19 أبريل، 2024 11:26 م
Search
Close this search box.

“عصر إيران” يبحث عن إجابة .. انتصار أم تراجع النظام ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تعيش البلاد أوضاع مريرة ودامية يصعب تجاوزها دون مبالاة؛ والأحداث الأخيرة ملأت قلوب كل الإيرانيين بالحزن ولفتت انتباه العالم إلى “إيران”، وهناك الكثير من التصريحات والحوارات سوف أنقل بعضها بشكل مختصر قدر المستطاع مع الاعتراف بالقصور مسبقًا؛ بحسب “جعفر محمدي”؛ في تقريره المنشور على موقع (عصر إيران).

01 – ماذا يُريد الشعب ؟

لا يطلب المواطنون الكثير؛ فقط يُريدون الحياة العادية، لا يُريديون الحياة العادية على غرار الدول الإسكندنافية و”كندا وأستراليا”، ولكن هم يقنعون بالحياة العادية والإنسانية في دول مثل: “تركيا والهند وماليزيا وفيتنام” وغيرها؛ فهل هذا مطلب كبير ؟!.. أم أن تلبية هذا المطلب بالغة الصعوبة أو مستحيلة ؟!

02 – فصل المتظاهرين عن المشاغبين..

في الحقيقة المسؤولون صادقون في هذه النقطة؛ ويكررونها باستمرار، لكن عليكم فقط أن تسألوا أنفسكم: كيف يُعبر الناس عن شيء يعترضون عليه ؟.. هل منحتم على سبيل المثال المعارضون لدوريات الأخلاق تصريح بالتظاهر السلمي تحت حماية الشرطة وفق المادة (27) من دستور “الجمهورية الإيرانية” ؟.. الجواب واضح؛ فحين ترفضون السماح للتعبير عن الاحتجاجات من خلال القنوات المعروفة، فالمعروف أن يخرج أي احتجاج عن المسار السلمي، وأن يتحول الاحتجاج الذي يهدف إلى الإصلاح إلى أعمال شغب.

03 – تورط الأجانب..

يصدق المسؤولون في الحديث عن تورط عناصر أجنبية معادية في الاحتجاجات، لكن هذا هو المشهد الثالث من الفيلم، بينما المشهد الأول يدور عن المخالفات الناجمة عن سوء إدارة المسؤولين أنفسهم، والثاني يدور عن احتجاجات المواطنين الذين فاض بهم الكيل، ومن ثم فالثالث يدور عن الأجانب والأعداء الذي يسكبون البنزين على النيران المشتعلة بالأساس.

والسؤال للمسؤولين الآن: إذا كنتم بالفعل تبحثون عن الأيدي الخفية، عليكم أن تبحثوا إلى جانب ذلك عن العناصر الأجنبية الأقوى نفوذًا وتأثيرًا في صفوفكم.

فالعدو الذي يُخطط للنفوذ في قلب تجمع بضعة مئات أو آلاف من أبناء الشعب العاديين، سيكون لديه بالتأكيد دافع وحوافز ومكاسب أكبر للنفوذ في طبقات السلطة السياسية.

وموضوع “الحجاب” و”شرطة الأخلاق” بالفعل طريف يُسّهل عملية العثور على الأيادي الخفية بين المسؤولين، يكفى فقط أن ترى خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت الأحداث الأخيرة، أي مسؤول تحدث عن أحداث جديدة تتعلق بـ”الحجاب” في الدولة، ومن نفخ في البوق، ومن أضاف من الحساسية وعمل على تهييج الرأي العام، بحيث وصلنا إلى حادث الوفاة المؤلم للفتاة؛ “مهسا أميني”، داخل مقر “شرطة الأخلاق” الرئيس، وبقية القصة معروفة.

04 – الاعتراف بالمسؤولية..

ألم تكن هناك اضطرابات واسعة في عموم البلاد، أسفرت عن عشرات القتلى ومئات المصابين، لكن لا يوجد مسؤول أعلن تحمل المسؤولية تجاه القتلى، ولكن اتهموا التيارت المناوئة بقتلهم، أو كما يقول وزير الداخلية: البعض قتلوا المتظاهرين في إطار تصفية الحسابات الشخصية.

وقد يكون من المقبول اتهام العدو المذكور سلفًا بالوقوف وراء عمليات القتل، إذ لا يُتوقع من العدو سوى العداء.

وقد يكون بالفعل هناك قتلى في إطار تصفية الحسابات الشخصية، لكن أليس من الممكن أن يكون أحد أفراد الشرطة قد ارتكب خطأً ولو حتى على سبيل السهو، الأمر الذي يفرض على جهاز الشرطة أن يقول على الأقل إننا نبحث الموضوع !.. وبغض النظر عن النقاشات حول القتلى، ألا تكشف الفيديوهات المنشورة عن بعض السلوكيات الشرطية الخاطئة ؟.. لماذا لم يتقدم المسؤولون و”وزارة الداخلية” باعتذار على الأقل ؟.. وصدقوا لو يحدث ذلك فلن يُؤخذ على محمل الضعف وإنما سيكون مؤشر على قوة الشرطة، وأنها تشرف في إطار التعامل مع المواطنين على سلوكيات أفرادها ولن تسمح بإفلات أحد العناصر قام بالاعتداء والضرب بلا سبب.

05 – انتصار أم تراجع النظام ؟

لو أن هناك ظاهرة في نظام “الجمهورية الإيرانية” لا تحظى بقول الشعب، فهذا يعني أن الأعداء الحكماء أو الأصدقاء غير الحكماء لـ”الجمهورية الإيرانية”، إنما يقودون البلاد إلى التراجع على هذا الصعيد بهدوء.

وعليه لو سارع النظام بعد الإلمام بالموضوع محل معارضة الشعب إلى التماهي مع الأغلبية وتلبية متطلباتهم، فهذا لا يُسمى تراجعًا وإنما استعادة الساحة التي كان قد خسرها قبلًا ويُعد انتصارًا كبيرًا.

والسبب واضح تمامًا. فسوف تنهار “الجمهورية الإيرانية” بدون المواطنين ومطالبهم، وحين يُقضى على عدم التناغم بين “الجمهورية” والشعب، فهذا بمثابة الاستمرار في الحياة وتطوير القدرات وهو ما يعتبر انتصرًا للنظام والشعب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب