23 ديسمبر، 2024 10:07 ص

بزيارة “المنفي” لأنقرة .. هل يضع “إردوغان” مصالحه أمام سحب المرتزقة من ليبيا ؟

بزيارة “المنفي” لأنقرة .. هل يضع “إردوغان” مصالحه أمام سحب المرتزقة من ليبيا ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ثالث زيارة خارجية له، بعد “القاهرة” و”باريس”، توجه رئيس المجلس الرئاسي الليبي، “محمد المنفي”، إلى “أنقرة”؛ في زيارة رسمية، وجه خلالها دعوة للرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أكد فيها وحدة “ليبيا” وسيادتها على أراضيها، في خطوة بمثابة دعوة لـ”أنقرة” لسحب المرتزقة الذين نشرتهم، في “ليبيا”، وإخراج قواتها من البلاد.

وخلال لقائه بـ”إردوغان”، طالب “المنفي”؛ بضرورة الإلتزام باستحقاقات المرحلة الانتقالية في “ليبيا”، التي تنتهي بإجراء انتخابات، في 24 كانون أول/ديسمبر من العام الحالي، لافتًا إلى ضرورة إرساء الاستقرار في “ليبيا”، عبر مصالحة وطنية.

دعم كامل للسلطة التنفيذية في ليبيا..

من جانبه؛ أكد الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، دعم بلاده للسلطة التنفيذية الجديدة، في “ليبيا”، دعمًا كاملًا، مستعدًّا لتقديم المساعدة في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية ومساندة الليبيين للوصول إلى دولة مزدهرة، رغم أن الحكومة الليبية كانت قد دعت، الخميس، وعلى لسان وزيرة خارجيتها، “نجلاء المنقوش”، إلى انسحاب: “فوري” لكافة المرتزقة من البلاد، وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظرائها الفرنسي والألماني والإيطالي، في “طرابلس”.

ملفات الزيارة..

وبدأ “المنفي”، ونائبه، “عبدالله اللافي”، أمس الجمعة، زيارة رسمية إلى “تركيا”، أستهلها بإجراء محادثات مع “إردوغان”، تناولت عددًا من الملفات العالقة بين البلدين؛ وفي مقدمتها ملف المرتزقة المنتشرين في “ليبيا”، والذين تدعمهم “تركيا”.

وملف المرتزقة الأجانب؛ الذي يبلغ عددهم نحو 20 ألف مقاتل، يعتبر من أبرز التحديات التي تؤرق السلطات الليبية الجديدة، حيث ألقى بظلاله على أجندة عملها منذ تسلمها السلطة، قبل أكثر من أسبوع، ويُعدّ تنفيذه أمر معقدّ للغاية، نظرًا لتداخل عدّة أطراف داخلية وخارجية في هذا الملف، الذي وصفه رئيس الحكومة، “عبدالحميد الدبيبة”: بـ”الخنجر في ظهر ليبيا”، مؤكدًا أنه سيعمل على إخراجهم ومغادرتهم، وهو أمر قال إنه: “يتطلب الحكمة والاتفاق مع الدول التي أرسلتهم”.

ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد !

ويرى تقرير لـ (الغد. تي. في)؛ أن “إردوغان” يحاول، في رحلة بحثه عن أصدقاء جدد وبعد فقدان أصدقائه المقربين في “طرابلس”؛ إستمالة السلطة الجديدة في “ليبيا”.. ودعوة رئيس المجلس الرئاسي، “محمد المنفي”، يريدها، “إردوغان”، كحجر يضرب به أكثر من عصفور.. فخصومات الرجل كثيرة ولعل الملف الليبي يصلح بعض الضرر الذي سببه التدخل التركي في “ليبيا”، لليبيين والدول المحيطة.

المرتزقة مستعدون لترحيلهم..

ومع الحديث عن ملف المرتزقة، تتحدث مصادر دبلوماسية فرنسية؛ بأن المسلحين السوريين، والذين جاؤوا على متن طائرات، بدأوا في طي أمتعتهم استعدادًا لترحيلهم كورقة تستخدمها “أنقرة” مرة للتعبير عن حسن نيتها وأخرى للمساومة.

وأجمع المجتمع الدولي على ضرورة خروج المسلحين الأجانب من الأراضي الليبية، وذهب وزير الخارجية الألماني، خلال زيارته إلى “طرابلس”، الخميس، إلى ربط تنظيم الانتخابات، في كانون أول/ديسمبر المقبل، بهذا الخروج.

بشرط ضمان جزء من مصالحه !

أما الجانب التركي المستعد للتعاون مع السلطة الجديدة في “طرابلس”، فلن يقدم على ذلك دون ضمان جزء من مصالحه في “ليبيا”، حيث تنشط شركات تركية تتطلع إلى وضع يدها على مشاريع البنية التحتية مستفيدة من فترة رئاسة، “فايز السراج”، للمجلس الرئاسي، والاتفاقيتين الاقتصادية والعسكرية؛ المثيرتين للجدل.

إعادة توزيع الأوراق ووضع صانع القرار التركي في مأزق..

ويرى التقرير؛ أن زيارة “محمد المنفي”، إلى “تركيا”، بعد “باريس” و”القاهرة”، تُعيد توزيع الأوراق على الساحة الليبية؛ وتضع صانع القرار التركي في مأزق، إذ تبخرت كل إمتيازاته وأوراقه التي راكمها في “ليبيا”، خلال السنوات الأخيرة.

أما اللغة التصالحية التي يرفعها “إردوغان” مؤخرًا، فتقابل بكثير من الحذر، لا سيما أن ورقة المسلحين ما زالت ضاغطة في الملف الليبي؛ ومخاوف خلط الأوراق من جديد في “ليبيا” قائم.. فهل سيسمح “إردوغان”، لليبيين، والخطة الأممية، أن يأخذوا مسارهم السلمي أم يعكر صفو المسار السياسي بفوضى السلاح في بلاد تجاوز عدد المسلحين الأجانب بها، في كانون أول/ديسمبر الماضي، عشرين ألف مسلح ؟

علاقة ضرورية لن تدهور مستقبلاً..

فيما قال المحلل السياسي والكاتب التركي، “جيهون بوزكورت”، إن القيادة الليبية الجديدة تعتبر علاقاتها مع “تركيا” أولوية، مستبعدًا تدهور العلاقات بين البلدين في المستقبل.

وأضاف “بوزكورت”، في حديثه لـ (سبوتنيك)، أنه خلال اجتماع الوفد الليبي مع الجانب التركي؛ سيتم تبادل وجهات النظر وسيتم طرح مبادرات تهدف إلى تعزيز الصداقة “التركية-الليبية”؛ وتشكيل خارطة طريق التفاعل من أجل المستقبل.

أما عن موضوع القاعدة العسكرية التركية، أوضح أنه من المعروف أن “تركيا” لديها قاعدة (جوية وبحرية) تستخدمها في “ليبيا”، وهناك اتفاقيات مع القيادة الليبية بشأنها.

وتابع: “لا أعتقد أنه ستكون هناك مشاكل جدية في موضوع التعاون العسكري، لأن تركيا قدمت الكثير من الدعم إلى ليبيا، ليس من السهل قطع مثل هذه العلاقة”.

وعن التدخلات الأجنبية في “ليبيا”، أشار إلى أن القضية الأكثر إثارة للجدل؛ هي وجود مقاتلين أجانب في “ليبيا”.

وأكد أن “تركيا”، تواصل في إطار سياستها تجاه “ليبيا”، الإصرار على ضرورة مشاركة جميع دول المنطقة، بما في ذلك “مصر” ودول الخليج الفاعلة في عملية التفاوض؛ بشأن الوضع في “ليبيا” ومحاولة إيجاد حل سياسي، يؤدي في النهاية إلى انسحاب كل الجماعات المتطرفة التي أتت من الخارج.

كما أشار “بوزكورت”؛ إلى أنه في ظل أولوية العلاقة مع “تركيا”، تحافظ السلطة الليبية الجديدة على اتصالاتها الدبلوماسية مع الدول الأخرى.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة