11 أبريل، 2024 4:55 م
Search
Close this search box.

“عقوبات الكرملين” .. تستهدف الانتخابات الروسية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في إطار قانون “مواجهة أعداء أميركا”، أدرجت واشنطن، الثلاثاء 30 كانون ثان/يناير 2017، 114 وزيراً روسياً وشخصيات في الدولة وسياسيين مقربين من القيادة الروسية، بينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية الروسيين ورئيس هيئة الأركان والسكرتير الصحافي للرئيس الروسي، إضافة إلى رئيس الإدارة الرئاسية الروسية، ضمن “قائمة الكرملين” للعقوبات.

وجاء في بيان للمالية الأميركية أن من بين الأسماء التي أدرجت في القائمة: رئيس الوزراء الروسي، “دميتري مدفيديف”، والنائب الأول لرئيس الحكومة الروسية، “إيغور شوفالوف”، ووزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، ورئيس إدارة الكرملين، “أنطون فاينو”، والسكرتير الصحافي للرئيس الروسي، “دميتري بيسكوف”.

وأحتوت القائمة على 210 أشخاص، منهم 96 رجل أعمال روسي، بالإضافة إلى 114 وزيراً روسياً وشخصيات في الدولة، وسياسياً مقرباً من القيادة الروسية.

وأكد البيان على أن القائمة لا تعني فرض عقوبات على هؤلاء الأشخاص، ولكن يمكن فرضها في المستقبل. وهناك عدد من الأشخاص المدرجة أسماؤهم في القائمة يخضعون بالفعل للعقوبات الأميركية.

قانون مواجهة أعداء أميركا..

هذا وكان الكونغرس قد أعتمد في وقت سابق، قانوناً “حول مواجهة أعداء الولايات المتحدة من خلال العقوبات”، الأمر الذي يتطلب من الإدارة تقديم تقارير حول مختلف جوانب سياسة العقوبات.

وعلى وجه الخصوص، قبل 29 كانون ثان/يناير 2018، كان على الإدارة أن تقدم إلى الكونغرس “تقريراً عن الكرملين”؛ عن رجال الأعمال المقربين من السلطات الروسية، الذين يمكن فرض عقوبات عليهم نظرياً، لكن لم يتم نشر هذا التقرير بشكل علني.

وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الولايات المتحدة، في وقت سابق، عن قائمة شركات الدفاع والمؤسسات الروسية، التي من الناحية النظرية قد تخضع لعقوبات قطاعية وفقاً للقانون.

عقوبات جديدة ضد روسيا..

أعلن وزير الخزانة الأميركي، “ستيفن منوتشين”، أمام الكونغرس، أن “تقرير الكرملين” سيؤدي إلى عقوبات جديدة ضد روسيا، قائلاً خلال اجتماع للجنة المصرفية: “هناك عقوبات ستنبثق عن التقرير”.

ولفت وزير الخزانة الأميركي، إلى أن الجزء السري من “تقرير الكرملين”، الذي يتضمن توصيات للكونغرس حول العقوبات، يشمل نحو 100 صفحة وأن وزارة الخزانة تأمل في أن الكونغرس سيكشف هذه المعلومات ووزارته تنتظر ذلك بفارغ الصبر.

وتابع “منوتشيين”، رداً عن سؤال أحد أعضاء الكونغرس: “هذا وصف خاطئ أننا لا نفرض عقوبات على روسيا، والجزء السري من هذا التقرير من مائة صفحة، ونحن نتطلع إلى أن الكونغرس سيقوم بتعميمه، مقترحات بشأن العقوبات عمل غير مسبوق وسوف نستخدم هذا التقرير في إطار المسار المخطط لفرض العقوبات، لا تفسروا ذلك كأننا لا نفرض عقوبات ضد أي من الشخصيات المدرجة أسماؤهم في هذا التقرير”.

عمل عدائي..

وصف الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، تقرير وزارة الخزانة الأميركية بشأن “تقرير الكرملين”، بعمل غير ودي، يضر بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة برمتها، مشيراً إلى أن موسكو ليست مهتمة بالحد من العلاقات مع واشنطن وستمتنع حالياً عن إتخاذ خطوات للرد وستتابع تطور الأوضاع عن كثب، مشيراً إلى أن روسيا، في المقام الأول يجب أن تركز على القضايا الداخلية، وفق قاعدة “الكلاب تنبح والقافلة تسير”.

وخلال اجتماع مع وكلاء مقره الانتخابي، رداً على سؤال حول عدم إدراج اسمه في “قائمة الكرملين”، قال مازحاً: “إنه أمر مزعج وأشعر بالإهانة”.

أمر غير مسبوق يجب تحليله..

وصف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، “دميتري بيسكوف”، نشر الولايات المتحدة ما يعرف بـ “تقرير الكرملين”، والذي يشمل القيادة الروسية العليا، بالأمر غير المسبوق، والذي يتوجب تحليله قبل تقديم أي إستنتاجات.

وأردف المتحدث الرئاسي: “إن إضافة السياسيين ورجال الأعمال الروس إلى (قائمة الكرملين) هو عملياً وصفهم بأعداء الولايات المتحدة”.

مؤكداً على أنه: “يمكن الإنتباه أيضاً إلى أنه عملياً؛ جميعهم أطلقت عليهم صفة أعداء الولايات المتحدة. أي أنكم إذا قرأتم النص الكامل، عنوان هذه الوثيقة، كل ذلك يجري وفقاً لقانون مواجهة أعداء الولايات المتحدة… لذلك عملياً كل تلك المجموعة مسماة بأعداء الولايات المتحدة”.

مضيفاً: أنه “سيتوجب تحليل هذا المنشور، تحليل حقيقة نشر قائمة واسعة إلى أبعد الحدود كهذه بالتحديد، مع ذكر أعضاء القيادة الروسية العليا، الأمر غير المسبوق في حد ذاته، والنقاط الأخرى أيضاً، بعد التحليل، سيكون ممكناً على الأرجح تقديم إستنتاجات ما، والتوصل إلى بعض الإستنتاجات. لن أستعجل في الوقت الراهن”.

يضر بصورة القيادة الروسية..

موضحاً “بيسكوف”، أن نشر هذه القائمة، يضر بصورة القيادة الروسية، وقال في هذا الصدد: “… نشر قائمة واسعة إلى أبعد الحدود كهذه، يضم كل شيء، قد يضر الأفق بصورة شركاتنا ورجال الأعمال وسياسيينا وأعضاء القيادة”.

وحول وجود اسمه في “قائمة الكرملين”، قال بيسكوف: “أنا غير مبال بذلك”.

يذكر أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، وقع بتاريخ 2 آب/أغسطس الماضي، مشروع قانون تحت عنوان: “حول مواجهة خصوم أميركا عن طريق العقوبات”، سبق ووافق عليه الكونغرس الأميركي، ويعتبر هذا القانون موجهاً ضد “روسيا وإيران وكوريا الشمالية”.

تستهدف التأثير على هيئات السلطات الروسية قبل الانتخابات الرئاسية..

كما أعلن رئيس لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، “أندريه كليموف”، أن واضعي “قائمة الكرملين” الأميركية للعقوبات؛ يسعون للتأثير على هيئات السلطات الروسية قبل الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يعتبر تدخلاً صارخاً في شؤون روسيا وإنتهاكاً للقانون الدولي.

تدخل صارخ وإنتهاك للقانون الدولي..

قائلاً “كليموف”: “وضع (قائمة الكرملين) هو تدخل صارخ في الشؤون السياسية الروسية، وإنتهاك للقانون الدولي والأعراف”، مشيراً إلى أن واشنطن تحاول التأثير على هيئات السلطة في روسيا قبل الانتخابات.

قيمة القائمة تساوي صفر..

رئيس الوزراء الروسي، “دميتري ميدفيديف”، قال إن قيمة “قائمة الكرملين” الأميركية تساوي صفر.

وأعتبر “ميدفيديف” أن القائمة تحمل طابعاً تمييزياً وتسمم العلاقات بين البلدين، موضحاً أنها بلا قيمة.

وأكد رئيس الوزراء الروسي على أنه في حال دخلت القائمة الأميركية حيز التنفيذ، سيكون هناك رد ملائم من جانب روسيا.

وقال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البلجيكي، “شارل ميشيل”، “ما قيمة هذه القائمة ؟.. أقول إن قيمة هذه القائمة صفر، إنها تقترب من الصفر، لماذا ؟.. لأنه إذا تصورنا الوضع بالعكس، فلنفترض أننا حضرنا قائمة تضم إدارة الرئيس ترامب بالكامل، ومجلس النواب والشيوخ والمحكمة العليا، ومكتب المدعي العام ماذا سيحدث بعد ذلك في أميركا ؟.. لا شيء. نفس الشيء سيحدث في بلدنا، أي أنه لن يحدث شيء”.

أداة ردع..

من جهتها، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الكونغرس، بأن التشريع الذى أقره الحزبان “الجمهوري والديمقراطي”، العام الماضي، بفرض عقوبات جديدة على روسيا “يعد بمثابة أداة ردع”، وليس هناك حاجة لتنفيذ العقوبات في الوقت الراهن.

ونقلت صحيفة (ذا هيل) الأميركية – على موقعها الإلكتروني، عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن مجرد إمكانية فرض العقوبات من خلال قانون “كاتسا”، (مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات)، هو تدبير مضاد فعال.

وأضاف المتحدث الأميركي، “أنه بالنظر إلى الأطر الزمنية الطويلة المقترنة على وجه العموم باتفاقات الدفاع الرئيسة، نرى أن نتائج هذا الجهد بالكاد بدأت تتجلى. ومن هذا المنطلق، وفي حالة العمل بقانون العقوبات، نرى أنه ليس هناك ضرورة لتفعيل العقوبات المفروضة على كيانات أو أفراد معينين، لأن أهمية تمرير التشريع في الواقع تكمن في كونه يشكل أداة رادعة”.

تستهدف كيانات تتعامل مع روسيا..

مشيراً إلى أن بعض كبار مسؤولي وزارة الخارجية والسلطات الأميركية الأخرى جعلوا من تهديد فرض العقوبات على الحكومات الأجنبية والكيانات الأخرى أداة يتم التلويح بها في تعاملاتهم مع الكيانات الروسية، موضحاً أنه إذا صدرت العقوبات، فإنها “سوف تستهدف في الأساس كيانات غير روسية مسؤولة عن معاملات كبيرة مع قطاع الدفاع والإستخبارات الروسي”.

مطاردة سحرة..

تأتي هذه التصريحات وسط التحقيقات الخاصة التي تجري في محاولات إختراق موسكو للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، فيما رفض “ترامب”، التحقيق في هذا الأمر بإعتباره مجرد “مطاردة سحرة” حشدها الديمقراطيون لتبرير خسارتهم المفاجئة في صندوق الإقتراع، وأوضحت الصحيفة الأميركية، أن قانون عام 2017 يتيح لـ”ترامب” تأجيل فرض عقوبات على أشخاص أو كيانات إذا ما قرروا الحد من معاملاتهم إلى حد كبير مع قطاعات الدفاع أو المخابرات في روسيا، طالما أنه يخطر لجان الكونغرس المعنية على الأقل كل 180 يوماً بأن ثمة تقدماً في هذا الصدد.

يحد القانون من قدرة “ترامب” على رفع العقوبات..

أفادت بأنه إذا لم يلجأ “ترامب” لتأجيل العقوبات، فإنه سيضطر إلى فرض خمس عقوبات على الأقل على الأشخاص أو الكيانات التي تقوم عن قصد بإجراء معاملات كبيرة مع روسيا، وأعادت الصحيفة الأميركية، إلى الأذهان، اضطرار “ترامب” فى شهر آب/أغسطس الماضي إلى توقيع قانون يفرض عقوبات جديدة على روسيا على مضض، ووصفه بالـ”معيب”، كان قد أقره الكونغرس رداً على تدخل روسيا في انتخابات عام 2016، ويحد القانون من قدرة “ترامب” على رفع العقوبات المسبقة أو إستعادة المجمعات الدبلوماسية التي إستولت عليها روسيا فى عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب