وكالات – كتابات :
شدد رئيس الحكومة اللبنانية الجديد، “نجيب ميقاتي”، على أهمية التضامن معًا لتجاوز المحنة التي يمر بها البلاد.
وقال “ميقاتي”، خلال مؤتمر صحافي أعقب الإعلان عن تشكيلة حكومته؛ إن: “الوضع صعب جدًا، لكنه ليس مستحيلاً؛ إذا تضامنا جميعًا كلبنانيين.. يجب أن نضع يدينا بيد بعض”.
وخنقت العبرة “ميقاتي”، الذي أدمعت عيناه، واصفًا حال الشعب اللبناني اليوم، وما يواجهه من صعوبات في أمور الحياة الأساسية.
وقال “ميقاتي”؛ متأثرًا: “الأمهات قللوا جرعات الحليب لأطفالهم؛ لأن الحليب غير متوفر في لبنان، والأم اللبنانية تودع ابنها المهاجر بدمعة، وليس لديها ما يكفي لشراء حبة بنادول”.
وأكد “ميقاتي” على أن الحكومة اللبنانية: “ستعمل بمبدأ وطني، متقيدين بالدستور اللبناني، آملين أن نعود لنوقف الإنهيار الحالي”.
وكان أمين عام مجلس الوزراء اللبناني، “محمود مكية”، اليوم الجمعة، قد أعلن تشكيل الحكومة الجديدة، بعد لقاء جمع رئيس الوزراء المكلف، “نجيب ميقاتي”، برئيس البلاد، “ميشال عون”.
وقالت الرئاسة اللبنانية؛ إن “عون” و”ميقاتي” وقّعا مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بحضور رئيس مجلس النواب، “نبيه بري”.
ارتفاع سعر صرف العُملة المحلية..
وقد أفادت مصادر صحافية في “بيروت”؛ أن سعر صرف “الدولار” أمام “الليرة” اللبنانية؛ انخفض بعيد إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة؛ برئاسة “نجيب ميقاتي”.
وأضافت المصادر أن سعر الصرف انخفض من: 19 الف ليرة مقابل الدولار الواحد صباحًا؛ إلى: 15 ألف ليرة؛ بعيد توقيع المرسوم الجمهوري الخاص بتشكيل حكومة “ميقاتي”، وينتظر الشارع اللبناني المزيد من الخطوات الحكومية نحو الإصلاح الاقتصادي الذي زاد من أعباء المعيشة في “لبنان”.
بداية بالدموع وتذكر مآسي الشعب..
وأعلن في “لبنان” تشكيل حكومة جديدة، بعد شهور طويلة من المفاوضات والمماطلة والمناكفات السياسية، في بلد يُعاني من أسوأ إنهيار اقتصادي في تاريخه.
وجاء إعلان تشكيل الحكومة، المؤلفة من: 24 وزيرًا، بينهم سيدة واحدة فقط؛ هي وزير التنمية الإدارية، “نجلا رياشي”، بعد مرور 13 شهرًا على “لبنان”؛ وهو في ظل حكومة تصريف أعمال، منذ استقالة حكومة، “حسان دياب”، بعد أيام على تفجير “ميناء بيروت”، في الرابع من آب/أغسطس العام 2020.
وشهد البلد، منذ ذلك الوقت إنهيارًا متسارعًا على الصعيد “الاقتصادي-المعيشي”، حيث وصل سعر “الدولار” في السوق السوداء، في بعض المراحل، إلى نحو: 23 ألف ليرة؛ بعدما ظل طوال نحو 30 سنة، يُعادل: 1500 ليرة فقط. وأدى ذلك إلى تضخم كبير في الأسعار، بما في ذلك أسعار المواد الحيوية كالأدوية والغذاء والوقود.
ووقع الرئيسان الجمهورية، “ميشال عون”؛ ورئيس الحكومة المكلف، “نجيب ميقاتي”، مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة بحضور رئيس “مجلس النواب”، “نبيه بري”، وجه بعدها، “ميقاتي”، كلمة غير مكتوبة للصحافيين، دمعت خلالها عيناه تأثرًا؛ وهو يتحدث عن الوضع المعيشي المأساوي الذي يواجهه اللبنانيون.
ووجه “ميقاتي” تحية إلى سلفه، “دياب”: “على ما قام به في المرحلة السابقة الصعبة”، وقال أن كلمته ستكون من القلب ولم يتمكن من إخفاء تأثره ومشاعره وعينيه الدامعتين، وهو يقول: “الأم الدمعة في عينيها وحبّة بانادول لا يمكن أن تشتري؛ والوضع صعب، ويجب أن نضع يدنا في يد بعضنا ولا شيء كاملاً، ولكن نؤكد أننا سنكون فريق عمل بيد واحدة وسنعمل بأمل وعزم”.
وقال “ميقاتي”: “لنترك السياسة جانبًا ونريد العمل وورشة العمل ستكون لتأمين الحد الأدنى المطلوب للناس، وسنعمل بمبدأ وطني ولسنا مع فئة ضد فئة ولن أفوّت فرصة لدقّ أبواب العالم العربي؛ ويجب أن نوصل ما أنقطع ولبنان ينتمي إلى هذا العالم العربي وهو فخور بهذا الأمر”.
وأشار “ميقاتي”؛ إلى أن: “الناس شبعت من الكلام ومن الوعود؛ وأتعهّد بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها”، المقررة في الربيع المقبل.
وفي تلميح واضح إلى وجهة الحكومة الجديدة بتطبيق: “الإصلاحات”، التي حددها “صندوق النقد الدولي” لها لتقديم القروض المالية لها، بما في ذلك تسريع إجراءات رفع الدعم عن السلع الحيوية، قال “ميقاتي”: “هناك خطوات ستقوم بها الحكومة في أسرع وقت؛ لإنقاذ البلد، وفي ما يتعلق برفع الدعم، (نحن منشفين)، ولا رغبة لدينا برفع الدعم، لكن لا أموال للاستمرار به”.
ولم يتبق أي وزير من حكومة “دياب” الراحلة، وكل الوزراء في حكومة “ميقاتي”، هو جدد. ومن أبرز الوزراء؛ وزير الداخلية، “بسام مولوي”، ووزير الاقتصاد، “أمين سلام”، ووزير المالية، “يوسف خليل”، ووزير الخارجية، “عبدالله أبو حبيب”، ووزير الإعلام، “جورج قرداحي”، الذي كان يقدم برنامج التسلية التلفزيوني الشهير: (من سيربح المليون ؟).