10 أبريل، 2024 2:55 ص
Search
Close this search box.

باستخدام سياسة “البدايات الناعمة” .. هل يتطور مستقبل العلاقات “الأميركية-الصينية” للأفضل ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بدأت السياسات الأميركية تجاه “الصين” تظهر بشكل عملي على الساحة الدولية، ففي اتصال هاتفي، أمس الخميس، استمر ساعتين بين الرئيس الأميركي، “جوزيف بايدن”، ونظيره الصيني، “شي جينبينغ”، كان الأول منذ توليه الرئاسة، في 20 كانون ثان/يناير الماضي، تم خلالها التطرق لملفات حقوق الإنسان والتجارة وتمدد النفوذ الصيني.

هذا الاتصال استبقه “بايدن”، أمس الأول الأربعاء ، بالإعلان عن تشكيل فريق عمل في “وزارة الدفاع” مكلف بملف “الصين”، وأمر بالشروع فورًا في مراجعة للمقاربة الإستراتيجية العسكرية للمخاطر التي تشكلها “بكين”، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأمهل “بايدن”، فريق العمل الجديد، أربعة أشهر لتقديم تقييمه: “من أجل تحديد مسار قوي للمضي قدمًا في القضايا المتعلقة بالصين، والتي ستتطلب جهدًا على مستوى الإدارة مجتمعة”.

وبحسب وكالة (رويترز) للأنباء، قال “بايدن” إن “وزارة الدفاع”، (البنتاغون)، ستراجع إستراتيجيتها تجاه “الصين”، بالنظر في مجالات حيوية تشمل المخابرات والتكنولوجيا والوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

بداية ناعمة..

ونقلت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية؛ عن “إلبريدغ كولبي”، وهو مسؤول كبير سابق في إدارة “ترامب” السابق، وسوف يساعد في صياغة موقف (البنتاغون) الجديد تجاه “الصين”، قوله: إن مراجعة (البنتاغون) ستكون “حاسمة” في تحديد ما إذا كانت إدارة “بايدن” ستواجه ما قال إنه حجم التحدي الصيني في المجال العسكري.

وأضاف “كولبي”: “أن إدارة بايدن أرسلت إشارات قوية إلى حد كبير بشأن الصين حتى الآن، لكنها تميل إلى بداية ناعمة أو حتى التقليل من أهمية القوة الصلبة، وخاصة القوة العسكرية، في المنافسة مع الصين”، واعتبر أن الخطر العسكري من “بكين” كان ومازال يتزايد وسيحتاج إلى إعطائه الأولوية على حساب قضايا أخرى.

مواصلة فرض العقوبات..

وقال مسؤولون في الإدارة إن “واشنطن” ستواصل فرض عقوبات على أفراد وكيانات صينية، على خلفية سرقة الملكية الفكرية، وستشدد القيود على وصول “الصين” إلى تكنولوجيا حساسة.

لكنهم أكدوا أن “بايدن” لن يُسارع إلى تغيير الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها “ترامب” على سلع مستوردة من “الصين”.

تحديد معالم العلاقات “الأميركية-الصينية”.. 

وقال “بايدن”: “الليلة الماضية، تحدثت مع، شي جينبينغ، عبر الهاتف على مدى ساعتين”، وهي مدة طويلة وغير معتادة لمكالمة هاتفية للرئيس الأميركي الجديد، الذي نادرًا ما تمتد المحادثات معه لأكثر من ساعة، حتى تلك التي تجرى وجهًا لوجه.

وبحث “بايدن”، مع نظيره الصيني؛ ملفات حقوق الإنسان والتجارة والتمدد الإقليمي، وكان الهدف منها تحديد معالم العلاقات “الأميركية-الصينية” في عهد الإدارة الأميركية الجديدة؛ بعدما تدهورت في عهد الرئيس السابق، “دونالد ترامب”.

وتتهم منظمات حقوقية، “الصين”، باحتجاز أكثر من مليون من أقلية “الإيغور” المسلمة، في ما تطلق عليه السلطات اسم: “معسكرات إعادة التأهيل”، في “شينجيانغ”. وهناك أدلة استغلال “الإيغور” في العمالة القسرية في تلك المعسكرات، وكذلك تعقيم النساء بالإكراه.

وتنفي “الصين” التقارير التي تتحدث عن هذه المزاعم.

ومنذ وصول “شي” إلى سدة الرئاسة؛ تشهد العلاقات بين “الصين” و”الولايات المتحدة” تقلبات. وفي عهد الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، توترت العلاقات، لا سيما بعدما فرض الملياردير الجمهوري رسومًا جمركية على بضائع صينية.

وسبق لـ”بايدن” أن التقى “شي”، عندما كان الأول نائبًا للرئيس الأميركي، “باراك أوباما”، وهو يتعرض لضغوط لمواصلة النهج المتشدد الذي أتبعه سلفه، في توقيت يسعى فيه الغرب إلى محاسبة “الصين” على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وفي حين يُحمل البعض في “الولايات المتحدة” والعالم، “بكين”، مسؤولية عدم إحتواء فيروس (كورونا) وتفشيه خارج حدودها، بعدما رصد الوباء لأول مرة على أراضيها.

هواجس أميركية..

حول ما دار بينهما، أعلن “البيت الأبيض” أن الرئيس: “شدد على الهواجس الأساسية؛ حيال الممارسات الاقتصادية الإكراهية وغير المنصفة للصين، وحملة القمع في هونغ كونغ، وانتهاكات حقوق الإنسان في إقليم شنيجيانغ، والتمدد المتزايد للنفوذ الصيني في المنطقة، ولا سيما تمدد نفوذها نحو تايوان”، وأضاف أن الرئيسين بحثا جائحة (كوفيد-19)؛ والتغير المناخي؛ وحظر انتشار الأسلحة النووية.

شؤون داخلية..

من جهته، أفاد الإعلام الرسمي الصيني أن “شي”، شدد خلال المحادثة، على أن الملفات التي طرحت هي: “شؤون داخلية للصين؛ وعلى صلة بسيادة الصين ووحدة أراضيها”.

وأضاف الإعلام الرسمي الصيني: “على الولايات المتحدة؛ أن تحترم المصالح الأساسية للصين وأن تتوخى الحذر في سلوكها”.

وفي المحادثة الهاتفية؛ قال “بايدن”، لـ”شي”؛ إن أولوياته هي حماية أمن وإزدهار وصحة الأميركيين ونمط عيشهم، والحفاظ على منطقة المحيطين: “الهندي والهاديء حرة ومفتوحة”، حسبما ورد في بيان “البيت الأبيض”، بشأن الاتصال.

تمدد النفوذ الصيني في “بحر الصين الجنوبي”..

وتندد “واشنطن” والدول الآسيوية الحليفة لها؛ بتمدد نفوذ “الصين” في “بحر الصين الجنوبي”، الذي يُعد ممرًا اقتصاديًا ضخمًا وحيويًا، وقد أقامت فيه “الصين” قواعد عسكرية، على الرغم من تنازع السيادة عليه بين دول الجوار.

وتُسيّر “الولايات المتحدة” سفنًا بحرية في المنطقة للتأكيد على أن “بحر الصين الجنوبي” هو مياه دولية.

كما أعلن “البيت الأبيض” أن الرئيسين بحثا في جائحة (كوفيد-19) والتغير المناخي وحظر الأسلحة النووية.

وأفاد الإعلام الرسمي الصيني أن “شي” شدد على: “ضرورة التمييز بين الميادين الخلافية، وتلك التي تشكل فرصًا للتعاون المثمر، وأهمية السعي لتفعيل التعاون وإدارة الخلافات”.

تحذير من تفوق الصين في البنية التحتية..

وما يدلل على المخاوف الأميركية، حذر الرئيس الأميركي؛ خلال تلك المحادثة الهاتفيه، من أن “الصين”: “ستلتهم غداء” الولايات المتحدة؛ إن لم تتحرك الأخيرة وتزيد من إنفاقها على البنية التحتية.

وبحسب شبكة (بي. بي. سي) البريطانية، فقد جاء ذلك أثناء اجتماع أجراه “بايدن”، أمس (الخميس)، مع مجموعة من أعضاء “مجلس الشيوخ” من الحزبين، “الديمقراطي” و”الجمهوري”، ركّز على الحاجة إلى تطوير البنية التحتية في “الولايات المتحدة”.

وقال “بايدن”، لأعضاء “مجلس الشيوخ”: “إذا لم نتحرك، فسوف تلتهم الصين غداءنا. إنها تستثمر مليارات الدولارات في التعامل مع مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بالنقل والبيئة ومجموعة كاملة من الأشياء الأخرى. علينا فقط أن نتحرك”.

وأشار “بايدن” إلى أن “بكين”: “لديها مبادرة رئيسة جديدة كبيرة بشأن السكك الحديدية، ولديها بالفعل قطار يسير 225 ميلاً في الساعة بسهولة”.

وخلال حملته الانتخابية، اقترح “بايدن”؛ إنفاق تريليونَي دولار على مدى أربع سنوات لخلق فرص عمل والاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة.

توتر العلاقات..

وسبق وأن تعرضت إدارة “أوباما” لانتقادات على خلفية نهجها، غير المتشدد، تجاه “بكين”، والذي أثار استياء شركات أميركية حيال ما يعتبرونه تجسسًا صناعيًا برعاية رسمية، والمخاوف من إنعدام التوازن في العلاقات التجارية.

واتخذ “ترامب” تدابير تجارية أحادية حازمة ضد “الصين” في مسعى لم ينجح في سد عجز تجاري لـ”الولايات المتحدة” معها.

وساءت العلاقات بدرجة أكبر، قبل عام، عندما اتهم “ترامب”، “بكين”، بالتستر على منشأ فيروس (كورونا)، “سارس-كوف-2″، الذي أودى حتى الآن بأكثر من 470 ألف أميركي.

وفي حين قطع “ترامب” العلاقات مع حلفاء تقليديين لـ”الولايات المتحدة”، للمضي قدمًا في نهجه الخاص تجاه “بكين”، استغل “بايدن”، الأسابيع الثلاثة الأولى من عهده؛ لإعادة ترميم تلك العلاقات وجعلها أساسًا لمقاربة أكثر جماعية.

نهج “مجدٍ”..

وقال مسؤول أميركي آخر؛ إن “بايدن” وجد أن نهج “ترامب”، الذي سعى لتنافس إستراتيجي مكثف تجاه الصين، “مجدٍ”، وهناك ضرورة لإتباع ذلك النهج في كل أوجه العلاقات الثنائية، وبكل أدوات القوة الأميركية.

من جانب آخر، قال المسؤول إن “الصين” استغلت إبتعاد “ترامب” عن شركاء وتطبيقه الفوضوي للسياسات.

دعم أميركي لـ”تايوان”..

وفي أيام “بايدن” الأولى للرئاسة، أكدت إدارته على دعمها لـ”تايوان”، ومطالبة “اليابان” بالسيادة على جزر “سينكاكو”، التي تُطلق عليها “الصين”، اسم: “دياويو”.

جاءت دعوة “بايدن”، إلى “شي”، في اليوم نفسه؛ الذي عقدت فيه سفيرة تايوان لدى الولايات المتحدة؛ أول اجتماع رسمي لها معترف به علنًا مع مسؤولي وزارة الخارجية في ظل إدارة “بايدن” الجديدة.

العدول عن نهج “ترامب” تجاه “بكين”..

وكان “بايدن” قد أعلن، يوم 7 شباط/فبراير 2021، عن عدول “الولايات المتحدة” عن النهج الذي أتبعته إدارة سلفه، “دونالد ترامب”، إزاء “الصين”.

وقال “بايدن”، في تصريحات أدلى بها لقناة (CBS) التلفزيونية، الأحد الماضي؛ أنه: “لا حاجة لنا بأن يكون هناك صراع بيننا، بل سيكون هناك تنافس شديد”.

وأضاف؛ مشيرًا إلى نظيره الصيني، “شي جين بينغ”: “ولن أتصرف مثلما تصرف ترامب، وهو يعلم ذلك، لأنه هو الآخر كان يبعث رسائل. فنحن نعتزم التركيز على قواعد اللعبة الدولية”.

وفي أول خطابه حول السياسة الخارجية، يوم الخميس الماضي، وصف “بايدن”، “الصين”، بأنها: “أكبر منافس للولايات المتحدة”، مؤكدًا استعداد “واشنطن” للعمل مع “بكين” عندما يكون ذلك من مصلحة “أميركا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب