19 أبريل، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

بالونة إعلامية لتوجيه رسائل داخلية وخارجية .. “إس-300” الروسية لا تفيد العراق وترفضها واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

إنتهاك المجال الجوي العراقي المتكرر، خلال الفترة الأخيرة، دفع العديد من الساسة إلى الدفع بضرورة امتلاك “العراق” لأسلحة دفاعية تمكنه من حماية سيادته.

عن هذا؛ كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، أمس الأول، عن وجود حوارات (عراقية-روسية) لشراء منظومة (إس-300) من “موسكو”.

وقال رئيس اللجنة، “محمد رضا الحيدري”، أن: “هناك مباحثات ووفود تذهب إلى روسيا من أجل التعاقد على أسلحة القوة الجوية أو طيران أو الدفاع الجوي، لكن هناك تأثيرات من قِبل الولايات المتحدة الأميركية على صفقة شراء العراق الأسلحة من باقي الدول”.

وبَين “الحيدري” أن: “الولايات المتحدة الأميركية لم تُطبق بنود الاتفاقية الأمنية، المتعلقة بحماية الأجواء العراقية، خصوصًا مع وجود خروقات خطيرة وكبيرة، من قصف مخازن الأسلحة العراقية، التي هي خزين لمقاتلة إرهابيي تنظيم (داعش)”.

وأكد أنه: “على العراق، في الوقت الحاضر، أن يسرع بالتعاقد مع روسيا لشراء أسلحة دفاع جوي متطورة، لو تعاقدت بغداد مع موسكو على منظومة (إس-300)، بأربعة كتائب فهي كافية لتغطية كافة العراق، وهذه الصفقة تعادل صفقة الـ (f16)، خصوصًا نحن في الوقت الحاضر ليس بحاجة لهكذا طائرات، فنحن لا ننوي مهاجمة أي دولة”.

دعم برلماني للحكومة..

كما كشف النائب في البرلمان، “منصور البعيجي”، أمس، عن وجود دعم برلماني للحكومة لشراء منظومة دفاع جوي روسية لحماية البلد من أي إعتداء خارجي.

وقال “البعيجي” إن: “هنالك دعم برلماني للحكومة العراقية لقيامها بشراء منظومة دفاع جوي متطورة من روسيا؛ من أجل حماية سماء العراق من أي إعتداء خارجي في المستقبل”.

وأضاف أن: “على رئيس الوزراء ووزير الدفاع التحرك سريعًا لشراء منظومة الدفاع الجوي وعدم التأخر أكثر، خصوصًا بعد ما حصل من استهداف سافر إلى مواقع الحشد الشعبي من قِبل الكيان الصهيوني مؤخرًا”.

وتابع أن: “روسيا تطمح لتزويد العراق بمنظومة الدفاع الجوي لحماية سماء العراق من أي خرق خارجي، لذلك على الحكومة العراقية الإسراع بالتعاقد مع روسيا لشراء منظومة الدفاع الجوي بالسرعة الممكنة وعدم التأثر بأي ضغط خارجي قد تمارسه أميركا لعرقلة شراء منظومة الدفاع الجوي من روسيا أو أي دولة أخرى غير الولايات المتحدة الأميركية، وستكون من أولوياتنا، داخل مجلس النواب خلال الفصل التشريعي المُقبل، هو التحرك نيابيًا لدعم الحكومة وتوفير كافة الأمور فيما يخص مجلس النواب لشراء هذه المنظومة للدفاع الجوي بأسرع وقت ممكن”.

وبَين أن: “ما حصل من إعتداء سافر على مواقعنا العسكرية من قِبل طائرات مُسيرة قصفت دون أي رادع يدل على مدى ضعف دفاعتنا الجوية التي لا تمتلك مايؤهلها لحماية سماء بلدنا”.

