بإعلانه عن خطة لإنشاء مجموعة دولية جديدة .. “بوتين” يحول أهداف “نتانياهو” للصالح السوري !

بإعلانه عن خطة لإنشاء مجموعة دولية جديدة .. “بوتين” يحول أهداف “نتانياهو” للصالح السوري !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في واحدة من الخطوات الروسية للسيطرة على الأرض السورية وبيان مدى القدرة على إتخاذ القرارات المصيرية وتنفيذها، أكد الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، وجود خطة لإنشاء مجموعة دولية جديدة تشمل الدول المنخرطة في النزاع السوري، ستتولى مهمة “الاستقرار النهائي” بعد استئصال الإرهاب في هذه البلاد.

تصريحاته هذه جاءت تعليقًا على إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، أمس الأول، بعد مفاوضات جرت بينهما في “موسكو”، عن اتفاق على إنشاء مجموعة عمل خاصة بسحب القوات الأجنبية من “سوريا”.

وفي معرض تعليقه على هذه المبادرة؛ قال “بوتين”: “تكمن الفكرة في إنشاء مجموعة عمل دولية ستشمل جميع الأطراف المعنية، وبالدرجة الأولى طبعًا القيادة السورية، وربما المعارضة ودول المنطقة.. جميع المنخرطين في النزاع.. وستتولى المجموعة مهمة الاستقرار النهائي بعد القضاء على جميع بؤر للإرهاب”.

سحب جميع القوات الأجنبية..

مشيرًا إلى أن هذه الخطة تنص على ضرورة سحب جميع القوات الأجنبية من الأراضي السورية؛ واستعادة مؤسسات الدولة السورية مع الحفاظ على وحدة أراضيها.

وشدد “بوتين” على أن هذه المبادرة تتماشى تمامًا مع الموقف الروسي إزاء النزاع السوري، وطُرحت على أجندة مفاوضاته مع “نتانياهو”، أمس الأول.

وردًا على سؤال بشأن تقييمه للوضع الحالي في البلاد، قال الزعيم الروسي إن الأوضاع في “سوريا” استقرت، وسيتم القضاء على آخر بؤر الإرهاب في هذه الدولة في القريب العاجل، مشيرًا إلى أن مناطق في محافظة “إدلب” وشرق “الفرات” لم تستقر بعد، مؤكدًا على أنه بحث مع “نتانياهو” ضرورة العمل في هذا الإتجاه.

خروج القوات الروسية غير وارد..

تعليقًا على خطة “بوتين”؛ يقول الباحث السياسي، “غسان يوسف”، أن تشكيل هذه المجموعة يؤكد على أن “روسيا” ماضية في تنفيذ عدة أمور :

أولًا؛ تخليص “سوريا” من جميع المجموعات الإرهابية المتواجدة فيها، وهذا ما أشار إليه الرئيس الروسي.

ثانيًا؛ إخراج القوات الأجنبية، ويندرج في إطار هذه القوات الأجنبية المتواجدة في “سوريا”، القوات التركية التي دخلت دون دعوة “سوريا”، وكذلك قوات “التحالف الدولي”، والقوات الإسرائيلية المتواجدة في “الجولان” السوري المحتل.

ويشير “يوسف” إلى أنه بالنسبة للقوات التي أتت إلى “سوريا” بدعوة من الحكومة السورية، فهي القوات الروسية والإيرانية، وما ينطبق على القوات الإيرانية ينطبق على القوات الروسية، إلا إذا طلبت الدولة السورية من الدولة الإيرانية بإخراج قواتها لعدم وجود حاجة لذلك.

ويضيف “يوسف” قائلاً: “إنه من المعروف أن لروسيا قاعدة في جبلة وأخرى في طرطوس، وأعتقد أن سوريا بحاجة إلى سلاح الجو الروسي، وأيضًا إلى منظومات الدفاع الجوي، التي تزود بها الجيش السوري مثل (إس-300) وغيرها. لذلك، أعتقد أن إخراج القوات الروسية غير وارد ضمن طرح الرئيس بوتين، وإنما المقصود خروج القوات التي دخلت بدون إذن الدولة السورية. وفي حال الطلب من إيران، سيتم هذا الطلب بشكل رسمي، وباتفاق بين البلدين، لأن العلاقة بين سوريا وإيران هي علاقة إستراتيجية”.

لا يخرج عن نطاقات التفاهمات السابقة..

ويقول “نورالدين إسكندر”، في موقع (الميادين)؛ أن كلام “بوتين”، الذي جاء تعليقًا على مبادرة إنشاء مجموعة دولية ستتولى مهمة الاستقرار النهائي في “سوريا”، ربطه الرئيس الروسي “بالقضاء على جميع بؤر الإرهاب”. وهو إذ قال إن جميع دول المنطقة؛ إضافة إلى الدولة السورية وربما المعارضة، سيكونون من ضمن مجموعة العمل هذه، لم يستبعد “إيران” وحلفاءها من جهة، واستمر في ربط ذلك بالقضاء على الإرهاب. الأمر الذي يتوافق مع الموقف الروسي الأساس من الأزمة السورية عند إنطلاقتها، ويتوافق مع موقف الدولة السورية من المسألة، ولا يتعارض مع المقاربة الإيرانية للأزمة، التي تستند إلى طلب رسمي سوري بالتدخل، مقرون بضرورات محاربة الإرهاب.

وعليه؛ فإن تصريح الرئيس الروسي لا يخرج عن سياق التفاهمات السابقة التي حاكها الروس والإيرانيون والسوريون معًا، ولا يخرج عن سقف العلاقة المرسومة بين هذه الدول، بل إنه يتناغم مع الإصرار السوري والإيراني على تحرير “إدلب” واستعادة السيطرة في مناطق شرق “الفرات”، هذا من ناحية.

فروق جوهرية بين المقصود الروسي والإسرائيلي..

بينما من ناحية أخرى فهو يؤشر إلى أن معنى “انسحاب القوات الأجنبية من سوريا” ينصب بصورةٍ رئيسة على القوات المتواجدة في المنطقتين اللتين ذكرهما “بوتين” بالاسم في خطابه، “إدلب وشرق الفرات”، أي القوات التركية في “إدلب”، والأميركية في “شرق الفرات”، وليس القوات الإيرانية التي لم يقحم “بوتين” مناطق تواجدها في سياق تعليقه على الإعلان عن الخطة الوليدة.

وبالتالي فإن فروقات جوهرية تلك التي رصدت بين المعنى الروسي لكلام “بوتين” عن خطة “مجموعة العمل الدولية” الجديدة؛ وهدفها المتمثل باستعادة الاستقرار النهائي في “سوريا” وانسحاب القوات الأجنبية بعد القضاء على بؤر الإرهاب، وبين المعنى الإسرائيلي لذلك على أساس أنه تناغم مع “نتانياهو” في حربه ضد “إيران”.

وربما يكون تعليق، “كسينيا سفيتلوفا”، النائب عن كتلة “المعسكر الصهيوني” المعارضة، دقيقًا في هذا الشأن، حيث اعتبرت أن زيارة “نتانياهو” إلى “موسكو” تستخدم لأغراض دعائية. بينما يبدو أن تركيز “بوتين” منصب في مكان آخر، وهو كيفية رسم مستقبل نظام سياسي آمن لـ”سوريا” مع الأتراك والإيرانيين، وليس مع الحلفاء الأقرب لـ”أميركا” في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة