق “تايوان”، في محاولةٍ لإظهار عزمها وفتكها وجاهزيتها للهجوم على الجزيرة المدعومة من قبل “الولايات المتحدة الأميركية”.. فما قصة هذه القاذفات الفتاكة ؟.. وهل تُخطط “بكين” لاستخدام النسخة الأكثر رعبًا من قاذفاتها (Xian H-20) في غزو “تايوان” ؟
ما هي قاذفة القنابل الصينية “Xian H-6” ؟
قاذفة قنابل صينية بُنيت بترخيص من الطائرة السوفياتية ثنائية المحرك من نوع (توبوليف تو-16)، لصالح سلاح جو “جيش التحرير الشعبي” الصيني، في عام 1959، وهي من إنتاج شركة (شي آن) لصناعة الطائرات؛ (مجموعة شيان) الصينية.
حتى عام 1990، أنتجت “الصين” ما لا يقل عن: 150 قاذفة قنابل من طراز (H-6)، ولا تزال العشرات من هذه القاذفات تعمل حاليًا في “الصين”.
وكان الإصدار الأخير من القاذفة (Xian H-6)؛ هو طائرة: (H-6K)، وهي نسخة أعيد تصميمها بشكلٍ كبير وقادر على حمل صواريخ (كروز) تُطّلق من الجو. ووفقًا لـ”وزارة الدفاع” الأميركية، ستُعطي هذه النسخة؛ سلاح جو الجيش الصيني، القُدرة على مواجهة هجومية جوية طويلة المدى لاستخدام الذخائر الموجهة بدقة.
المواصفات العامة لقاذفة القنابل “H-6”:
- الطول: 34.8 متر.
- باع الجناح: 33 مترًا.
- الارتفاع: 10.36 متر.
- الوزن فارغة: 37.200 كيلوغرام.
- الوزن مُحّملة: 76 ألف كيلوغرام.
- وزن الإقلاع الأقصى: 79 ألف كيلوغرام.
- السرعة القصوى: 1.050 كم/ساعة.
- المدى القتالي: 1.800 كيلومتر.
- حمولة الجناح: 460 كيلوغرام/متر².
هل تستخدم “الصين” القاذفة “H-6” في غزو “تايوان” ؟
يزعم تقرير لمجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية، إنه: “لم يتضح بعد ما إذا كانت قاذفة القنابل (H-6) ستُمثل تهديدًا خطيرًا على تايوان، نظرًا لضعفها المحتمل في مواجهة الدفاعات الجوية والسفن السطحية وطائرات تايوان والحلفاء”.
وبحسب إدعاءات المجلة الأميركية، ستحتاج القوات الجوية لـ”جيش التحرير الشعبي” الصيني إلى تحقيق التفوق الجوي حتى تتمكن القاذفة (H-6) من التحليق على ارتفاعات منخفضة، لتنفيذ عمليات زراعة الألغام، أو مهمات القصف الموجهة بدقة.
لكن التفوق الجوي لن يكون مضمونًا على الإطلاق في أية مواجهةٍ مع “الولايات المتحدة” حول “تايوان”. وليس من الواضح أيضًا ما إذا كانت “الولايات المتحدة” والحلفاء يمتلكون دفاعات جوية متقدمة في منطقة “بحر الصين الجنوبي”، ومع ذلك توجد أنظمة قائمة بالفعل في “تايوان واليابان وكوريا الجنوبية”، وستُمثل هذه الأنظمة مشكلات بالنسبة للقوات الجوية الصينية؛ كما يزعم التثرير الأميركي.
ويمكن القول إن قاذفة قنابل مثل (H-6) ستكون عُرضةً للخطر بشدة في مواجهة طائرات الجيل الخامس الأميركية، التي يجري إطلاقها من سفن البحرية الأميركية، كما سيُسهل تحديد مواقعها واستهدافها بواسطة الطائرات المُسيّرة وأنظمة المراقبة الأرضية المتصلة بالشبكة.
وبحسب مزاعم (ناشيونال إنترست)؛ ستكون طائرة بضخامة (H-6) عُرضةً كذلك للنيران المضادة للطائرات من السفن السطحية، بناءً على مدى انخفاض مستوى تحليقها من أجل زراعة الألغام في المناطق الساحلية.
وتتمثل القيمة المضافة الحقيقية على صعيد التأثير الوظيفي لقاذفة القنابل الضخمة، التي تُشبه القاذفة (بي-52) الأميركية في أسلحة المواجهة التي تحملها. وتضم هذه الأسلحة القنابل الموجهة بدقة من ارتفاعات شاهقة، واستخدام الصواريخ الجوالة الدقيقة بعيدة المدى.
لذلك يجب أن تأتي مهمات القصف الدقيق بواسطة قاذفة قنابل شبحية تُحلّق على ارتفاعات عالية ولا يمكن رصدها، مثل قاذفة القنابل الصينية الجديدة (H-20)، أو أن تنُفذها المقاتلات النفاثة أثناء أو بعد الحرب لتحقيق التفوق الجوي.
وفي حال وجود سفن هجوم برمائية وحاملات طائرات أميركية بأية قدرات داخل المنطقة، فسيكون من الصعب للغاية على قاذفات القنابل الصينية أن تُحقق أي نجاحات تُذكر في مواجهة طائرات (غوينت سترايكر إف-35 بي) و(إف-35 سي)؛ من الجيل الخامس، التي تُقلع من البحر.
ما هي قاذفة القنابل الصينية “الأخطر على الإطلاق” H-20 ؟
يُسميها الصينيون: “إله الحرب في السماء”، تعمل عليها “بكين” منذ سنوات طويلة، ومن المفترض أن تدخل الخدمة قريبًا. وتُعد (H-20) قاذفة قنابل كبيرة تُشبه في الشكل والمظهر قاذفة (بي-2) الأميركية، وبحسب تقارير صينية وأميركية، تمتلك القاذفة تقنيات متطورة، ونصف قطر قتاليًا من شأنه أن يُعّرض القواعد الأميركية في “هاواي وأستراليا” للخطر. ويصل مدى هذه القاذفة (H-20)؛ إلى: 8500 كيلومتر دون الحاجة إلى التزود بالوقود.
وفي حزيران/يوليو 2022، أفادت صحيفة (غلوبال تايمز) الصينية عن رحلة تجريبية للطائرة الإستراتيجية؛ (Xian H-20)، وبهذا فإن (H-20) ستكون أول قاذفة شبح غير أميركية يتم الكشف عنها علنًا تطير على الإطلاق، ويمكن أن تُبشر بعصر جديد من منافسة القوة الجوية الإستراتيجية.
ويتم تجهيز القاذفة (H-20) بصواريخ نووية وتقليدية بوزن إقلاع لا يقل عن: 200 طن، وحمولة تصل إلى: 45 طنًا؛ ما يمنح “الصين” ثالوثًا كاملاً من الغواصات والصواريخ (البالستية) والقاذفات ذات القدرة النووية.
وكما تُشير التقارير إلى قدرة الطائرة (H-20) على إطلاق صواريخ (كروز) فرط صوتية، لا تستطيع الرادارات كشفها.
وقال التلفزيون الصيني الرسمي؛ في عام 2020، إن طائرات (H-20) يمكن أن تُغّير الحسابات الإستراتيجية بين “الولايات المتحدة” و”الصين” من خلال مضاعفة نطاق الضربات.
وبحسب موقع (sandbox) العسكري الأميركي، هناك القليل جدًا مما يُمكننا قوله على وجه اليقين حول قاذفة القنابل الشبح الصينية (H-20) في هذه المرحلة، ولكن هناك عددًا من الأشياء التي يُمكننا تأكيدها بمستوى معين من الثقة.
إذ سيكون من شبه المؤكد تصميم جناح طائر مشابه لتصميم طائرة (B-2 Spirit) الأميركية. يقدم هذا عددًا من مزايا التخفي المهمة؛ إذ إن هذا النهج للتصميم المتخفي يحد من كشف الطائرة، ليس فقط ضد الرادارات المستهدفة أو نطاقات التردد العالي المماثلة، ولكن أيضًا ضد نطاقات الرادار منخفضة التردد للإنذار المبكر.
ومن المتوقع أن تكون طائرة (H-20) الصينية ذات قدرة نووية، وأن تُنشيء ثالوثًا نوويًا لـ”الصين” من الصواريخ الأرضية، والصواريخ (البالستية)؛ التي تُطلق من الغواصات، وقاذفة إستراتيجية نووية بعيدة المدى. عادةً ما يُنظر إلى الثالوث النووي على أنه وسيلة لضمان التدمير المتبادل المؤكد، لأنه يحد من قدرة الخصم على القضاء على ترسانتك النووية في أي هجوم واحد.
الصين تلوح لتايوان وأميركا من خلفها بقاذفتيْ “H-6″ و”H-20”..
بحسب مجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية، تنتظر “الصين” وصول أعداد أكبر من قاذفة القنابل الناشئة (H-20)، بينما تعمل على ترقية قاذفات (H-6) العتيقة بشكلٍ مستمر وبدرجةٍ تواصل إثارة المخاوف الأميركية.
وترجع أصول قاذفات (H-6) إلى قاذفة القنابل الإستراتيجية (تو-16) من حقبة “الحرب الباردة”، وقد ذُكرت الأولى: 33 مرة في تقرير “القوة العسكرية الصينية” من (البنتاغون) لعام 2020، وفقًا لموقع (Flightglobal) الألماني.
وأفاد التقرير بأن (H-6) ستستمر في التحليق حتى ثلاثينيات القرن الحالي، بفضل سلسلة الترقيات الكبيرة المتواصلة. وتعمل نسخ (كيه)، و(جي)، و(إن)، الجديدة باستخدام محركين عنيفين مروحيين أعلى كفاءة من طراز (سولوفيف دي-30).
وتزيد مخاوف “الولايات المتحدة” أيضًا بسبب التوقعات التي تقول إن القاذفة الجديدة (H-20) ستُحلق إلى جانب (H-6) في البداية، قبل أن تحل محلها بالكامل في النهاية. لكن الاستمرار في تمديد خدمة (H-6) قد يرتبط جزئيًا بالوقت الذي سيستغرقه إنتاج ونشر قاذفات (H-20) بأعداد كافية.
ويُحاكي هذا النهج التدريجي خطط القوات الجوية الأميركية لقاذفتيْ القنابل الشبحيتين: (بي-2 سبيريت) و(بي-21 رايدر). إذ من المتوقع أن تستمر القاذفة (بي-2) لعقدٍ آخر بعد أن قضت 30 عامًا في الخدمة، وذلك بانتظار نشر المزيد من قاذفات (بي-21). أي إن القوات الجوية الأميركية تواصل تحديث قاذفات القنابل الشبحية (بي-2) أيضًا بأسلحة، وأجهزة استشعار، وتقنيات حاسوبية جديدة؛ حتى تظل عصريةً وجاهزةً للقتال في سيناريوهات الحروب المستقبلية.