واستطرد قائلًا: “بالتالي على الحكومة العراقية التسلح من قِبل أي دولة تراها مناسبة لها بعيدًا عن أميركا، ويجب عدم إطلاع القوات الأميركية على كمية ونوع الأسلحة التي يمتلكها العراق”، مردفًا: “نأمل من رئاسة مجلس النواب أن تطرح قانون إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية من أجل التصويت عليه وإخراج أي قوات أجنبية من أراضينا؛ لأنه لا سيادة بتواجد هذه القوات على الأراضي العراقية”.

ضغوطات أميركية لمنع شراء المنظومة..

وفي سياق متصل؛ كشف تحالف (سائرون)، المدعوم من قِبل زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، أمس، عن وجود ضغوطات أميركية لمنع شراء “العراق” أسلحة متطورة، لمنظومة الدفاع الجوي وغيرها.

وقال النائب عن التحالف، “ستار العتابي”، أن: “العراق يمر بتحديات خطيرة وكبيرة، منها قصف طائرات لمقرات الحشد الشعبي ومخازن الأسلحة والعتاد، وكذلك الهجمات الداعشية هنا وهناك، فهذه التحديات تتطلب أن يكون بحوزة العراق اسلحة متطورة، سواء السلاح الجوي أو غيره”.

وبَين “العتابي” أنه: “يمكن للعراق شراء هكذا صفقات سلاح من روسيا أو الصين، وغيرها الكثير من الدول، التي لديها استعداد، بالتعاون مع العراق، بهذا الجانب”، مستدركًا: “هناك ضغوطات أميركية لمنع شراء العراق أسلحة متطورة”.

وأضاف النائب عن تحالف (سائرون) أن: “على الحكومة العراقية عدم الرضوخ لأي ضغوطات أميركية، وأن قرار عقد صفقات السلاح مع الدول قرار عراقي سيادي، لا يمكن لأي جهة خارجية التدخل به، ولن نقبل بأي تدخلات بهذا الشأن”.

إس-300″ غير مجدية حاليًا للعراق..

تعليقًا على الخطوة العراقية، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، الدكتور “أحمد الشريفي”، أن: “الصفقة التي توصف بأنها خط مشروع لإعادة إحياء التعاون (الروسي-العراقي)، سواء على مستوى القوة الجوية أو الدفاع الجوي، هي صواريخ (أس-400)، فبموجب التحديات نحن بحاجة إلى هذه الصواريخ، بسبب الحداثة التي تمتلكها، وإمكانية مواكبة التطور وصولًا إلى (إس-500) و(600)، وعلى هذا الأساس يفترض بالحد الأدنى الذي يمكن القبول به هي صواريخ (إس-400) وليس (300)”.

مضيفًا أنه: “بموجب التحديات التي يمر بها العراق والوضع الحالي للتسليح العراقي، فإن القبول بالـ (إس-300) حاليًا هو غير ذي جدوى، فإن إستبدلنا تلك المنظومة بطائرات الـ (ميغ-31) كبديل لـ (ميغ-25)، فهذا يُعد بديل متفوق، كما يمكن التعاقد على طائرات الـ (سيخوي-35)، وهذا ما سيحقق لنا قفزة نوعية على مستويي الطيران والدفاع الجوي، كما سيكون بديل في حال عدم امتلاكنا صواريخ (إس-400)”.

وأوضح “الشريفي” أنه: “إذا ما وافقت الإدارة الأميركية على امتلاك العراق لصواريخ (إس-300)، فيعني ذلك أنها تدرك أن تلك الصواريخ لن تكون مجدية لإسكات التهديد القادم، وهي تدرك أن إسرائيل تستطيع المناورة بطائراتها أمام تلك الصواريخ، فإذا أراد العراق بناء قاعدة جوية رصينة، عليه أن يبدأ بالـ (إس-400)، وبإمكان العراق الضغط بهذا الإتجاه في ظل استعداد روسي لمساعدة العراق”.

واشنطن في رادار “التآمر”..

الكاتب “مسلم عباس” يذكر، في موقع (شبكة النبأ المعلوماتية)، أن الحديث المطروح هذه الأيام يستبعد المنظومات الأميركية، (باتريوت) و(ثاد)، ويركز على منظومة الدفاع الجوي الروسي، لكون “الولايات المتحدة الأميركية” تفرض شروطًا قاسية على إقتناء أسلحتها؛ لدرجة أنها منعتها عن حليفتها “تركيا”، العضو الفاعل في “حلف شمال الأطلسي”، بالإضافة إلى فشل المنظومة الأميركية في “السعودية”؛ ما شوه سمعتها عالميًا، وأكثر ما يقلل من فرص الحصول على سلاح جوي أميركي، هو اتهام بعض الأحزاب العراقية، لـ”الولايات المتحدة” نفسها، بالتخاذل عن حماية الأجواء العراقية وسماحها للطائرات المجهولة بالتجول دون إسقاطها أو إشعار العراقيين بها، ما يضع “واشنطن” في رادار “التآمر”، حسب العرف السياسي العراقي.

موضحًا أنه؛ وفق هذه الرؤية، التي تعتقد أن “الولايات المتحدة” جزء من المشكلة، بعد سماحها للطائرات المجهولة بدخول أجواء “العراق”، تبرز مشكلة أخرى، فإذا كانت واشنطن “متآمرة” ؟؛ فكيف يمكنها الموافقة على شراء “بغداد” لمنظومات روسية أقل ما يقال عن تواجدها في الأراضي العراقية إنها تمثل صفعة سياسية وعسكرية واستراتيجية ضد “واشنطن” ؟!.. لكن البعض يعتقد أن قوة القرار الوطني ستتجاوز (الفيتو) الأميركي الذي رفع راية العقوبات لمجرد الحديث إعلاميًا عن توريد (إس-400)، مطلع عام 2018، فهل تقبل رؤية مناطق نفوذها، التي صرفت عليها أكثر من ثلاثة ترليونات دولار، تُقضم بفك روسية، وبهذه السهولة؟!.. فالسلاح الذي نتحدث عنه يغير موازين القوى ويعيد ترتيب قواعد اللعبة على مستوى المنطقة بأسرها.

الفيتو” سيمنع روسيا من بيعها..

أما على المستوى الروسي نفسه؛ فلا يمكن لـ”موسكو” أن توافق على بيع أسلحتها المتقدمة لمجرد أن زبونًا يملك المال يريد شراءها، فقد إمتنعت عن بيع منظومة (إس-300) لـ”سوريا” أكثر من عشر سنوات؛ بسبب (الفيتو) الإسرائيلي، ونفس الحال كان مع “إيران” التي عانت من عقوبات دولية، ونعتقد أن نفس (الفيتو) سوف يُطبق على “العراق” وبشكل أشد صرامة مع إحتدام الصراع مع “إيران”.

وتابع: لنفترض أن “روسيا” تجاوزت (الفيتو) الإسرائيلي بالتراضي أو بالعناد، فهل ستبيع درة أسلحتها لدولة لم تنفض غبار أخطر حرب واجهتها بعد هروب جيشها أمام جماعة مسلحة صغيرة، عام 2014، وقد يبدو هذا الكلام قاسيًا بحق الجيش العراقي، لكن الدول لا تبيع أسلحتها لتكون عُرضة للاستخدام الخاطيء وغير المدروس، والذي قد يشوه سمعتها، والأخطر هو كشف أسرارها التي هي مصدر قوتها وهيبتها.

حديث إعلامي يوجه رسائل للداخل والخارج..

وأشار “عباس” إلى أنه؛ بالمجمل لا يتعدى الحديث عن شراء (إس-400) حدود وسائل الإعلام، وهو عبارة عن توجيه رسائل للداخل والخارج، فعلى مستوى الداخل تفيد للاستهلاك الجماهيري، لا سيما مع الندوب التي أصابت سمعة بعض القطعات العسكرية لتعرضها لأكثر من هجمة جوية أظهرت خاصرتها الرخوة ووضعتها في ميزان الرأي العام، أما على مستوى الخارج فهي ورقة ضغط، ولو إعلاميًا، على “الولايات المتحدة” من أجل دفعها لمنع الطلعات العسكرية المعادية لـ”العراق” والقادمة من “إسرائيل” في أغلب الأحيان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب