24 نوفمبر، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

المواجهة تنطلق بين “حزب الله” و”إسرائيل” .. فهل يتهيأ لبنان لحرب بالوكالة ؟

المواجهة تنطلق بين “حزب الله” و”إسرائيل” .. فهل يتهيأ لبنان لحرب بالوكالة ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أول رد فعل من جانب “حزب الله” اللبناني؛ بعد تهديدات رئيسه، “حسن نصرالله”، بالرد القاسي على “تل أبيب”، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأول، أنه تم إطلاق عدة صواريخ مضادة للدبابات من “لبنان” بإتجاه أهداف في “إسرائيل”، فيما رد الجيش على أهداف في “لبنان”.

وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الصواريخ من نوع (كورنيت) المضاد للدروع، وأطلقت صوب قرية “أفيفيم” الحدودية الإسرائيلية، ما استدعى فتح الملاجيء.

لاحقًا، أعطى الجيش الإسرائيلي مزيدًا من التفاصيل؛ وقال إن الصواريخ التي استهدفت قاعدة عسكرية ومدرعات سجلت وقوع إصابات.

لكن “حزب الله” اللبناني أعلن استهداف “آلية إسرائيلية” متحدثًا عن وقوع قتلى وجرحى. وقال مراسل (العربية) إن القوات الإسرائيلية قصفت قرية “مارون الراس” الحدودية، في جنوب “لبنان”، بـ 30 قذيفة. وأضاف أن قرى أخرى في محافظة “بنت جبيل” تعرضت للقصف الإسرائيلي.

اتصالات لمحاولة منع التصعيد..

في هذه الأثناء، تجري قوات “اليونيفل” الاتصالات اللازمة مع الجانبين، اللبناني والإسرائيلي، في محاولة لمنع أي تصعيد في المنطقة، وتستطلع حقيقة ما حصل على الأرض.

إلى ذلك؛ أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر بفتح الملاجيء في المستوطنات التي تبعد حتى 4 كلم عن الحدود مع “لبنان”؛ بعد إطلاق الصاروخ على الموقع القريب من مستوطنة “يارؤن”.

كما أن “إسرائيل” أغلقت الطريق المجاور للسياج الحدودي مع “لبنان”.

ووسط حالة توتر بين “لبنان” و”إسرائيل” بدأت، قبل نحو أسبوع، مع اختراق طائرتين مُسيرتين الأجواء اللبنانية، فوق ضاحية “بيروت” الجنوبية، إنتهكت طائرة إسرائيلية جديدة، أمس الأول، المجال الجوي اللبناني.

وأعلن الجيش اللبناني أن طائرة إسرائيلية مُسيرة، (درون)، إنتهكت المجال الجوي للبلاد، وأسقطت مواد حارقة أشعلت النيران في منطقة أحراج على الحدود.

كما أوضح، في بيان، أن: “المُسيرة الإسرائيلية خرقت الأجواء اللبنانية من فوق مزرعة بسطرة، وقامت بإلقاء مواد حارقة على أحراج السنديان في المنطقة، مما أدى إلى نشوب حريق”. وأضاف أنه يتابع تطورات هذا الخرق مع “قوات حفظ السلام” التابعة لـ”الأمم المتحدة”؛ دون ذكر مزيد من التفاصيل.

من جهته؛ أعلن الجيش الإسرائيلي أن نيرانًا اندلعت في منطقة لبنانية حدودية، مضيفًا أن: “الحرائق بدأت بسبب عمليات قواتنا في المنطقة”.

استنفار إسرائيلي حدودي..

وكان المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، “أفيخاي أدرعي”، تحدث، السبت الماضي، عن استنفار إسرائيلي حدودي، قائلاً إن: “قوات الجيش قامت، خلال الأسبوع المنصرم، بتعزيز جاهزيتها برًا وجوًا وبحرًا وفِي المجال الاستخباري لسيناريوهات متنوعة في القيادة الشمالية وفرقة الجليل”.

كما حذر رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، “بيني غانتز”، زعيم (حزب الله)، “حسن نصرالله”، من مغبة التصعيد على حدود “إسرائيل”، ودعاه إلى “أن يكون رحيمًا بلبنان”، بحسب تعبيره.

وكتب “غانتز”، منافس رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، في الانتخابات التشريعية، مساء السبت، على (تويتر)؛ متوجهًا لـ”نصرالله”: “لا تجعل الجيش الإسرائيلي يعيد لبنان للعصر الحجري”.

وسبق وأن أعترفت “إسرائيل” بتنفيذ غارة جوية على مبنى بالقرب من العاصمة السورية، “دمشق”، يوم السبت الماضي، مما أسفر عن مقتل إثنين من مقاتلي “حزب الله”، قائلة إن العملية ضرورية لإحباط هجوم بطائرة بدون طيار بقيادة “إيران”.

كما اتهم “حزب الله”، “إسرائيل”، بالمسؤولية عن هجوم لطائرات بدون طيار في “بيروت”، يوم الأحد الماضي.

أخطر تبادل لإطلاق النار..

ويُعد هذا الاشتباك هو أخطر تبادل لإطلاق النار عبر الحدود، منذ كانون ثان/يناير 2015، عندما قتل “حزب الله”، جنديين إسرائيليين؛ كانا يستقلان سيارة جيب بصاروخ مضاد للدبابات، بعد أيام من قتل “إسرائيل” لنجل قائد بارز في “حزب الله” وقادة عسكريين آخرين في غارة جوية على قافلة سيارات في “سوريا”.

وإثر هجوم الضاحية، اعتبر “حزب الله” أن ذلك يُعد: “أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006″، التي اندلعت إثر إقدام الحزب على أسر جنديين إسرائيليين، في 12 تموز/يوليو. فردت “إسرائيل” بهجوم مدمر استمر 33 يومًا. ولم تنجح في تحقيق هدفها المعلن في القضاء على “حزب الله”، ما أظهر الأخير في نهاية الحرب داخليًا بموقع المنتصر.

وإنتهت الحرب بصدور القرار الدولي، (1701)، الذي أرسى وقفًا للأعمال الحربية بين “لبنان” و”إسرائيل”، وعزز من انتشار قوة “الأمم المتحدة” المؤقتة في جنوب “لبنان”، (يونيفيل).

إنتهاء الخطوط الحمراء في مواجهة إسرائيل..

من جهته؛ قال الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، “حسن نصرالله”، أمس، إن الحزب بدأ مرحلة عمل جديدة للدفاع عن “لبنان”، مؤكدًا أنه لم يعد لدى حزبه خطوط حمراء في مواجهة “إسرائيل”.

وأضاف “نصرالله”، في خطاب تليفزيوني: “إذا جاء نتانياهو ليغير المعادلات؛ فنحن ثبتنا المعادلة بقوة ردع أهم، لم يعد لنا خطوط حمراء لأنها، (إسرائيل)، حاولت تغيير قواعد الاشتباك”.

ووصف الأمين لـ”حزب الله”، التهديدات الإسرائيلية، بأنها كانت بمثابة “عملية ترهيب هائلة … على مدى 7 أيام لم يبقَ مسؤول إسرائيلي إلا وهدد لبنان بردٍ قاسٍ، لكن حزب الله والمسؤولين، (اللبنانيين)، لم يتزحزحوا، وبقي لبنان قويًا في الرد”.

وأضاف “نصرالله”؛ أن “إسرائيل” حاولت أن تستوعب إطلاق الحزب قذائف تجاه بلدة “أفيفيم” الحدودية، أمس الأول: “بأي ثمن، وأغلب قصف العدو كان لأهداف دفاعية أكثر من كونها هجومية، لأنه كان يعلم أن هناك عمليات أخرى ستتبع العملية الأولى”.

ووجه الأمين العام لـ”حزب الله” حديثه إلى الإسرائيليين، بقوله: “أحفظوا تاريخ، الأحد 1 أيلول/سبتمبر 2019، هو بداية لمرحلة جديدة من الوضع”، موضحًا أنه سيكون: “بداية مرحلة ومساحة عمل جديدة بمواجهة الطائرات المُسيرة في سماء لبنان”.

إنتهاء غض الطرف..

وعن جهود المجتمع الدولي، طوال الأيام الماضية، لإحتواء تصاعد التوتر منذ سقوط طائرتين مٌسيرتين في الضاحية الجنوبية لـ”بيروت”، قال “نصرالله” إن: “غض الطرف إنتهى، لن نسمح بإنتهاك سيادتنا”.

وذكر الأمين العام لـ”حزب الله”؛ أنه منذ تهديده بالرد على تحليق الطائرات المٌسيرة في الأجواء اللبنانية، فإن ثكنات عسكرية إسرائيلية على خطوط المواجهات تم إخلائها، وأضاف ساخرًا: “قلت لهم إنضبوا، بس هنَي هربوا”.

تحذير إسرائيلي..

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، قد حذر “نصرالله” و”قاسم سليماني”، قائد “فيلق القدس”، خلال مؤتمر صحافي، الثلاثاء الماضي، قائلًا: “أنصح، نصرالله وسليماني، بمراقبة أقوالهما وأفعالهما، إسرائيل تعرف كيف تدافع عن نفسها جيدًا”.

محاولات سياسية لخفض حدة التصعيد..

وفي محاولة لخفض حدة التصعيد، اتصل رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”، بوزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، والدبلوماسي الفرنسي، “إيمانويل بون”.

وقالت “باريس” إنها تتابع التطورات “بقلق”، وأوردت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أن: “فرنسا تكثف الاتصالات في المنطقة، منذ حوادث 25 آب/أغسطس، بهدف تفادي التصعيد”، لافتًة إلى أن الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”؛ “تشاور مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والرئيس الإيراني، حسن روحاني، في الأيام الاخيرة”.

دعم أميركي لإسرائيل في الدفاع عن نفسها..

هذا؛ وصرح مسؤول في الخارجية الأميركية أن: “الولايات المتحدة تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. على حزب الله أن يمتنع عن أعمال معادية من شأنها تهديد أمن لبنان واستقراره وسيادته. هذا الأمر هو مثال آخر على دور وكلاء إيران المزعزع للاستقرار عبر تقويض السلام والأمن في المنطقة”.

من جانبه؛ نشر “أنور قرقاش”، وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة “الإمارات”، تغريدة عبر صفحته الرسمية على موقع (تويتر)؛ جاء فيها: “قلوبنا مع لبنان واللبنانيين هذا المساء، فطالما عانوا من إنفراد القرار وتداعياته، والمنطق أن قرار الحرب والسلام والاستقرار يجب أن يكون قرار الدولة ويعبر عن مصالحها الوطنية وسلامة مواطنيها في المقام الأول”.

حرب بالوكالة ينفذها الحزب بالنيابة عن إيران..

وبحسب الـ (بي. بي. سي)؛ لم يتضح بعد المدى الذي يمكن أن تنفتح عليه المواجهة بين “حزب الله” و”لبنان”، ويعتبر الحزب أن ما أقدم عليه، هو رد على العملية الإسرائيلية بإرسال طائرتين مُسيرتين مفخختين، للضاحية الجنوبية، حيث مقرات “حزب الله”، في حين يخشى كثير من اللبنانيين من أن يدفع “لبنان”، ثمن أية مواجهة مفتوحة بين “حزب الله” و”إسرائيل”.

ويعتبر المتخوفون من مواجهة من هذا القبيل، أن وقوع مواجهة بين الطرفين، هو “حرب بالوكالة” ينفذها الحزب نيابة عن “إيران”، وسعي إسرائيلي، في الوقت نفسه، لتصفية الحسابات مع “إيران” على الأراضي اللبنانية.

وعلى الجانب الإسرائيلي؛ يرى مراقبون، أن إندفاع “إسرائيل” تجاه مواجهة مع “حزب الله” على الأراضي اللبنانية، وكذلك تنفيذ “إسرائيل” لعدة هجمات مؤخرًا ضد أطراف تعتبرها محسوبة على “إيران” في عدة دول عربية، هو بمثابة نوع من الدعاية الانتخابية التي تستثمر المواجهات العسكرية لصالح الساسة الإسرائيليين.

رسالة واضحة لإسرائيل بحتمية الرد..

ويقول المستشار والباحث في الشؤون الاقليمية، “رفعت البدوي”، إن ما حصل من رد للمقاومة، والذي أعلن باسم الشهيدين، “زبيب” و”ضاهر”، اللذين استشهدا في “سوريا” أثناء القصف الإسرائيلي، إنما يُعتبر ردًا مباشرًا، وتنفيذًا لما وعد به الأمين العام لـ”حزب الله”، السيد “حسن نصرالله”، من أن المقاومة سترد، رغم كل التهديدات والرسائل المتبادلة التي أرسلت إلى “لبنان” رسميًا أو عبر وسطاء إلى “حزب الله”، من أنه إذا حصل رد فعواقب الأمور ستكون شديدة على “لبنان”.

ويتابع “البدوي”: لكن “حزب الله” لم يعر هذه التهديدات ولا تلك الرسائل أي اهتمام، وكان من الواضح أن “حزب الله” أرسل رسالة واضحة بأن الرد سيكون لا محالة، وبعد الرد يمكن التكلم عن ضبط الأمور.

ويشير “البدوي” إلى أن رد المقاومة كان مدروسًا بتقنية عالية، من حيث الحجم والقوة، وأرادت إرسال رسالة لـ”إسرائيل” بأنه يجب الإلتزام والعودة إلى قواعد الاشتباك التي خرقتها وبإمضاء المقاومة هذه المرة، وإلا فالرد سيكون أكبر وأعنف، وأن دماء اللبنانيين ليست رخيصة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة