19 أبريل، 2024 8:28 ص
Search
Close this search box.

دبلوماسي إيراني : “باكستان” لا تستطيع الاستمرار في الحرب مع “الهند” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أعلن “جيش باكستان” إسقاط طائرتين لـ”الهند”، كانتا قد اخترقتا مجال “كشمير” الباكستانية الجوي. في المقابل إدعت “دلهي” إسقاط طائرة باكستانية.

لكن الصراع بين البلدين، والذي إنتهى إلى هجوم المقاتلات الهندية على “كشمير” الباكستانية، أدى إلى مقتل 300 شخص، وقد جاء نوعًا ما كإجابة على حادث تفجير أتوبيس القوات الأمنية الهندية في “كشمير” ونتج عنه وفاة 40 شخصًا.

ورغم إعلان مسؤولي البلدين الرغبة في إنهاء الصراع عن طريق الحوار، لكن لا يمكن في الوقت نفسه تجاهل إمكانية تصاعد وتيرة الصراعات. ولمناقشة التطورات الجارية، واحتمالات تصاعد وتيرة الصراع، وتأثير ذلك على العلاقات الإقليمية في شبه القارة، أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”، الحوار التالي مع، الدكتور “عبدالمهدي طاهري”، أول مستشار ثقافي للخارجية الإيرانية بـ”وزارة المعارف الأفغانية”، والخبير في شؤون غرب آسيا…

طاهري

الضغط على الإدارة الأميركية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هو تقييمكم للحالة في ضوء الإنفلات الراهن ؟.. وهل من إمكانية لتصاعد الصراعات واندلاع حرب كاملة ؟

“عبدالمهدي طاهري” : بعد مقتل 300 باكستاني، كانت حكومة “إسلام آباد” مضطرة، تحت وطأة ضغوط الجيش والقوى السياسية والدينية الراديكالية، إلى إسقاط المقاتلات الهندية كرد فعل على مهاجمة الجيش الهندي “كشمير” الباكستانية، في محاولة لتخفيف الضغوط السياسية والأمنية.

ورغم أن مستوى وشدة الصراع بلغ ذروته، خلال الأيام الثلاثة الماضية، لكن من غير المتوقع أن يتجه البلدان، (وهما من القوى النووية في العالم)، إلى تصعيد الصراعات، لا سيما بعد أن أعلن مسؤولي البلدين ضرورة ضبط النفس وحل المشاكل بالحوار. فقد إحتوت “الهند” استياء الرأي العام على خلفية هجوم “كشمير” الإرهابي بهجوم، الاثنين والأربعاء، كذلك نجحت “باكستان” في إجابة التوقعات الشعبية من خلال المقابلة بالمثل.

لكن عمومًا؛ يبدو أن الأجهزة الدبلوماسية الهندية والباكستانية وضعت على جدول أعمالها مهمة إنهاء الصراع سريعًا.

من جهة أخرى؛ ثمة إمكانية لإنهاء هذه المسألة بوساطة طرف ثالث أو “منظمة الأمم المتحدة”. لكن المسألة الأهم هي دوافع “باكستان” للقيام بمثل هذه العمليات، والذي تزامن تقريبًا مع حادثة “خاش-زاهدان” الإرهابية في “إيران”.

وفي هذا الصدد؛ تجدر الإشارة إلى أنه أحيانًا يسعى الجيش والاستخبارات الباكستانية المشتركة، (ICI)، إلى خلق بؤر توتر على الحدود المشتركة مع “الهند” و”أفغانستان”، بل “وإيران”، بغرض الحصول على مساعدات مالية وأسلحة من “الولايات المتحدة الأميركية”. من جهة أخرى، فإن توتر علاقات “واشنطن-إسلام آباد”، لا سيما بعد مواقف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، في اتهام “باكستان” بإثارة الاضطرابات في “أفغانستان”، دفع “باكستان” للسعي إلى الضغط على “أميركا” بلفت الإنتباه في ضوء الاضطرابات الأمنية، وكذلك دعم “طالبان”، وإجبارها على تحسين العلاقات مع “إسلام آباد”.

لكن ما شاهدناه على مدى الأيام الماضية؛ فقد تكبدت “باكستان” تبعات ثقيلة من المنظور السياسي والدبلوماسي بل والأمني بسبب هذه العمليات، لدرجة أن “باكستان” تعرضت إلى ضغط شديد جدًا من دول الجوار، خلال الأسابيع الماضية. وفي ضوء ما تقدم لو تستمر “باكستان” في تنفيذ هكذا عمليات للضغط على الإدارة الأميركية، فلا أحد يضمن ألا يكون الباكستانيون أنفسهم أول ضحايا هذه العمليات.

استنزاف مستوى القوى الخاطئة..

“الدبلوماسية الإيرانية” : لطالما وقعت منطقة “كشمير” تحت سيطرة القوات الأمنية الباكستانية، ومن ثم فاحتمالات تورط الاستخبارات الباكستانية المشتركة، (ICI)، في إدارة حادث “كشمير” الهندية محل الصراع قوية جدًا. والسؤال كيف فقد الجيش الباكستاني السيطرة بمثل هذه العمليات ؟.. وهل توقعت “إسلام آباد” ألا ينتهي رد فعل الهنود إلى مقتل أكثر من 300 باكستاني ؟

“عبدالمهدي طاهري” : أحيانًا تصل طاقة القوى السياسية والدينية والأمنية الباكستانية إلى مرحلة التشبع، حينها لا يكون إزاء “باكستان” سوى استنزاف مستوى القوى الخاطئة بتنفيذ مثل هذه العمليات.

(ICI) يفتقر إلى الرؤية الصحيحة !

“الدبلوماسية الإيرانية” : حتى لو على حساب الحرب مع “الهند” وباقي دول الجوار ؟

“عبدالمهدي طاهري” : لن تندلع الحرب.. وكما لو أن “باكستان” توقعت في البداية رد فعل هندي على “حادث كشمير”، لكنها لم تتوقع أن يتمخض ميزان العنف والصراع عن هذا الكم من الخسائر.

لكن ورغم كل ما حدث لا أتوقع أن تستدرج “باكستان”، الهند، إلى حرب كاملة إذ يبدو أن الصراع الراهن لن يتجاوز هذه المرحلة. لكن الأهم هو أن الجيش والمخابرات الباكستانية يفتقرا إلى الرؤية الصحيحة لمقولة تأمين الحدود المشتركة مع دول الجوار.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب