خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
نقل “محمد باقر قاليباف”، رئيس البرلمان الإيراني، في زيارته الأخيرة إلى العاصمة الروسية، “موسكو”، رسالة مرشد الثورة إلى الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”. وتنطوي هذه الرسالة، مع الأخذ في الاعتبار لأهمية العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، على ملاحظات إستراتيجية لفتت انتباه الرئيس الروسي.
كذلك فإن زيارة “قاليباف”، إلى “موسكو”، تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين؛ وتمثل انعطافة في التعاون البرلماني بين الجانبين.
وقد التقى “قاليباف”، خلال الزيارة، رئيس مجلس “الدوما” الروسي، والسيدة “فالنتينا ماتفيينكو”، رئيس مجلس الاتحاد (الشيوخ) في البرلمان الروسي، و”نيكولاي باتروشيف”، سكرتير مجلس الأمن الروسي، وتناولت المناقشات التي جرت في أجواء أخوية وبناءة، الكثير من الموضوعات، لاسيما آفاق العلاقات الثنائية على المستويات السياسية، والاقتصادية، والبرلمانية، وكذلك التطورات الإقليمية والدولية. بحسب صحيفة (سياست روز) الإيرانية.
منجزات زيارة “قاليباف” إلى روسيا..
في حوار إلى (منتدى المراسلين الصحافيين)؛ قال “حسن هاني زاده”، خبير الشأن الدولي، تعليقًا على زيارة “قاليباف” إلى روسيا: “زيارة رئيس البرلمان إلى روسيا، في ظل تعرض موسكو للهجوم من الولايات المتحدة والدول الغربية، وكذلك المظاهرات الأخيرة والحشد السياسي والإعلامي من جانب الولايات المتحدة وأوروبا ضد النظام الروسي، إنما يعكس حاجة موسكو للتقارب والتآزر الإقليمي للخروج من الأزمة (السياسة-الاجتماعية) الراهنة”.
وأضاف: “من منطلق أن روسيا حليف قوي للجمهورية الإيرانية، بخلاف التعاون الوثيق بين الجانبين فيما يخص عدد من القضايا الإقليمية من مثل مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، تحتاج روسيا من المنظور الاقتصادي، والسياسي، والأمني والعسكري؛ للتعاون مع إيران حتى تتمكن من الصمود في مواجهة الضغوط الخارجية”.
وتعليقًا على أهمية الزيارة؛ أردف: “هذه الزيارة باعتبارها الأولى للسيد، قاليباف، بعد رئاسة البرلمان، ولقاء المسؤولين في موسكو؛ قد ترفع من مستوى العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، وسوف تتبلور منجزات هذه الزيارة بشكل كامل مستقبلاً في شكل كتلة إقليمية قوية تجمع إيران، والصين وروسيا”.
من جهة أخرى، زار حجة الإسلام “إبراهيم رئيسي”، رئيس السلطة القضائية، العاصمة العراقية، “بغداد”، بموجب دعوة، “فائق زيدان”، رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي، والتقى خلال الزيارة، “برهم صالح”، رئيس الجمهورية العراقية، و”مصطفى الكاظمي”، رئيس الوزراء، و”محمد الحلبوسي”، رئيس البرلمان.
أبعاد وأهمية زيارة “رئيسي” إلى بغداد..
يقول “جميل حسين الضامن”، الخبير القانوني العراقي: “بالتأكيد رفع مستوى العلاقات بين (طهران-بغداد)؛ يستدعي التقارب على جميع المستويات، لاسيما القضائي، وهذا التعاون إنما يُعد بتطوير العلاقات في إطار المصالح الثنائية”.
وأضاف، حسبما نقلت وكالة أنباء (تسنيم): “العراق وإيران يجمعهما العرق والكثير من القواسم المشتركة، وكذلك الملفات المتعلقة بالأجهزة القضائية”.
وعن ملفات التعاون، قال: “أحد أهم محاور التعاون يتربط بالمساجين، حيث القى القبض على الكثير من أبناء البلدين بسبب محاولات الدخول غير المشروعة أو حمل الممنوعات، وهذه مسألة طبيعية بين الجارتين والتعاون بين مؤسسات البلدين قد يفضي إلى حل مثل هذه المشكلات، لأن مثل هذه المسائل يرتبط بالعلاقات الاجتماعية، والإنسانية، والقانونية.علاوة على ذلك، فالتعاون في مجال تبادل العلوم والمعارف القضائية قد يهيء مجالات الاستفادة من تجارب البلدين على نحو مشترك”.
وعن مدى إمكانية أن تؤدي هذه الزيارة إلى تنفيذ قرار المحكمة العراقية، بخصوص القبض على الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، بتهمة اغتيال، “قاسم سليماني” و”أبومهدي المهندس”، أجاب: “اتخذت السلطة القضائية العراقية قرارًا جريئًا بشأن القبض على، ترامب، على خليفة اغتيال الجنرال، سليماني، ورفاقه. وهذه الخطوة في حد ذاتها تمثل انتهاكًا صريحًا للسيادة العراقية، ومن غير العقلاني أن تنصب الولايات المتحدة نفسها شرطي العالم، وأن تعاقب من تشاء بالموت. وحاليًا تراقب كل مؤسسات مكافحة الإرهاب العالمي، ترامب، لأن سلوكياته تتجاوز الإرهاب الفردي إلى الإرهاب الحكومي”.