النفوذ الإيراني .. معلق على إرادة الشارع الانتخابي العراقي !

النفوذ الإيراني .. معلق على إرادة الشارع الانتخابي العراقي !

خاص : كتب – محمد بناية :

أصدر الرئيس العراقي، “فؤاد معصوم”، مرسوماً بتحديد موعد انتخابات مجلس النواب لدورته الرابعة في 12 آيار/مايو المقبل، وبالتالي فشلت محاولات الكتلة السنية والأحزاب الكردية بتأجيل الانتخابات.

ويعول البعض على أن تسهم الانتخابات المقبلة في الحد من النفوذ الإيراني داخل العراق، والتي تسعى لإستغلال العملية الانتخابية في كسب المزيد من التغلغل بمؤسسات الدولة عبر تسكين قيادات الميليشيات المسلحة المحسوبة عليها إلى البرلمان في ظل عدم وجود طرف حقيقي ينافس الأحزاب الطائفية.

التنافس على منصب رئيس الوزراء..

أبرز الأطراف المتنافسة على منصب رئيس الوزراء، الأكثر تأثيراً وصلاحيات في هيكل الدولة العراقية، رئيس الوزراء الحالي، “حيدر العبادي”، الذي يقود “تحالف النصر”، ونائب الرئيس العراقي، “نوري المالكي”، رئيس إئتلاف “دولة القانون”، و”هادي العامري”، الذي يقود تحالف “الفتح” وجميع فصائل “الحشد الشعبي” الأكثر قرباً من إيران. ورغم الخلافات السياسية إلا أن كلاً منهم يحمل خلفية إيديولوجية وتربى في حزب طائفي، لكن التنافس بينهم على التوفيق بين إرضاء إيران وبناء علاقات سليمة مع المحيط العربي والنظام الدولي.

وتميل إيران في هذا السباق إلى خسارة “حيدرالعبادي”، الذي يعارض التدخل الإيراني في الشأن العراقي. يقول “فلاح المشعل”، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة (الصباح) الإيرانية شبه الحكوميّة: “في ضوء الاستراتيجيّة الإيرانيّة داخل العراق، فإنّ العبادي مطالب بمواقف لا تتقاطع مع المشروع الإيرانيّ من خلال عدم منع الدور الذي يعطى للحشد الشعبيّ في الملف الأمنيّ والعسكريّ العراقيّ، كون العديد من فصائله تمتثل لأوامر المرشد الأعلى علي خامنئي”. أضف إلى ذلك تخوف إيران من تنامي الدعم الدولي والعربي لـ”العبادي” بالشكل الذي قد يترتب عليه إنحسار دورها في العراق. ولذلك يسعى “العبادي” للحصول على حلفاء من بين العراقيين السنة العلمانيين والدينيين، والأكراد. في غضون ذلك فالتحالفات التي ستعقد مع “الصدر” والقوى الشيعية والكردية، هي التي ستحسم المنصب.

الانتخابات وأهمية “كردستان العراق”..

من ثم تسعى إيران، من خلال التقارب مع “كردستان العراق”، إلى توجيه دفة الانتخابات بالشكل الذي يخدم الأهداف والتطلعات الإيرانية، وفي هذا الصدد علق موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، على زيارة وفد “كردستان” برئاسة، “نيجيرفان البارزاني”، مؤخراً إلى طهران بالقول: “إن بمقدور إيران وكردستان معاً إنقاذ بغداد من الأزمة المقبلة والمتعلقة بالانتخابات ضد الأطراف التقليدية المنافسة لإيران، (تركيا والمملكة العربية السعودية)، والتي تسعى إلى تغيير الأوضاع في العراق، لأن تركيا تريد، وكذلك السعودية، إضعاف الوجود الشيعي في العراق من خلال دعم السنة العراقية، وكذلك الحد من الوجود الإيراني في العراق بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، لأن التحدي الرئيس أمام بغداد حالياً هو أهل السنة والأكراد”.

ميدانياً تصاعدت الأصوات المنتقدة للإسلام السياسيّ في الشارع العراقيّ، وعزت كل ما يمر به العراق من مشاكل وفساد واسع لحكم الإسلاميّين في العراق. وأنتقد الناشط الاجتماعيّ والمدوّن، “وسيم سيزيف”، في حوار إلى صحيفة (المونيتور) الأميركية، تحالف المدنيّين مع الإسلاميّين مثل “التيّارالصدريّ” أو الأحزاب التابعة إلى فصائل “الحشدالشعبيّ”، معتبراً ذلك “إنتحاراً مبكراً جدّاً لتيّار سياسيّ مدنيّ يستطيع أن يكون معارضة حقيقيّة ومزعجة جدّاً للإسلاميّين في العراق، ولكن يبدو أنّ التيّار المدنيّ يعتقد أنّ السلطة فقط ولا غيرها هي الطريق الوحيد إلى التغيير”.

لكن من المعروف أن “التيار الصدري” يعارض التدخلات الإيرانية في العراق، ورفض الإنضمام إلى “تحالف النصر” بقيادة “حيدر العبادي”، ووصفه بـ “البغيض والطائفي”، وقال: “أتعجب مما آل إليه الأخ العبادي؛ الذي كنا نظنه أول دعاة الوطنية والإصلاح، فعظم الله أجر الدعاة، وعظم الله أجر كل نابذ للطائفية والتحزب”، وتابع: “أعلن أنني لن أدعم سوى القوائم العابرة للمحاصصة، والتي يكون أفرادها من التكنوقراط المستقلين، بعيدة عن التحزب والتخندق الطائفي لتقوية الدولة العراقية الجديدة”.

وعليه يبدو أن تيارات الإسلام السياسي الشيعي لم تحظى بالزخم، وأن الوجود الإيراني على الأرض العراقية بات هشاً، لا سيما بعد محاولات إنفصال “حوزة النجف” عن نظيرتها في “قم”، ورفض “آية الله السيستاني” منصب تمثيل المرشد “علي خامنئي” في “النجف”.

كما لا يمكن إنكار ثقل “تيار الصدر” في الشارع العراقي، الذي قد يقبل الموازين بالتحالف مع التيارات المدنية، وبالتالي ربما ستفرز واقعًا عراقيًا جديدًا، لاسيما إذا توفرت انتخابات نزيهة وخالية من التزوير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة