خاص : كتبت – نشوى الحفني :
يبدو أن العالم أمام مرحلة جديدة يميزها المزيد من الضغوط، بعد توقيع الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، مرسومًا بإعلان “خيرسون” و”زابوروغيا”؛ في “أوكرانيا”، منطقتين مستقلتين، مما أثار موجة تنديد وغضب في الغرب؛ خاصة وأن الخطوة تُمهد الطريق أمام ضمهما رسميًا إلى “روسيا”.
ونشر (الكرملين) نص القرار، حيث تضمن اعتراف “بوتين” بالإقليمين كمنطقتين مستقلتين، وهي خطوة لازمة قبل أن يتمكن الرئيس الروسي من إعلان ضم المنطقتين رسميًا إلى “روسيا”؛ اليوم الجمعة.
كما أعلن (الكرملين) أن “بوتين” سوف يُصّادق اليوم الجمعة، على ضم: 04 مناطق أوكرانية وهي: “خيرسون ودونيتسك ولوغانسك وزابوروغيا”، والتي تُسيطر عليها “روسيا”، وذلك خلال مراسم تُقام في قصر (الكرملين) يلقي خلالها الرئيس؛ “فلاديمير بوتين”، خطابًا.
تصعيد خطير يُهدد فرص السلام..
وبشكل متسارع، وصف الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيريش”، الخميس، تصرفات “روسيا” الأخيرة: بـ”التصعيد الخطير”، مؤكدًا أنها ستُهدد بشدة فرص السلام في المنطقة، قائلاً: “أي قرار بتنفيذ عملية ضم المناطق الأوكرانية الأربع لن يكون له أي قيمة قانونية ويستحق الإدانة”، واصفًا عملية الضم الروسية: بـ”التصعيد الخطير؛ وهو أمر لا مكان له في العالم المعاصر”.
وأكد أن عملية الضمّ: “تتعارض مع كل ما يُفترض أن يُمثّله المجتمع الدولي”، وقال إنه: “يهزأ بأهداف ومباديء الأمم المتحدة”، مشددًا على أنه: “حان وقت الإبتعاد عن الهاوية”.
وأشار إلى أن: “أي قرار روسي للمُضي في هذا الاتجاه سيُهدّد آفاق السلام أكثر، ويُطيل الآثار المأسوية على الاقتصاد العالمي، وخصوصًا على الدول النامية، ويعوق قدرتنا على إيصال المساعدات الطارئة إلى أوكرانيا وخارجها”.
مهزلة لن يعترف بها.. هكذا قررت “واشنطن” !
من جانبه؛ قال الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إن “الولايات المتحدة” لن تعترف أبدًا باستفتاءات ضم الأراضي الأوكرانية إلى “روسيا”، قائلاً خلال قمة في “واشنطن” جمعت قادة جزر “المحيط الهاديء”: “أريد أن أكون واضحًا في هذا الصدد.. الولايات المتحدة لن تعترف أبدًا، أبدًا، أبدًا بما تُطالب به روسيا على أراضي أوكرانيا ذات السيادة. هذه الاستفتاءات المزعومة كانت مهزلة، مهزلة مطلقة. النتائج تولت موسكو فبركتها”.
وفي إشارة إلى الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، اعتبر “بايدن” أن: “عدوان روسيا في أوكرانيا بهدف مواصلة الطموحات الإمبراطورية لبوتين؛ هو انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة ولوحدة أراضي أوكرانيا”.
ومن المُقرر أن تُقدم “الولايات المتحدة وألبانيا” قرارًا يُدين: “الاستفتاءات” في “أوكرانيا”؛ التي وصفها الغرب بأنها: “مهزلة”، إلى “مجلس الأمن الدولي” ثم إلى “الجمعية العامة”، وأعضائها البالغ عددهم: 193 دولة.
تجنب العواقب شرط إيقاف “بوتين”..
بينما اعتبر الرئيس الأوكراني؛ “فلاديمير زيلينسكي”، أنّ: “روسيا لا تزال قادرة على تجنب العواقب المدمرة للحرب، ولكن لتحقيق ذلك ينبغي إيقاف الرئيس الروسي؛ فلاديمير بوتين”.
فوز التصويت: بـ”نعم”..
وكانت السلطات الموالية لـ”موسكو” في مناطق: “زابوريغيا وخيرسون ولوغانسك”، بجنوب وشرق “أوكرانيا”، أعلنت مساء الثلاثاء، فوز التصويت: بـ”نعم” في استفتاء على ضمهم لـ”روسيا”.
وأكدت المفوضية الانتخابية لهذه المنطقة أن: 93.11% من الناخبين صوتوا لصالح الارتباط بـ”روسيا”، بعد فرز: 100% من الأصوات، مشيرة إلى أن هذه النتيجة ما زالت في الوقت الحالي أولية.
كما أعلنت السلطات الموالية لـ”روسيا”؛ في منطقة “خيرسون”، فوز الأصوات المؤيدة للانضمام إلى “روسيا” في الاستفتاء.
وقالت إن: 87.05% من الناخبين صوتوا مع الانضمام إلى “روسيا” بعد فرز: 100% من الأصوات، قبل ذلك بقليل.
وتوالت نتائج الاستفتاء الذي جرى في أربع مناطق أوكرانية، حيث أعلنت السلطات الموالية لـ”روسيا”؛ نجاح استفتاء الضم في مقاطعة “لوغانسك” أيضًا.
وأكدت مفوضية الانتخابات في هذه المنطقة، وفق ما نقلت عنها وكالتا (ريا نوفوستي) و(إنترفاكس) الروسيتان؛ أن: 98،42% من الناخبين صوتوا لصالح الارتباط بـ”روسيا”، بعد فرز: 100% من الأصوات.
تداعيات انضمام الأراضي إلى “روسيا”..
تعليقًا على ذلك؛ قال الدكتور “عمرو الديب”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “لوباتشيفسكي”؛ بـ”روسيا”، إنه تم الإعلان عن نتائج الاستفتاء في: الـ 04 مناطق، وهناك موافقة شبه جماعية من سكان هذه المناطق على الانضمام إلى “الاتحاد الروسي”، مضيفًا أن الرغبة لدى سكان المناطق الأربع التي تم بها الاستفتاء، ليست وليدة اللحظة؛ ولكنها منذ 08 أعوام؛ بالتحديد منذ عام 2018، عندما ضمت “روسيا”؛ شبه جزيرة “القِرم”، ومنذ ذلك الوقت ومنطقتا: “لوغانسيك ودونيستك”، اللتان تُشكلان منطقة “دونباس”، لديهما الرغبة في الانضمام إلى “روسيا”.
وأشار إلى أن تبعات عملية الضم التي حدثت يمكن أن تكون بالفعل خطيرة ويمكن أن تُنهي هذه الحرب، لافتًا إلى أن “أوكرانيا” ستستمر في اعتداءاتها على الأراضي التي انضمت إلى “روسيا” خاصة جمهوريتي: “لوغانسيك ودونسيتك”، وهذا يعني اعتداء واضحًا على الأراضي الروسية بشكلٍ مباشر ما يلزم تغير مسمى: “العملية العسكرية الخاصة”؛ إلى مصطلح: “عملية إرهاب”، وهذا أقل شيء، ولكن إذا زاد الأمر عن حده سوف يتم إعلان الحرب بشكلٍ رسمي من جانب “روسيا” على “أوكرانيا”.
الضغط على “أوكرانيا” لإيقاف العمليات العسكرية..
وحول احتمالية إنهاء الحرب، أوضح أستاذ العلوم السياسية، أن الجانب الغربي سوف يضغط على “أوكرانيا” لإيقاف العمليات العسكرية في الأراضي: الـ 04 التي تم ضمها إلى “روسيا” وهي: “زابوريغيا وخيريسون ولوغانسيك ودونيسيتك”، وهذا يعني قرارًا أوروبيًا أميركيًا بوقف الحرب حتى لا تكون هذه الاعتداءات من جانب “أوكرانيا” اعتداءات على الأراضي الروسية وحتى لا تدخل الأمور في حالة حرب مباشرة.
ولفت “الديب” إلى أننا أمام وضع صعب للغاية بعملية ضم الأراضي إلى “روسيا”، كما يُعتبر قرار ضم الأراضي هو القرار قبل الأخير من قِبل “روسيا” حتى يتم وقف هذه الحرب واللجوء إلى المفاوضات مع “أوكرانيا” والغرب، أو الاتجاه ناحية الاحتمال الآخر وهو استكمال العمليات العسكرية والذهاب إلى حرب كاملة.